قال سفير المملكة لدى مصر احمد بن عبدالعزيز قطان إن ولي ولي العهد, أكد انه من غير الممكن القبول بتشويه العلاقات المصرية السعودية، وأن 90% مما أثير في الإعلام المصري خلال الفترة الماضية لا علاقة له بالحقيقة، كما أن قرارات خادم الحرمين الشريفين برفع قيمة الاستثمارات في مصر دليل على حرصه على استقرارها ونهضتها، كما أن توفير الطاقة لمصر سيعزز توجهاتها في إعادة هيكلة دعم الطاقة، وأكد أحمد قطان أن العلاقات السعودية المصرية ستزداد صلابة يوما بعد يوم ولا غنى للسعودية عن مصر ولا غنى لمصر عن السعودية. وقال قطان، في مؤتمر صحفي, امس الخميس, بمقر السفارة السعودية بالقاهرة ان العلاقات المصرية السعودية تشهد حاليا تميزا ومتانة غير مسبوقة, ونعمل منذ فترة طويلة بصمت وهدوء، من دون النظر الى المشككين في هذه العلاقات، مؤكدا أن الفترة القادمة ستشهد المزيد والمزيد من هذه العلاقات القوية. وأضاف «ما حدث ويحدث من تطور في هذه العلاقة واعلان زيادة الاستثمارات السعودية بقيمة ثمانية مليارات دولار إضافية، يؤكد أن كل ما قيل من تشكيك هو كذب، وان من تناولوه في تقييمهم لهذه العلاقة كانوا خاطئين». واردف «الفترة الماضية كانت مليئة بالعمل الجاد، بدأنا في الرياض بالتوقيع على محضر اللجنة التنسيقية المصرية السعودية، وعقدنا الاجتماع الاول ثم جاء الاجتماع الثاني بالقاهرة الاسبوع الماضي، والثالث سيكون يوم الخامس من يناير المقبل بالرياض لمواصلة تكليف مجموعات العمل». توجيهات خادم الحرمين وأضاف: وتم الاعلان عن توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بزيادة الاستثمارات بنحو 60 مليار جنيه مصري ودعم النفط وحركة النقل بقناة السويس، في الوقت الذي من المتوقع فيه أن تواجه ميزانية المملكة بعض العجز المالي. وقال السفير قطان إن دعم المملكة لمصر سيقلل من اعباء تدبير النقد الاجنبي في مصر لاستيراد الاحتياجات من المواد البترولية التي تبلغ نحو 600 مليون دولار شهريا، بما يعادل نحو سبعة مليارات دولار في العام وهو ما يعادل ربع تريليون جنيه مصري. وأضاف أن توفير الطاقة لمصر على هذا المدى الزمنى البعيد سيعزز توجه الحكومة المصرية في الاستمرار في هيكلة مخصصات دعم الطاقة، حسب ما تستهدفه الحكومة المصرية الى 30 بالمائة، بقيمة لا تتجاوز 40 مليار جنيه مصري، مقارنة بنحو 120 مليارا خلال العام الماضي، ما سيؤدى الى انخفاض عجز الموازنة العامة للدولة المصرية، بجانب توفير مخصصات أكبر لقطاعات مثل التعلم والصحة، بجانب تدعيم الحكومة المصرية تجاه شركات النفط الاجنبية التي تعمل في مصر واحتياجها الملح لإنتاج هذه الشركات، وبالتالي ما سيحد من زيادة حجم المديونية المستحقة لهذه الشركات على الحكومة المصرية، ويعزز قدرة الحكومة على تسديد المديونية القائمة التي تبلغ تقريبا 3 مليارات دولار. جناحا الأمة العربية وشدد السفير قطان مجددا على انه لا غنى لمصر عن المملكة ولا غنى للمملكة عن مصر، لانهما جناحا الأمة العربية، ونحن نتحدث عن أكبر قوتين ودولتين، وعلينا النظرة بالتفاؤل والتناول الاعلامي عن العلاقة المشتركة بإيجابية بدلا من الكتابة بعيدا عن الحقيقة على الاطلاق والتشكيك في توجهات القيادات الاقليمية. ووجه السفير قطان الشكر الى خادم الحرمين الشريفين باتخاذه قرار عاصفة الحزم الذى أعاد الى الامة العربية هيبتها، ثم القرار التاريخي الخاص بتشكيل تحالف اسلامي يضم 35 دولة، واختتم كلمته بتوجيه الشكر الى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، واصفا اياه بالمنقذ، وقال: «الرئيس السيسي لم ينقذ مصر فقط في 30 يونيو وانما انقذ العالم العربي بأسره من كارثة محققة». مهمة التحالف الإسلامي وقال السفير قطان بالقاهرة ان مهمة التحالف الإسلامي تختلف عن مهمة القوة العربية المشتركة حيث إن مهمة التحالف ضد المنظمات الارهابية فيما مهمة القوات المشتركة العربية تتولى حماية العالم العربي من المخاطر التي يتعرض لها. وأضاف أن المشاورات مستمرة بين مصر والسعودية حول القوة المشتركة العربية وسترى النور بعد التوافق على كل الأمور، معربا عن اعتقاده في ان المشاركة العربية في القوة المشتركة ستكون بنسبة عالية، مؤكدا أن الاتصالات تتم في هذا الإطار على اعلى مستوى بين البلدين. واشار قطان الى لقاء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع بوزير الدفاع المصري الفريق أول صدقي صبحي خلال زيارته للرياض مؤخراً هدفه ليس لمناقشة هذا الامر فقط وانما الأمور التي تضمنها المجلس التنفيذي بين مصر والسعودية. وشدد على ان مصر والسعودية في بوتقة واحدة وهدفهما مشترك وهو محاربة المنظمات الإرهابية وهو هدف التحالف الاسلامي الذي سيضع الجميع أمام مسؤولياته. وردا على سؤال بشأن وجود دول لا تتوافق مع مصر في التحالف كتركيا وقطر قال قطان إن العلاقات المصرية مع كل من تركيا وقطر لن تبقى على هذا الحال كثيراً.