تشرع بلدية وسط الهفوف التاريخي التابعة لأمانة الأحساء، الأحد القادم، في أعمالها فعلياً. وأوضح أمين الأحساء المهندس عادل بن محمد الملحم أن استحداث بلدية متخصصة تُعنى بالحفاظ على التراث العمراني يأتي انطلاقاً من الأهمية التراثية العريقة للأحساء، والمحافظة على هذا الإرث وهوية المكان يعتبر تجسيداً عملياً للحفاظ على تاريخنا، مشيراً إلى أن أمانة الأحساء تُعد أول أمانة على مستوى المملكة تستحدث بلدية متخصصة بالتراث. مبيناً أن أعمال البلدية ستتركز في بداية الانطلاقة على المواقع التاريخية في مدينتي الهفوف والمبرز، ومن ثم الانتقال إلى المدن والبلدات الأخرى، مع التركيز في الاهتمام بالمباني والحفاظ على المواقع التاريخية بأكملها والأسواق الشعبية، لافتاً إلى أن الأمانة تعمل حالياً على تطوير عدد من المناطق والمواقع الأثرية منها: المنطقة المقابلة لسوق القيصرية، وشارع الحدادين المجاور للسوق، والمربع المجاور للمدرسة الأولى "الأميرية"، كما يتم العمل على وضع اشتراطات لمباني المنطقة التاريخية في الهفوف، وذلك من خلال تنفيذ واجهات تقليدية وموحدة عبر توظيف العناصر المعمارية المحلية بصورة مكثفة لتُشكل علامة بصرية جاذبة بمُكون تراثي في المنطقة التاريخية بوسط مدينتي الهفوف والمبرز، بالإضافة إلى سعي الأمانة ممثلة في بلدية وسط الهفوف التاريخي إلى إقامة العديد من المناشط والبرامج السياحية خلال الفترة القادمة؛ تعزيزاً لجوانب المحافظة على التراث والحرف اليدوية. إلى ذلك، دعت أمانة الأحساء مختلف القطاعات الحكومية والخاصة وكذلك مقاوليها ومستثمريها للمشاركة في تفعيل مبادرة (واحة الأحساء الذكية iHasa) مُبديةً استعداداتها لتعزيز العناصر الداعمة لذلك. وأوضح أمين الأمانة أنه وامتداداً لجهود وسعي الأمانة لتفعيل مبادرة واحة الأحساء الذكية، والتي تأتي وفقاً لتوجيهات القيادة الحكيمة -أيدها الله-، في تبني مفهوم الحكومة الإلكترونية، وبتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف أمير المنطقة الشرقية، وبمتابعة سمو محافظ الأحساء صاحب السمو الأمير بدر بن محمد بن جلوي، ووزير الشؤون البلدية والقروية المهندس عبداللطيف آل الشيخ؛ تعمل الأمانة على إتاحة الفرصة أمام الجميع؛ للمشاركة بتفعيل هذه المبادرة الرائدة والتي تساهم في التيسير على المواطنين والمقيمين في الأحساء؛ كون المستقبل للمدن عالمياً يكمن في تحولها إلى مدن ذكية، ويعتبر ذلك من العناصر المساهمة في جعلها مدنا صديقة للبيئة وصحية وأكثر تجاوباً مع تحديات الحاضر وتطلعات المستقبل. وأكد الملحم أن مفهوم ذكاء المدن يعتمد على توفير بيئة تشاركية، مما يحتم مشاركة مختلف الجهات الحكومية والخاصة، ونحن بالأمانة نشجع هذه الشراكات، مشيراً إلى أن الأمانة بدأت في توجيه المقاولين والمستثمرين وكافة الشركاء لتفعيل ذلك، موجهاً شكره وتقديره لكافة القطاعات المتفاعلة، حاثاً البقية على التفاعل؛ وصولاً إلى التيسير على قاطني الأحساء وخدمتهم بما يتواكب مع عناصر التقنية الحديثة. من ناحيته، قال مساعد الأمين لتقنية المعلومات المهندس حمدان العرادي: إن المدن الذكية أصبحت طموحاً عالمياً لكافة المدن وعنصراً للجذب والتنافسية بين مختلف المدن، خاصة مع تطور التطبيقات التقنية، وارتباطها بمختلف جوانب الحياة اليومية، فأصبح التفاعل بين الإنسان وما حوله من أشياء ضرورة ملحة وبصفة يومية لا غنى عنها.