بالرغم من وجود حالة من الانزعاج على مستوى الجماهير والإعلام والأندية، بسبب التوقف المتكرر لمباريات دوري جميل مما يفقد الدوري رونقه الجميل وبرغم من أن التوقفات تأتي بسبب مشاركة المنتخب الأول في استحقاقات دولية وغير دولية إلا أن الأخبار المزعجة أكثر تأتي هذه الأيام من خلال نية اتحاد الكرة إيقاف الدوري بسبب مشاركة المنتخب الأولمبي في التصفيات المؤهلة إلى البرازيل. وبالتالي سوف يكون أول اتحاد كرة قدم في العالم يوقف الدوري من أجل المنتخب الأولمبي هو الاتحاد السعودي لكرة القدم، مسكين هو الدوري السعودي ربما يأتي زمان يتم فيه إيقاف الدوري من أجل مشاركة منتخب البراعم ليس إلا مادام الاتحاد السعودي غير قادر على مجابهة الأندية التي ترفض انضمام لاعبيها للمنتخب الأولمبي متى كان الدوري غير متوقف. قد يقول البعض إن الأندية معذورة عندما ترفض مشاركة لاعبيها، فعدد اللاعبين الذين تحت ثلاثة وعشرين عاما في حدود الستين لاعبا وأن استدعاءهم للمنتخب الأولمبي سوف يؤثر على المنافسة باعتبار أن هناك أندية ستكون مستفيدة على حساب أندية أخرى . بالنسبة لموضوع الاستفادة فهناك منافسات أخرى محلية الاستفادة واضح بشكل كبير لأندية على حساب أندية أخرى، فمثلا مسابقة كأس الملك وكأس ولي العهد ليس كل الأندية تستفيد أو يحق لها تسجيل أربعة لاعبين محترفين غير سعوديين. ثم فيما لو كان لدى بعض الأندية لاعبون غير سعوديين تحت ثلاث وعشرين سنة، وتم استدعاؤهم من منتخباتهم، فهل سترفض الأندية السعودية انضمام اللاعبين ؟ ثم هل سيقوم اتحاد الكرة بإيقاف الدوري بسبب استفادة أندية على حساب أندية أخرى ؟ أبسط شيء يقوم به اتحاد الكرة يتمثل بتطبيق النظام ولوائح الاحتراف، وهناك عقوبات تطبق على اللاعبين المحترفين إذا تم استدعاؤهم للمنتخب ورفضوا، أما توقف الدوري لمشاركة منتخب أولمبي فهذا عمل غير احترافي ويبعث برسائل سلبية عن الدوري وقوته وتطوره ونظامه. الأمر الغريب أن رؤساء الأندية يحثون الشارع الكروي بالدعم والمساندة لهم في أية مشاركات خارجية لأنديتهم تحت بند الواجب الوطني وأنا أتساءل: أين ذاك الواجب الوطني عندما يرفضون انضمام لاعبيهم للمنتخب ؟ إن توقف الدوري إن تم فهو دليل واضح على أن كلمة الأندية أقوى من اتحاد الكرة! وأعتقد بأن الاتحاد القوي هو الذي يأخذ حقه دون أن يتنازل عنه ويجبر الأندية عليه حتى لو اضطر لفرض عقوبات على الأندية التي ترفض أو تمنع انضمام لاعبيها للمنتخب. والأمر الآخر الذي أستغربه أن اتحاد الكرة طلب الأندية المشاركة خارجياً لمناقشة جدول الدور الثاني وما تبقى من منافسات محلية، حيث يعتقد البعض بأن ذلك يمثل دعما كبيرا من اتحاد الكرة للأندية، وهو في الحقيقة لا يمثل ذاك فالجنة المسابقات لديها موعد وتوقيت مشاركات الفرق خارجياً، وكل ما عليها إلا أن تطبق نظام الفيفا معها عند وضع جدول مبارياتها، فلماذا تريد أخذ مرئيات الأندية ؟. أليس ذلك تدخلا من الأندية بعمل لجنة المسابقات المخولة بوضع الرزنامة وإنجاح مسابقاتها وليس المسابقات الخارجية ؟