كم عدد المفكرين المشهورين اللازم لنسف الاقتصاد العالمي، على الأقل نظريا؟ من الواضح أن العدد هو "خمسة". أو أن الأمر يبدو هكذا من خلال إنشاء بيمكو لمجلس استشاري عالمي جديد مكون من مفكرين مشهورين، بمن فيهم الرئيس السابق الفيدرالي الاحتياطي الأمريكي بين بيرنانكي، ورئيس الوزراء البريطاني الأسبق جوردون براون، والرئيس الأسبق للبنك المركزي الأوروبي جان-كلود تريشيه. هذا الفريق تم تشكيله بشكل فريد من نوعه لتخيل كل وسيلة ممكنة يمكن أن يسلكها الاقتصاد العالمي بعد سنوات من السياسات النقدية غير التقليدية. إنهم هم أنفسهم صناع السياسة الذين قاموا بحماية أكبر الاقتصادات في العالم خلال الأزمة المالية ويعرفون بشكل مباشر أن العملية يمكن أن تكون فوضوية. إن قرار بيمكو بتجميع هذا الفريق المُكْلِف بلا شك في هذا الوقت يسلط الضوء على الخوف الكبير المتزايد في أسواق السندات العالمية. يصبح المستثمرون متوترين عندما يصل محافظو البنوك المركزية إلى مناطق مجهولة، مع كميات متزايدة من السندات التي تعطي عوائد سلبية في أوروبا، ومحاولة الابتعاد عن سياسات أسعار الفائدة المتدنية إلى الصفر في الولاياتالمتحدة. يتوقع ويليم بويتر، كبير الخبراء الاقتصاديين لدى بنك سيتي جروب، ركودا في النمو العالمي في عام 2016. وسوف ينتقل الألم إلى سندات الشركات ذات التقييم الائتماني الأدنى. يريد الكثيرون معرفة جميع التكرارات المحتملة للكارثة. ماذا لو كان الجميع على خطأ وتسارع التضخم بسرعة وبشكل مفاجئ؟ ماذا لو وقع الاقتصاد العالمي في حالة من الركود؟ ماذا لو فشلت أسعار النفط في الانتعاش بشكل جيد خلال العامين المقبلين؟ كيف يمكن أن يستجيب محافظو البنوك المركزية لهذه السيناريوهات؟. إن إنشاء الفريق كان يهدف ربما جزئيا إلى ملء الفراغ الذي أوجده بيل جروس، مدير الصندوق السابق، الذي تم طرده العام الماضي من الشركة التي تدير أصولا بقيمة 1.5 تريليون دولار، وبعد ذلك توجه إلى شركة جانوس كابيتال. يشمل الفريق أيضا نج كوك سونج، كبير الإداريين المستثمرين السابقين لشركة (جي آي سي) في سنغافورة، وهي صندوق ثروة سيادية يشرف على أكثر من 100 مليار دولار، وآن-ماري سلوتر، مديرة سابقة لقسم تخطيط السياسات في وزارة الخارجية الأمريكية. أمام هذا الفريق أعمال كثيرة ليقوم بها، من حيث احتمال وقوع الكوارث. انخفض خام برنت إلى أقل من 40 دولارا للبرميل الواحد للمرة الأولى منذ سبع سنوات تقريبا. انخفض مؤشر السلع الأساسية لبلومبيرج إلى أدنى مستوى له منذ عام 1999. وهذا يلقي ظلالا من الشك على ما إذا كان التضخم سيرتفع إلى الأعلى، حتى بعد أن ضخ صناع السياسة تريليونات من الدولارات إلى النظام المالي لإنقاذه من أسوأ انخفاض منذ "الكساد العظيم" في ثلاثينيات القرن العشرين. ربما تكون الأحداث غير المتوقعة فقط هي التي تؤذي حتى أكثر المستثمرين من أصحاب التفكير المحافظ وغير المغامِر. يمكن لبيمكو أن تستفيد بمجرد وضع هذا الفريق الخيالي في غرفة والسماح له بالخروج بسيناريو مخيف.