أكد أمير منطقة الرياض الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز، أن المملكة كانت وما زالت وستظل تدعم جهود المجتمع الدولي والمنظمات الدولية في مجال حماية النزاهة ومكافحة الفساد، وما انضمام المملكة لاتفاقية الأممالمتحدة لمكافحة الفساد، وغيرها من الاتفاقيات، إلا تأكيدً على حرصها على محاربة الفساد والمفسدين على اوسع نطاق، جاء ذلك خلال كلمة سموه أمام ندوة اليوم الدولي لمكافحة الفساد "حطموا سلسلة الفساد" التي ألقاها نيابة عنه رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، خالد المحيسن صباح أمس الأربعاء في مدينة الرياض. وأشار الأمير فيصل إلى أن البلاغ الرسمي الذي أعلن عنه جلالة المؤسس الملك عبدالعزيز -رحمه الله- للناس عام 1347ه ونُص فيه (بأن من له ظُلامة على كائنٍ من كان موظفٍ أو غيره كبيرٍ أو صغير، ثم يخفي ظُلامته فإنما إثمه على نفسه، وأن من له شكاية فقد وُضع على باب دار الحكومة صندوق للشكايات مفتاحه لدى جلالة الملك فليضع صاحب الشكاية شكايته في ذلك الصندوق)، لهو خير دليل على اهتمام قادة هذه البلاد منذ تأسيسها على يد المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز رحمه الله، وما سار أبناؤه الملوك من بعده عليه من محاربة للفساد، وإصدار الأنظمة واللوائح المجرّمة له، بلوغاً لعهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- الذي أصدر منذ توليه مقاليد الحكم توجيهاته الكريمة لجميع المسؤولين بالعمل على توفير سبل الحياة الكريمة للمواطنين، مشدداً على أنه -رعاه الله- لن يقبل أي تهاون في ذلك. كما وجه بمراجعة أنظمة الأجهزة الرقابية بما يكفل تعزيز اختصاصاتها والارتقاء بأدائها لمهامها ومسؤولياتها، ويسهم في القضاء على الفساد ويحفظ المال العام ويضمن محاسبة المقصرين. وقال سموه: لا يخفى عليكم الدور الكبير المطلوب منا جميعاً في مجال حماية النزاهة ومكافحة الفساد، من خلال كشف الفساد، وتسليط الأضواء عليه، والتحذير منه، ورصد المخالفات والممارسات الفاسدة، بأسلوب موضوعي، يلتزم المصداقية، وأمانة الكلمة والحياد، ولقد احسن المجتمع الدولي باختياره (حطموا سلسة الفساد) شعاراً لهذا العام، فالفساد لا يقتصر على بلد بعينه، ولا مجتمع دون آخر، وتعاون الجميع في مكافحة الفساد والمفسدين سيحقق الاهداف المنشودة في تخليص المجتمعات من آثاره المدمرة وسيحفظ المال العام والثروات الوطنية ويساعد في توجيهها لصالح الوطن والمواطن. ومن جانبه، أكد رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد (نزاهة) الدكتور خالد المحيسن على أهمية تخصيص يوم عالمي، للتذكير بأخطار الفساد، وأنه إدراك من العالم بأسره، لأثر خطر الفساد، بشتى أشكاله وصوره وأنماطه وأساليبه على المجتمعات والشعوب. وقال الدكتور المحيسن، إن مطالبة نزاهة لمجلس الشورى بالحصول على النسخ النهائية من الأحكام القضائية في استرداد الأموال يساعدها على متابعة استردادها ويشكل رصيدا مهما من المعلومات في ما يتعلق بمتابعة القضايا ورصد حالات الفساد وآليات المكافحة وهذا النظام سيكون فاعلا جدا للهيئة وإن لم تصلنا الأحكام لا يمكننا من متابعة الاسترداد. ولفت إلى أن الهيئة حريصة على مشاركة الجميع في مكافحة الفساد وأنها مسؤولية الجميع، والمواطن والمقيم لهما دور فاعل والهيئة تحرص على بناء هذه العلاقة بكل ما يمكن أن يكون متاحا من خلال وسائل التقنية ومن خلال التواصل المباشر. وقام المحيسن بتدشين التطبيق الالكتروني لاستقبال البلاغات عبر الأجهزة الذكية، وحسابين في شبكة التواصل الاجتماعي (تويتر) الحساب الأول للرد على الاستفسارات المتعلقة بالبلاغات واختصاصات ومهام الهيئة، والحساب الآخر باللغة الإنجليزية، وذلك على هامش الندوة التي نظمتها الهيئة احتفاء باليوم الدولي لمكافحة الفساد. وقال المحيسن: نحن نفخر بتفاعل المواطنين وهذه إحدى الخطوات التي نعمل من أجل إكمالها للتسهيل على المواطن أن يستطيع أن يبلغ من خلال التطبيق والهيئة سوف تتعامل معها من خلال منظومة تقنية قادمة مبينا أن عنوان اليوم العالمي حطموا سلسلة الفساد عنوان دولي كون العالم كله يتفق على أن الفساد يتكون من ظواهر وعلاقات متشابكة يحتاج أن نعمل على تفكيكها في سبيل القضاء على الفساد، موضحا أن الهيئة في اختصاصاتها لا تستثني أحدا وتعمل في جميع مناطق المملكة وسوف توظف الكادر النسائي في القريب للاستفادة من خدمات النساء في عملها.