تناولت ورقة العمل التي قدمها الدكتور عبدالرحمن بن عمر المدخلي من قسم السنة وعلومها بجامعة الإمام بمؤتمر "أثر تطبيق الشريعة في تحقيق الأمن" في بحثه المعنوان: «النظام الأساسي للحكم في المملكة العربية السعودية وأثره في تحقيق الأمن» تناول فيه: أن نظام الحكم في المملكة نظام فريد، مشتمل على أفضل التنظيمات الإدارية للدولة، وقد فاق كل الأنظمة والدساتير العالمية؛ لكونه يعتمد على الكتاب والسنة. وهو يتكون من تسعة أبواب، حوى في طياتها جملة طيبة من المواد التي لها تأثير مباشر أو غير مباشر في تحقيق وتعزيز وحفظ الأمن في هذا الوطن الغالي، ويعتبر هذا النظام أعلى نظام في المملكة العربية السعودية، وإليه ترجع كل الأنظمة الأخرى. وافتتح المؤتمر، أمس، تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف أمير المنطقة الشرقية، وبحضور مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ممثلة في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بالأحساء بالنيابة الدكتور فوزان الفوزان، في فندق الانتركونتننتال في الأحساء، والذي تنظمه الجامعة. وحضر حفل الافتتاح الأمير عبدالعزيز بن محمد بن جلوي رئيس مؤسسة محمد بن فهد للكتاب والسنة والخطابة، ووكلاء الجامعة، وعميد كلية الشريعة د. عبدالرحمن المزيني، وأعضاء هيئة التدريس وجمع غفير من الطلاب. وأكد د. الفوزان في كلمته، خلال حفل الافتتاح، أن ما تحقق لجامعة الإمام من نجاح وتميز في كافة المجالات بفضل الله أولاً، ثم ما تلقاه من دعم ومساندة من ولاة الأمر حفظهم الله. وأضاف: إن جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية عرف عنها تلمسها احتياجات المجتمع، وما يشغله من قضايا، تسعى الجامعة لمعالجتها بما مكنها الله من قدرات علمية، حيث تنظم الجامعة في كل عام العديد من المؤتمرات والندوات المتخصصة. واليوم نحتفي بعقد هذا المؤتمر، مؤتمر «أثر الشريعة في تحقيق الأمن» ونعتز أن تحتضن هذه المنطقة الغالية من بلادنا (الأحساء) هذا المؤتمر المهم. ونحمد الله أن وفقنا لاستقطاب علماء ومشايخ من داخل المملكة ومن خارجها سيكون لهم دور إيجابي في إثراء محاور المؤتمر. وأضاف: لا يسعني في هذه اللحظات المباركة إلا أن أتقدم بالشكر لسمو أمير المنطقة الشرقية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف، ولسمو محافظ الأحساء الأمير بدر بن محمد بن عبدالله بن جلوي؛ على ما لقيناه من دعم وتشجيع لعقد المؤتمر. من جانبه، أكد وكيل جامعة الإمام للدراسات العليا والبحث العلمي الدكتور فهد العسكر، أن جامعة الإمام إحدى الجامعات الوطنية التي عم نفعها أرجاء المملكة، وهي جامعة عالمية تهدف لنشر العلوم الشرعية، كما تساهم في تعزيز الأمن. وقال رئيس اللجنة العلمية وكيل كلية الشريعة لخدمة المجتمع والتعليم المستمر الدكتور محمد العقيل: شُرفت كلية الشريعة والدراسات الإسلامية في الأحساء بتنظيم هذا المؤتمر، في موضوعٍ تشتد حاجة الأمة إليه وخاصةً في زمن كثُرت فيه الفتن، واتضح للعالم أجمع ما أنعم الله به علينا في هذه البلاد العظيمة المباركة المملكة العربية السعودية، التي ميَّزها الله وشرَّفها بتحكيم شرعه القويم والدعوة إلى توحيد ربِّ العالمين والتمسُّك بسنة سيد المرسلين -صلى الله عليه وسلم-، وفق منهج السَّلف الصالح رضوان الله عليهم أجمعين، وهذه من أعظم النعم علينا في هذه البلاد التي يجب أن تُذكر وتشكر. ومن شكر الله تعالى التحدُّث بنعمه علينا، وإظهار إحسانه إلينا، وبيان رحمته بنا، فكانت فكرة هذا المؤتمر، والذي يُعدُّ من أهم الموضوعات التي تحتاجها كل الدول التي تسعى لتحقيق الأمن بمعناه الشامل الكامل. وقال: قامت اللجنة العلميَّة باتباع معايير ومنهجية علميَّة لتحديد محاور وموضوعات المؤتمر حيث تمَّ استقراء أهم القضايا والمشكلات ذات العلاقة بموضوع (أثر تطبيق الشريعة في تحقيق الأمن)، ولمناقشة موضوعات ومحاور المؤتمر من كل جوانبها؛ فقد تم تبنِّي معايير توازن بين المشاركات العلميَّة ببحوث وأوراق علميَّة ومشاركات خبراء وقادة أمنيين في فعاليات المؤتمر. كما تم تبنِّي هذا المؤتمر الدولي ودعوة الباحثين المختصين في المملكة لمناقشته من رؤية محلية مستفيدة من تجارب وخبرات عالمية من خارج المملكة. ولقد أدت هذه الجهود إلى تنوع فعاليات المؤتمر حيث اشتملت على العديد من الجلسات لمتحدثين رئيسيين بارزين محليًا وإقليميًا وعالميًا، متنوعة في موضوعاتها ولتعظيم الاستفادة في موضوعات المؤتمر فقد تمَّت مشاركة عدد من الجهات المهتمة في موضوع الأمن. كلمة المشاركين ألقاها الدكتور عادل المعاودة عضو مجلس الشورى بمملكة البحرين، أشاد فيها بجهود المملكة في خدمة الإسلام، والأمتين العربية والإسلامية. وتم تكريم الداعمين و"اليوم" الراعي الإعلامي وتسلمها الزميل عادل الذكرالله مدير التحرير بالمكتب الإقليمي بالأحساء. ويتضمن المؤتمر 47 ورقة عمل متخصصة يقدمها باحثون من المملكة والدول العربية والأجنبية. وقد ترأس أولى جلسات المؤتمر وكيل الجامعة لشؤون المعاهد العلمية الدكتور إبراهيم الميمن، وشارك فيها عدد من الباحثين، حيث شارك الأستاذ المساعد بقسم القانون بكلية الشريعة والقانون بجامعة الجوف د. خالد المرسي ببحث عن دور النظام الأساسي للحكم في إرساء دعائم الأمن، وتحدث أستاذ القانون العام المساعد بقسم الأنظمة، كلية الشريعة والدراسات الإسلامية، بجامعة الإمام، د. فوزي حتحوت عن دور قضاء ديوان المظالم في تحقيق الأمن الاجتماعي، وبحث بعنوان: النظام القضائي في المملكة العربية السعودية ودوره في تحقيق الأمن (المحكمة الجزائية المتخصصة أنموذجاً) قدمه نايف الغامدي، وتحدث علي سويلم عن أثر تطبيق الشريعة في أنظمة المملكة العربية السعودية على تحقيق الأمن. وفي ثاني جلسات المؤتمر التي ترأسها أحمد بوحيمد تحدث الشيخ عبدالعزيز بن صالح الحميد عن تطبيق الحدود في المملكة قواعد وضوابط. وتحدث رئيس الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد باكستان الدكتور الدريويش عن البيعة الشرعية وأثرها في درء الفتن واستقرار المجتمع، وشارك الدكتور حامد الجدعاني ببحث عنوانه: أثر القواعد الفقهية في مواجهة التحديات الأمنية المعاصرة. د. عبدالسلام الشويعر من المعهد العالي للقضاء التابع لجامعة الإمام بالرياض تحدث عن تأثير الجانب المصلحي في تطبيق الحدود الشرعية، والدكتورة بركة الطلحي من جامعة الإمام قدمت بحثا عنوانه: النظام الأساسي للحكم في المملكة وأثره. الدكتور الفوزان يكرم «اليوم» مشاركون بجلسات المؤتمر