سعت المملكة لدعم كافة الجهود التي تصب في روافد تسوية الأزمة السورية وحلحلتها سياسيا اتكاء على مؤتمر فيينا 2 للمجموعة الدولية لدعم سوريا الذي انعقد في الرابع عشر من نوفمبر المنصرم، وقد نص في أهم بنوده بحشد أكبر شريحة من المعارضة السورية لتوحيد صفوفها والوصول الى أنجع السبل الكفيلة باختيار ممثليها في المفاوضات المقبلة ذات العلاقة بالبدء في تنفيذ العملية الانتقالية للسلطة في سوريا. وهو انتقال يستند الى بيان جنيف 1 لعام 2012م، وقد استجابت غالبية أعضاء مجموعة فيينا 2 لطلب المملكة لعقد مؤتمر للمعارضة السورية بمختلف شرائحها يبدأ اليوم بالرياض، وقد وجهت المملكة بالفعل دعواتها لكافة تلك الشرائح بمختلف أطيافها العرقية والمذهبية والسياسية داخل سوريا وخارجها للمشاركة في هذا الاجتماع الموسع للمعارضة للتباحث في وسائل التمهيد للبدء في مشروع العملية الانتقالية المنشودة. ولحرص المملكة على هذه المسألة التي ترى فيها الطريق الأمثل لتسوية الأزمة السورية القائمة، وجهت دعواتها لكل الشركاء ومبعوث الأممالمتحدة لحضور هذا الاجتماع الحيوي الذي وفرت له المملكة كل التسهيلات حتى تتمكن المعارضة السورية من مناقشة وبحث عملية اجراء المفاوضات المقترحة بشكل مستقل والخروج بموقف موحد يؤدي للوصول الى مرحلة انتقال السلطة وفقا لما جاء في بيان جنيف 1. والمملكة بدعوتها لشرائح المعارضة السورية لهذا الاجتماع تترجم رغبتها الملحة والصادقة بالعمل على حلحلة الأزمة السورية وانهائها بطرق سلمية من خلال عملية انتقال السلطة رغبة منها في انهاء معاناة الشعب السوري الذي ذاق الأمرين من الحرب الدائرة في بلاده والتي أتت على الأخضر واليابس فيه، وحان الوقت لوقف نزيف الدماء واهداره سعيا لبناء الدولة السورية الجديدة بعيدا عن الأزمات السورية والحروب الطاحنة التي ما زالت تمور على أرضها. لقد عانت الدولة السورية كثيرا بفعل الأزمة الحالية القائمة، فقتل بفعل الحروب الدائرة بين فصائل المعارضة والنظام السوري الآلاف من الأبرياء وشرد الآلاف من بيوتهم، وتحول اللاجئون منها الى كثير من الأقطار والأمصار الى مشكلة دولية كبرى يتوجب معها تسوية الأزمة في سبيل عودتهم الى ديارهم والعمل على النهوض بالمرافق السورية ليعود الهدوء والأمن والسلام اليها من جديد. ان دول العالم بأسرها تثمن للمملكة جهودها المثمرة من أجل تسوية الأزمة السورية القائمة حتى يتمكن أبناء الشعب السوري من العودة الى حياتهم الطبيعية واطفاء فتائل الصراع القائم في بلادهم، ولن يتحقق ذلك الا من خلال البدء في العملية الانتقالية للسلطة وفقا لكل المقترحات الخيرة التي أجمعت عليها كافة الدول المحبة للحرية والسلام، والمحبة لعودة أجواء السلام الى الربوع السورية. وإزاء ذلك دعت المملكة شرائح المعارضة السورية الى هذا الاجتماع الهام سعيا منها لتوحيد الهدف والكلمة والعمل على البدء في تلك العملية التفاوضية المفضية الى الدخول في العملية الانتقالية للسلطة كوسيلة وحيدة وناجعة لحلحلة الأزمة السورية التي ازدادت تعقيدا منذ نشوبها وآن الوقت لتسويتها حتى ينعم السوريون بأجواء السلام وينهون موجة الحروب التي أنهكت مفاصلهم وخربت بلادهم وذهبت بكل طموحاتهم لبناء دولتهم واعادتها الى حظيرة مجموعتها العربية والدولية.