عندما غادر فريق الاتفاق العريق دوري جميل للمحترفين في الموسم قبل الماضي الخاص، كانت الجماهير الاتفاقية وحتى الجماهير المحايدة تتوقع عودته من جديد في الموسم التالي، ولم يكن التوقع السائد أن تطول إقامة فارس الدهناء في دوري المظاليم. ولا شك في أن غياب موسمَين عن دوري المشاهير والأضواء والشهرة بالنسبة لفريق بتاريخ وسمعة فريق الاتفاق، تعتبر طويلة جدًّا، ويخشى العُشَّاق والمحايدون أن يمتد الغياب لموسم ثالث خاصة أن موقف الفريق وبعد مضي اثنتي عشرة جولة لا يبعث على الطمأنينة، فيما يتعلق بالمنافسة على الصعود، فالفارق بينه وبين المتصدِّر لا يقارب تسع نقاط، بينما تفصله عن صاحب المركز الثاني أربع نقاط، ولا شك في أن الفارق بينه وبين المتصدر (الباطن) يُعتبر واسعًا وكبيرًا لكن الفارق بينه وبين الوصيفين (أحد – ضمك) يعتبر قريبًا ولكي يصل لهما يجب عليه أولًا تجاوز صاحب المركز الرابع. (العروبة)، لذلك أمام فريق الاتفاق عقبات وعراقيل صعبة جدًّا يجب عليه تجاوزها الواحدة تلو الأخرى، وتجاوز تلك العقبات ليس بالأمر المستحيل، ولكنه صعب ويتطلب روحًا وإصرارًا من جانب اللاعبين والحرص على عدم التفريط في النقاط مهما كان الثمن. ولن توجد الروح القتالية عند اللاعبين ما لم توجد إدارة النادي الوقود اللازم. ومن متطلبات توافر هذا الوقود التواجد الدائم مع اللاعبين والمتابعة المستمرة وتسليمهم رواتبهم والمكافآت الخاصة بالمباريات أولًا بأول، وهذا الأمر بالتحديد يجب أن يكون لأعضاء الشرف الداعمين دور بارز فيه. إذًا أمر صعود الاتفاق وعودته لسابق عهده سلسلة طويلة تحتاج إلى ربط وتماسك قوي جدًّا، كما يحتاج إلى عمل جماعي يساهم فيه الجميع حتى يتم الوصول بسفينة النواخذة لشاطئ النجاة، وأعتقد جازمًا أن الاتفاق في الوقت الراهن يحتاج لجهود عُشّاقه من لاعبين وجماهير ومسؤولين وأعضاء شرف أكثر من أي وقت مضى، فمن الظلم أن تتواصل إقامة هذا الفريق الكبير التاريخي والعريق في دوري الدرجة الأولى لثلاثة مواسم متتالية خاصة أنه فيما مضى كان من أشد المنافسين على البطولات العظمى في المملكة بل وحتى على المستويَين الخليجي والعربي. ولكن هذا أصبح من التاريخ والتاريخ لا يشفع لصاحبه بالعودة ما لم يقترن بعمل وجهود جماعية، ليتأكد الاتفاقيون أن ما ينتظرهم في منافسات الدوري صعب ومعقّد، فالبطولة أصبحت تحتضن مجموعة كبيرة من الفرق التاريخية العريقة ومنهم على سبيل المثال لا الحصر النهضة والطائي والرياض والشعلة والعروبة والوطني وغيرهم. والجميع ينشد ما ينشده فريق الاتفاق ويتطلع إلى ما يتطلع إليه الاتفاق وليس أمام لاعبي الاتفاق خيار آخر غير خيار القتالية، والحرص على عدم التفريط في النقاط. وأمام فريق الاتفاق دلائل مؤشرات مرعبة بعد أن فقد دوري الدرجة الأولى قبلهم فرق عريقة وكبيرة وتاريخية، ومنهم على سبيل المثال الروضة والكوكب والعربي والأنصار، ويخشى عشاق الاتفاق أن يكون مصير فريهم مصير تلك الفرق وتلك هي الكارثة. قبل الوداع كلاسيكو الخميس القادم الذي سيضع الهلال أمام الأهلي في الرياض ينتظره عشّاق الفريقين، بل وحتى الجماهير السعودية على أحر من الجمر وأعتقد أن النتيجة مفصلية للفريقين، ففوز الهلال يعني قطع سلسلة انتصارات الأهلي التي لن يحطمها أو يقترب منها أحد على المدى القريب، وخلق الفارق المريح لفريقهم، والذي سيبلغ ست نقاط كاملة. أما فوز الأهلي فسيجعله شريكًا رسميًّا في الصدارة، ويؤكد للمطبّلين أن الأهلي ليس عمر السومة. خاطرة الوداع (مستوى الفرق متراجع) جملة مضحكة يرددها الكثيرون عندما يرون الزعيم في الصدارة أو يحقق أي بطولة.