عندما تؤكد قيادة التحالف أنها تقوم بتحديد أهدافها في اليمن بدقة عالية؛ للنيل من تجمعات الميليشيات الحوثية وقوات المخلوع صالح، فإنها بذلك تتحاشى الإغارة على المدنيين العزل أو المستشفيات أو المساكن، وهذه حقيقة يدركها المتابعون لسير العمليات العسكرية في اليمن، وقوات التحالف تقدر المجهودات الإنسانية التي تمارسها منظمة أطباء بلا حدود في سبيل رفع المعاناة عن الشعب اليمني، غير أن العمليات الجارية تتطلب أقصى درجات الحيطة والحذر. لقد تعودت الميليشيات الحوثية وقوات صالح منذ اندلاع المواجهة مع القوات اليمنية النظامية والقوات الشعبية، على مهاجمة مساكن اليمنيين ومهاجمة المستشفيات، ثم الادعاء بأن قوات التحالف هي التي تقوم بقصف تلك المساكن والمستشفيات، وهو ادعاء باطل يقصد منه ذر الرماد في العيون وخلط الأوراق أمام الأممالمتحدة وأمام العالم بأسره، فقوات التحالف تشن غاراتها على مواقع الحوثيين وخزائن ذخيرتهم؛ لتخليص الشعب اليمني من عدوانهم وتسلطهم. ولا يخفى أن الاستهداف الممنهج والمتعمد للتجمعات السكنية والمستشفيات من قبل القوات الحوثية وقوات المخلوع صالح يراد منه الادعاء بأن قوات التحالف تخطئ في تحديد أهدافها المختارة بدقة وأنها تصيب الأبرياء اليمنيين، وهذا مجرد ادعاء باطل ليس له أساس من الصحة، فقوات التحالف لا تزال تدك مواقع الحوثيين وقوات صالح مبتعدة تماما عن مساكن اليمنيين وعن المستشفيات وعن كل مؤسسات الدولة. وقوات التحالف ما زالت تستهدف مخازن الأسلحة التابعة للميليشيات الحوثية وقوات المخلوع صالح وتستهدف طرق الامدادات للحيلولة دون استخدام تلك الأسلحة ضد اليمنيين العزل، فلقد ثبت بما لا يدع مجالا للشك أن تلك الميليشيات والقوات ما زالت تمارس الاعتداءات المتلاحقة على مساكن اليمنيين وتدعي أن قوات التحالف هي المتسببة في تلك الاعتداءات، وتلك ادعاءات تفندها العمليات العسكرية على الأرض اليمنية. المعارك لا تزال مندلعة بين قوات الجيش والمقاومة الشعبية ضد الحوثيين وقوات صالح، وما زالت تلك القوات الشرعية والمقاومة تحقق سلسلة من الانتصارات النوعية التي تمهد لتحرير تعز بالكامل، والتأهب لدخول صنعاء، فالانتصارات متلاحقة، ويبدو أن الحوثيين وقوات المخلوع صالح تستعد للفظ أنفاسها الأخيرة والتسليم للشرعية التي لا تزال تدك مواقعهم وحصونهم ومخازن أسلحتهم. المدنيون يسقطون في شوارع تعز وغيرها من المدن؛ من جراء القصف العشوائي الذي يمارسه الحوثيون وقوات صالح، وبعد ذلك ترتفع عقيرتهم بأن ما يحدث جاء نتيحة الأخطاء التي تمارسها قوات التحالف وعدم دقتها في تحديد أهدافها، وكل المراقبين لسير الأحداث العسكرية في كل المواقع الساخنة باليمن يدركون أن قوات التحالف لا تصيب بغاراتها الدقيقة إلا تجمعات الحوثيين وقوات المخلوع صالح. وما زالت قوات التحالف تؤكد على أهمية تحديد الهيئات والمنظمات الإنسانية بالتنسيق المسبق معها لأماكن وجودها بدقة داخل المدن اليمنية؛ لتحاشي اصابتها، والعمل على مواجهة الميليشيات الحوثية وقوات صالح التي تحاول الاعتداء على مقرات تلك الهيئات والمنظمات وتنسب العدوان لقوات التحالف، وقد تمرست الميليشيات الحوثية وقوات صالح منذ اندلاع المعارك بينها وبين قوات الجيش اليمني والقوات الشعبية على الاعتداء الصارخ على تلك الهيئات والمنظمات، وتلوح في أعقاب اعتداءاتها بضلوع قوات التحالف فيها؛ لقلب الحقائق والتشكيك في تحديد الأهداف من قبل قوات التحالف.