هَفَتْ نفسي إلى بلدِ (الهفوفِ) فلامتْني شقيقتُها (المُبرَّزْ) فقلتُ كلاكما عندي أثيرٌ وما في القلبِ للأخرى تَحَيُّزْ ولكنَّا تعوَّدنا صِغارًا نقولُ (هفوفُ) من بابِ التَّجَوُّزْ ولا نعنِي سوى (الأحساءِ) لكنْ ألِفْنا أنْ نقولَ ولا نُمُيِّز
بِوُدِّي أنْ أُعدَّدَ كلَّ حَيٍّ وكُلَّ مدينةٍ لكنْ سأعجَزْ ستعجَزُ أحرفي ويكلُّ نُطقي وقد يُغني عنِ التفصيلِ مُوجزْ هيَ (الأحساءُ) منهلُ كلِّ فخرٍ وموئلُ كلِّ أمجادٍ ومُنجَزْ وموطنُ كلِّ صنديدٍ وحَبْرٍ وذي فقهٍ .. وآدابٍ مُبَرِّزْ على أقدامِها التاريخُ يجثو وفي صفَحَاته الغراءِ يعتزْ ف (قارةُ) مأثرٌ عجَبٌ عُجابٌ وطودٌ شامخٌ في الكونِ مُعجزْ ومسجدُها (جواثا) من قديمٍ إلى عصرِ النبوةِ باتَ يَرمِزٌ وميناءُ (العقيرِ) لها دليلٌ على سَبْقِ التجارةِ والتَّمَيُّزٌ وفي العصرِالحديثِ عَلَتْ صُروحٌ شواهدُ أنَّها للمَجدِ مَكْنَزٌ حَباها اللهُ أرضًا ذاتَ خِصبٍ سقاها سلسلا عذبًا لِتَهتَزٌ فتُنبِتَ كلَّ ذي طعمٍ عجيبٍ منَ التمرِ اللذيذِ وطَيِّبِ الرُّزْ