يؤكدّ الأكاديمي والمفكر الإسلامي الدكتور محمد أيمن الجمال أنّ ظاهرة الصحوة الإسلامية ظاهرة حقيقيّة، وقد أثّرت في كثير من شباب المسلمين، لكنّ المشكلة في نظري في تحديد مفهوم الصحوة، فمن الإسلاميين من لا يرى الصحوة إلاّ في اتّباع منهجه، فينسب إلى الصحوة من انتسب إلى فكره، ومنهم من لا يرى الصحوة إلاّ في طريقة معيّنة في التعاطي مع الواقع، ومنهم من يتفهّم أنّ صحوة المجتمع في العودة إلى دينه وإن كانت عودة تدريجيّة، فمنهم من يرى أنّ الحجاب ما لم يكن مثاليًا فليس بصحوة بل هو انتكاسة وتتبّع للموضة، ملمحاً أنّ هناك من لا يعدّ في الآخرين بأنّهم داخلون في دائرة الصحوة إلاّ من ينتسب إلى فكرهم وعلى طريقتهم، وهذه مشكلة في التعامل مع أصل عودة الناس إلى دينهم والتزامهم منهج ربّهم، مشيراً إلى أنّ الصحوة تحتوي في بعض جوانبها على نقاط مظلمة، لكنّ هذا لا يعني أنّ الصحوة هي السبب، بل طبيعة الدين الإسلامي تقتضي قبول الاختلاف وتعدد وجهات النظر، وحينما لم تجد الصحوة التوعية بأصول التعامل مع المخالف معها، سبّب ذلك ولادة صراعات مذهبية وفكريّة بين مختلف التيارات الإسلاميّة. وحول الكيفية التي يتم بها ترشيد هذه الظاهرة بحيث تكون قادرة على التطور والنماء، وما هي محددات واحتياجات الخطاب الصحوي الإسلامي في المستقبل، يرى الجمال أنّ محددات الخطاب الصحوي ينبغي أن تتجّه لفهم الواقع الذي يعيشه المسلمون وقبول الرأي الآخر ما دام ضمن نطاق الاجتهاد، ويُعرف نطاق الاجتهاد من خلال اختلاف العلماء السابقين فيه، منوهاً على أنّه لا جدوى من صحوة لا تراعي الواقع ولا تنظر بعين الاحترام إلى العلماء السابقين. ملمحاً أنّ الصحوة التي ينتظرها المسلمون هي الصحوة التي تسير على منهاج النبوّة، فتنفتح في الدعوة على الآخرين من غير المسلمين بغية الهداية وإرشادهم إلى الحقّ، وليست الصحوة التي تنغلق على نفسها وعلى أتباعها.