ألقى رئيس تحرير جريدة "اليوم" الأستاذ عبدالوهاب بن محمد الفايز كلمة في المجلس الأسبوعي "الإثنينية"، في مقر الإمارة بالدمام، خلال استقبال صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز لأصحاب السمو والفضيلة والمعالي والمسؤولين وإعلاميي ومسؤولي العلاقات العامة والإعلام في الدوائر الحكومية بالمنطقة وأهالي المنطقة، وجاء في الكلمة: صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية أصحاب السمو والفضيلة والمعالي، أصحاب السعادة، إخواني الحضور.. السلامُ عليكمْ ورحمةُ اللهِ وبركاتُه،، في هذه الأمسيةِ الأُسبوعيةِ التي تحولتْ إلى ملتقى وطني ثابت، يوليها سموُّكم كلَّ العنايةِ والاهتمام.. يتجددُ اللقاءُ بالأسرةِ الإعلاميةِ في المنطقةِ الشرقية.. وتَجدُّدُ اللقاءِ يؤكِّدُ أهميةَ الإعلامِ وصناعةِ الفكرِ والرأيِ لدى سموِّكم الكريم. واستمرارُ هذا الاهتمامِ يا سمو الأمير يُفْرِحُنا ويُسْعِدُنا، يُفْرِحُنا لأنَّه يُؤكِّد لنا أنَّ قياداتِ بلادِنا ما زالتْ ثابتةً ومُلتزمةً بالنهجِ الذي وَضَعَه الملكُ عبدالعزيز - يرحمه الله-، حيث أَعْطَى أهلَ الحَلِّ والعَقْدِ ورجالَ الفِكْرِ والأدبِ والإعلامِ كلَّ الاهتمامِ والعنايةِ والتقديرِ. واستمرارُنا جميعًا بالالتزامِ والوفاءِ والعنايةِ بكلِّ الثوابتِ والأدبياتِ التي وضعها الملكُ عبدالعزيز، يا سموَّ الأمير، يُفْرِحُنا؛ لأنَّه يُعَمِّقُ مسيرةَ الوحدةِ الوطنيَّة، ونحن في هذه الحِقْبَةِ المضطربةِ حيثُ الأحداثُ الجسامُ حَوْلَنا، واجبُنا التمسُّكُ بكلِّ ما يُؤدِّي إلى وحدةِ بلادِنا واستقرارِها، مَهْمَا كان الثمنُ، ومَهْمَا كانت التضحيات. سمو الأمير.. مِمَّا تَحفظُه ذاكرتُنا الوطنيَّةُ أنَّ ملوكَ بلادِنا- يرحمهم اللهُ جميعًا- كانوا يَضَعُونَ تَكْريمَ قادةِ الفكرِ والأدبِ والرأيِ ضمنَ الأسسِ التي يقومُ عليها عملُ الدولة، ويضعونها في مقدِّمةِ اهتماماتِهم الشخصية، وهذا ليس ترفًا سياسيًا، بل لأنَّنا مجتمعٌ يَنمو ويتطوَّر ويحتاجُ إلى إسْهامِ قادةِ الفكرِ والرأي، ومنْ هذا التصوُّرِ الوطنيِّ ظلَّ الإعلامُ السعوديُّ يتمتَّعُ بالمِسَاحَةِ الواسِعةِ لطرحِ الآراءِ الناقدةِ والمقوِّمةِ لأداءِ مؤسساتِ الدولة. وَتحتَ هذه المظلَّةِ الواسعةِ تَحدثُ الاجتهاداتُ والتَّجاوزاتُ التي تُقابلُها الدولةُ بالحِلْمِ والعَفْوِ وحُسْنِ النِّية. وفي عَهْدِ سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظُه اللهُ- نَرى، كإعلامييِّنَ، استمرارَ هذا النهجِ، حيثُ نَجِدُ كلَّ الدعمِ والمُؤازرَةِ، والملك سلمان لأكثرَ منْ خمسين عامًا ظلَّ الزميلَ والصديقَ والمتابعَ لكلِّ أحوالِ وأوضاعِ الإعلاميين وقادةِ الرأي، داخلَ المملكةِ وخارجَها، ويؤكدُ - يحفظُه اللهُ- في أكثرَ منْ مُناسبةٍ أنَّ برنامجَ عملِه اليوميِّ يبدأُ بالاطِّلاعِ على الصحفْ. سمو الأمير.. إخواني الحضور.. أَكْرَمَنَا وشَرَّفَنَا سموُّكم الكريمُ لِنَشْهدَ ليلةً يُقَدَّرُ فيها المتميزونَ في عطائِهم الإنسانيِّ وتَميُّزِهم المِهَنِيِّ، والليلةَ، نِيابةً عنَّا، تُكَرِّمُ زميلَنَا الكبيرَ بمسيرتِهِ المهنيةِ الأستاذَ خالدَ بنَ حمدِ المالكِ رئيسَ تحريرِ جريدةِ الجزيرةِ، بمناسبةِ حصولِهِ على جائزةِ البحرِ المتوسطِ 2015م، والتي سبق وحصلَ عليها أسماءٌ مهمةٌ في الفكرِ والإعلامْ. فالأخُ العزيزُ الأستاذُ خالد من رُوَّادِ الإعلامِ السعوديِّ، وَقَادَ جريدةَ الجزيرةِ لعدَّةِ عُقُود، ومِنْ هذه المؤسَّسةِ العريقةِ خرجتْ قياداتٌ في الفِكْرِ والإعلامِ، ومن كُتَّابِها استقطبتِ الدولةُ قياداتٍ تَشَرَّفُوا بِخدْمَةِ بلادِهم في مَواقِعَ عديدةٍ، وَما زالتِ الجريدةُ، مع زميلاتِها الصحفِ السعوديَّةِ، تُسَاهِمُ في صِنَاعَةِ الإجْماعِ الوطنيِّ وتقديمِ الرأيِ والمشورة. الأستاذُ خالد المالك تَمَيَّزَ في مَسيرتِه الإعلاميَّةِ على عدةِ مساراتٍ، تميَّزَ بِالجُرْأَةِ في تقديمِ الصحفيينَ والكُتَّابِ والدَّفْعِ بِهم في مِهْنةٍ صَعْبةِ، وَتَميَّزتْ مَسيرتُه باستقطابِ الكُتَّابِ وتقديمِهم في الواجهاتِ الوطنيَّة، والأستاذُ خالد متميزٌ في إدارةِ المشاريعِ الإعلاميَّة، وعلى سبيلِ المثالِ قبلَ خمسةٍ وعِشرينَ عامًا أسَّس الشركةَ الوطنيةَ للتوزيعِ، وكان لِتأسيسِها وقيامِها الأثرُ الإيجابيُّ الكبيرُ على انتشارِ الصحفِ السعوديةِ في مختلفِ مناطقِ المملكة، حيثُ وصلتِ الصحفُ السعوديةُ إلى المَنَاطقِ والقُرَى النَّائِيةِ، ولِهذا أثرُهُ الاجتماعيُّ والاقتصاديُّ والسياسيُّ الإيجابيُّ عندما كانتِ الصُحفُ المَصْدرَ الرَّئيسَ للتواصلِ مع الرَّأيِ العامْ. يا سمو الأمير، لدينا الكثيرُ المثيرُ مِمَّا يُقَالُ عنْ مَسِيرةِ رجالِ الدولةِ المتميزينَ، ومنهم الأستاذ خالد، ففي مَسِيرَتِهم تَعبُ العِصَامِيِّين وكِفَاحُهم، وفيها نَلْمَسُ ثَمراتِ نجاحِ وِحْدَتِنا الوطنيةِ، ثمراتِ الاستقرارِ، وفيها أيضا نَشُمُّ رائحةَ الطِّينِ والغُبَارِ ودُخَّانِ المصانعْ. رَحِمَ اللهُ أجدادَنا الذين ضَحَّوا، مع جَدِّكَ الكبيرِ الملك عبدالعزيز، ليقدِّموا لنا وطنًا على طَبقٍ منْ ذَهَبٍ! نَعمْ قدَّموا لنا وَطنًا على طبقٍ منْ ذَهَبٍ.. والسَّلامُ عليكمْ ورَحْمَةُ اللهِ وبَركاتُه