غاب الهلال خمس سنوات عن تحقيق بطولة الدوري ولكنه لم يتوقف عن المنافسة عليها، ها هو يعود ويكرر المنافسة مرة أخرى والفارق بين هذه المرة والمرات السابقة أنه يتصدر وغيره يلاحقه عكس السنوات الماضية التي كان فيها وحيداً يطارد الأندية المتصدرة، ويبدو أنه وجد الخارطة التي تاهت عن أكثر من مدرب بعد أن كان جريتس آخر مدرب حقق الدوري مع الهلال، وهي البطولة رقم 13في مسابقة الدوري بعدها توقف الهلال عن تحقيق تلك البطولة على الرغم من أنه واصل خطف البطولات الأخرى مثل بطولة كأس الملك وكأس ولي العهد وآخرها وأجملها وأغلاها كأس سوبر لندن. الآن الهلال على هرم سلم الترتيب ولديه فرصة كبيرة للهروب أكثر بالصدارة بعيداً عن منافسيه وأقربهم الأهلي عندما يستضيف نجران على أرضه بالرياض، ثم بعد ذلك يتلاقى مع منافسه المباشر الأهلي كذلك بالرياض. وأعتقد أن الهلال بما يملكه من لاعبين سواء في الملعب او على الدكة قادر على توسيع الفارق النقطي لست بينه وبين الأهلي، حيث أصبح للمدرب أكثر من لاعب في كل خانة وأجده حائراً في اختيار التشكيلة المثالية، حتى أنني أكثر ما أعيبه على مدرب الهلال دونيس تغييراته التي لا تأتي في محلها وكان آخرها مباراة الشباب، فأعتقد أن وجود الشمراني في التشكيلة الأساسية أصبح ضرورياً بعد أن هذبته الدكة كثيراً فالعنصر الأجنبي ليس بسيئ ولكن بالإمكانيات ناصر أفضل بكثير، هذا إذا ما دخل ناصر الشمراني الملعب ونسي أن هناك حكماً وآمن بأن الحكام بشر يخطئون ويصيبون فهو تجاوز مرحلة الطيش ودخل مرحلة النضج الكروي الذي يكون فيه اللاعب أكثر وعياً وأكبر فكراً. كما أن المدرب دونيس إلى يومنا هذا لم يجد اللاعب الحريف في تسديد ركلات الجزاء فبعد أن أضاع الهلال ضربة الجزاء المهمة أمام الأهلي الإماراتي في بطولة آسيا الأخيرة عن طريق اللاعب الأجنبي ادواردوا، اعتقدنا أنه استفاد من درس الماضي وعين لاعباً يتقنها ولكن ذلك لم يحدث في مباراة الشباب في الجولة الماضية عندما كرر اللاعب الميدا الخطأ وأضاعها في الدقائق الأولى كانت كفيلة أن تجعل الهلال يتقدم بأكثر من هدف، فالذي حدث العكس وتأخر الهلال في التقدم بهدف وكاد يخسر المباراة في الوقت الذي كان فيه لاعبو الهلال يقدمون مباراة رائعة. ولن أتكلم عن مباراة الأهلي كثيراً كون أن هناك جولة قبلها ولكن يجب أن يضع الهلاليون أوضاع الأهلي النفسية في الحسبان بعد أن حقق تعادلا مع الفيصلي كان بطعم الخسارة؛ لأنه كان بين جماهيره في الجوهرة وما عقب تلك المباراة من تصرفات من لاعبه الخلوق عمر السومة الذي قد يتلقى عقوبة الإيقاف لأكثر من مباراة وستكون مباراة الهلال من ضمنها. المهم أن يدرك لاعبو الهلال أن الفرص تأتي مرة واحدة ومعظم لاعبيه الأن تمرسوا على بطولة الدوري لأن جلهم لعبوا أكثر من موسمين كل ذلك يجعل من لاعبيه أكثر خبرة ونضجا كرويا . وخزة لا تكاد تدخل ديوانية أو مجلسا إلا وتجد جميع من فيه أصبحوا وعاظا في الدين وفلاسفة في السياسة والثقافة، كل ذلك يأتي بعد صدارة الهلال وهذا الأمر غاب سنتين ماضيتين، حيث إن الجميع أصبح لا يتكلم إلا عن الكرة وعن الصدارة وعن جمال ومتعة الكرة السعودية، حتى إنني والله كنت أستغرب أنني سمعت وشاهدت أناسا ما لهم في الرياضة أو بمعنى أصح لا يفقهون شيئاً في كرة القدم يتكلمون عن ضربة الجزاء والتسلل ويقيمون الحكم واللاعب والمدرب. الآن وبعد صدارة الهلال عادوا مرة أخرى لمتابعة دوريات أوربا أو أي دوري آخر إلا دورينا لأنه أصبح لا يروق لهم سبحان الله. هذه ميزة صدارة الهلال.