أنظر إلى صورة أحد الإخوة الصحفيين السنة وهو مصور سناب مع أحد الإخوة الصحفيين الشيعة والابتسامة تفيض من محياهما والحب والطمأنينة تتنفسان ملامحهما، والسرور واضح كالشمس على تقاطيع وجهيهما وكأنهما جزء من جسد واحد وروح واحدة وقلب واحد لا فرق بينهما وهما أبناء الوطن الواحد والكبير والدين الواحد وينتميان لوطن يحميانه بأرواحهما ويخافان عليه من شر الأشرار. واحدث نفسي بحب ولعل صدى حديثي يبلغ القلوب ويلامس شغافها قبل أن يبلغ الآفاق ويدغدغ مشاعر الحب داخل الأرواح الجميلة والصادقة التي تحب الوطن كله. نحن إخوة أبناء وطن كبير واحد يفيض حبه من عروقنا ويستفز المشاعر الجميلة المحرضة على كل ما هو من شأنه الجمال والحب والسعادة ولا شيء غير السعادة والبناء والخير العميم وكلنا في حب سواء. في الماضي القريب وفي المنطقة الشرقية على وجه التحديد يعيش المواطنون لحمة واحدة، كلهم لا فرق بينهم ابدا. في المدارس في المعاهد والجامعات في المؤسسات الحكومية وغيرها لا فرق، وهنا يأتي السؤال الملح أيضا، ما الذي يمكنه ان يشعل الحرب بين أعضاء الجسد الواحد وما الذي تغير في هذا الزمن القريب؟! من المفترض أن يحدث التغير للأفضل وللاتحاد بين شقي الجسد، وكله لصالح الإنسان ونهضة وطنه، وبقاء سروره وسعادته وقوة جبهاته التي تمثل حائط صد لكل خطر قادم. اعجب ولا شك أنكم تعجبون، من الذي يثير الفتن ويدفع الى محاولة تفجير الكراهية والحقد في نفوس بعض الأشقاء على بعضهم البعض وهذا الحقد وهذه الكراهية يعلم الجميع بأنها لا تأتي أبدا بخير، وأنها الجذوة التي توقد بها نيران الحروب، وتقضي على مقدرات الشعوب، وخير أوطانها، خاصة ونحن نرى ما يحدث أمام أعيننا للبلدان التي صارت فيها التفرقة وسرت النار فيها بين الأشقاء المسلمين في الوطن الواحد، فهدمت الثقافة الواحدة داخلها وقتل الإنسان وشرد شر تشريد في الآفاق. علينا ان نعمل جسدا واحدا لخير أوطاننا وأجيالنا القادمة؟! ما ذنب هذه الطفولة التي تحلم بالخير وبمستقبل واعد مزهر بالحب، أن نكون سببا في تدمير نفسياتها وجعلها أجيالا مريضة لا تقوى على العطاء والبناء؟. الأنانية مصيبة وكارثة متى ما حلت واستكانت وعششت في النفوس، فحينها يصير الإنسان (مسعر حرب) اينما توجهه لا يأتي بخير، ولا حتى لنفسه هو، وإن توهم بأنه يسير في الطريق الصواب؟!. دعوة من العقل أوجهها للعقل بأن نجعل العقل المطعم بالحب هو هادينا بحول الله وقوته إلى الصراط المستقيم حيث الحياة الطيبة التي لا يخالطها شر مهما حدث. لا تتركوا لدعاة الفرقة والكراهية والحقد مجالا لتغرقكم في بحور الجهل وفكر الظلام الذي يحجب نور العقل ويلقي الوطن كله في أتون ومرجل العاقبة السيئة والبشعة. صغارنا يحلمون بمستقبل مشوب بقيم الحب والخير والجمال فلنرفع رايات العمل الصالح في وجه الظلم والطغيان والعدوان، ولن نندم ابدا فوطننا وملكنا ودولتنا يستحقان الصبر والتعب والمجاهدة للخير.