لا يوجد إنسان عربي لا يعرف عنتر بن شداد فالرجال يعرفونه كفارس وشاعر ويتمنون أن يكونوا مثله كشعراء فقط ولكنهم لا يريدون أن «يتمرمطوا» مثله ويرعوا الغنم، أما الفروسية فإنهم لا يريدونها ولن يجازفوا ببيع سياراتهم من أجل عيون «حصان أبجر» بدون منظرة يعدل بها غترته قبل النزول من ظهره، أما النساء فيعرفنه كعاشق لعبلة وكل واحدة منهن تتمنى أن تكون هي «عبلة» علما بأنك لو قلت لأي فتاة أن تكون مكان عبلة في ذلك الزمان لرفضت لأنه لا توجد صالونات تخفي العيوب التي لن يصلحها أي صالون.كلنا يعرف أن عنتر ينتمي لقبيلة بني عبس الجاهلية ولو سألت أي شخص عن تلك القبيلة وعن فرسانها أو زعمائها فلن تجد من يعرف عنهم شيئا باستثناء عنتر وعبلة وشيبوب ومالك والد عبلة حتى أن عبلة نفسها لا نعرف من اوصافها سوى اسنانها التي تلمع كما قال عنتر بقصيدته: «ولقد ذكرتك والسيوف لوامع ¿ وبيض الهند تقطر من دمي فوددت تقبيل السيوف لأنها ¿ لمعت كبارق ثغرك المتبسم» وربما كان سبب لمعان ثغرها هو تركيب اسنان جديدة وهذا معناه أن قبيلة كبيرة كاملة لا نعرف عن تاريخها القديم أي شيء ولولا عنتر والتقويم الذي تضعه حبيبته لكانت في طي النسيان ولكان حالها حال كثير من القبائل العربية التي لا نعرف لها اسما حاليا. حال عنتر وقبيلته حال الكرة السعودية فقد عرف العالم الكرة السعودية من خلال شخصين هما اللاعب الخلوق ماجد عبدالله الذي ما زلنا نستمتع بأهدافه وجعلنا نحب الكرة السعودية ونتابعها حتى هذا اليوم، ولا أخفيكم سرا بأنه ابكاني كثيرا عندما يسجل على منتخب الكويت أما اللاعب الثاني فهو اللاعب صالح النعيمة الذي كنا نتمنى اصابته حتى لا يقف امام لاعبي منتخبنا. ولأنني اعرف تعصب الجمهور السعودي حتى وصل الأمر بابن عمي عبدالله ظاهر المعطش البرشلوني المتعصب بأن لا يأكل البرتقال بسبب كرهه لرونالدو لاعب ريال مدريد لأنه من البرتغال ولذلك فإنني لن أذكر من أشجع من الفرق السعودية حتى لا أخسر أحدا منكم ولكني سأذكر لكم أن الجمهور الكويتي يتابع الاندية السعودية ويستمتع بأدائها وكأنه يشاهد المباريات الاوروبية فالحماس في اللاعب السعودي يجعلك تتحسر على ما وصلت له كرة القدم في الكويت.اشادتي بالنجمين ماجد عبدالله وصالح النعيمة ليس معناه عدم وجود لاعبين آخرين ولكن الذاكرة أصبحت ضيقة جدا وحالها حال الشاعر حين قال «نقل فؤادك حيث شئت من الهوى ما الحب الا للحبيب الأول» مع أني حاليا من أشد المعجبين باللاعب الفذ محمد نور. أدام الله الرياضة السعودية بوهجها الجميل ولا دامت المصالح التي خربت الرياضة الكويتية...