أخطر ما يواجه الإنسان في الحياة موت الضمير وموته هو شل حركته وجعله ألعوبة لهوى النفس الأمارة بالسوء والضمير لا يحركه ويجعله سوي الإرادة الا شيئان هما الوازع الذاتي سواء الاخلاقي او الديني والوازع الثاني هو الوازع السلطاني الذي يضرب بيد من حديد ويجعل فرائصه ترتعد من الخوف والهلع. الوازع السلطاني يتمثل في العقوبة المادية والجسدية والمعنوية والعقوبة المعنوية تشكل هاجسا عند فاقد الضمير خاصة في المجتمعات المحافظة ودائما ما يقبل بالعقوبة المادية والجسدية ويحارب من اجل المحافظة على سمعته وجماعته. قوانين ومواد النزاهة ومكافحة الفساد عندما تسن وتقرر يبرز امام المختصين عوائق تحول بينهم وبين ادراج العقوبة المعنوية مراعاة للمجتمع والقبيلة والأسرة وما في حكمها واقصد بالعقوبة المعنوية (التشهير) وهي التي نفتقدها في بعض مواد العقوبات ولو انها بدأت تظهر على بعض القضايا الجزئية كالتزوير والشيكات بدون رصيد علما ان ضررها محدود على طرف او طرفين فقط. عقوبة التشهير قد تكون اكثر ردعا من العقوبات الأخرى ولنا في شرعنا القدوة والمثل والامتثال لما جاء بالقرآن الكريم في سورة النور (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ) واستقطع من الآية الكريمة ما ورد من الأمر بشهادة العقوبة طائفة من المؤمنين وهو الشاهد. الغاية هي اشهار العقوبة امام الناس للردع ومعرفتهم بتنفيذ العقوبة على صاحب الجرم وهو اقامة حد الجلد في الزاني والزانية علما بان الضرر قد يكون محدودا ولا يقارن بالجرائم الأخرى وفي يومنا هذا قد يكون الاعلام هو وسيلة التشهير بصاحب الجرم. خلاصة الأمر ان من ولي امرا من امور الناس وباع ضميره من اجل لعاعة من الدنيا دراهم معدودة وتسهيلات معنوية ومادية فحري ان يعاقب عقوبة رادعة له ولغيره فزمن عبارة (ما بال اقوام) يجب ان يختفي خاصة في جرائم الرشوة والفساد التي يترتب عليها اثار مدمرة على الأنفس والممتلكات فالحزم مطوب وتعجيل العقوبة وإشهارها للناس أمر تتطلبه المرحلة. للجميع التحية.