بمناسبة انعقاد الملتقى الثالث للسلامة المرورية الذي يقام تحت عنوان «الشباب والسلامة المرورية -وذلك في الفترة من 11-13 صفر 1437 الموافق 23-25 نوفمبر، والذي تنظمه الجمعية السعودية للسلامة المرورية (سلامة) بالتعاون مع جامعة الدمام وشركة أرامكو السعودية، ولجنة السلامة المرورية بالمنطقة الشرقية، ووزارة التعليم العالي ووزارة التربية والتعليم، والإدارة العامة للمرور، والرئاسة العامة لرعاية الشباب- سيطرت على العديد من الأجهزة المهتمة بالسلامة المرورية قضية وقوع أعداد كبيرة من ضحايا الحوادث المرورية بين فئة الشباب سواء داخل المملكة أو في العديد من دول العالم، وباتت هذه القضية من ابرز القضايا التي تؤرق هذه الجهات؛ نظرا لأهميتها، ونظرا لأهمية هذه القضية فقد بحث العديد من الجهات عن بعض الحلول لمحاولة الإقلال من هذه النسبة المخيفة. إحصاءات المرور وبينت إحصاءات الإدارة العامة للمرور بالمملكة أن فئة الشباب هم الفئة الأكثر تضرراً من الحوادث المرورية، فتبلغ نسبة الوفيات 72% من اعداد المتوفين؛ بسبب الحوادث المرورية. وبحسب تقارير منظمة الصحة العالمية، فإن الغالبية العظمى من ضحايا الحوادث المرورية من فئة الشباب والعناصر المنتجة في المجتمع، إذ تمثل هذه الحوادث ثاني أكبر سبب للوفيات في العالم لهذه الفئة العمرية. تصرفات متهورة وبنظرة سريعة على أبرز السلوكيات التي يرتكبها الشباب نجد أن هناك العديد من السلوكيات التي يرتكبونها وراء مضاعفة أعداد الحوادث، منها عدم التزام بعض الشباب بالأنظمة المرورية وتهورهم بالسرعة الزائدة التي تسببت في وقوع عديد من الحوادث، ونتج عنها كثير من الإصابات والوفيات، كما أن تفاعل قائد المركبة مع وسائل التواصل الاجتماعي "تويتر، الواتساب، الفيس بوك.." يسهم في أن يكون السائق عرضة للحوادث المرورية بنسبة عشرة أضعاف عن الآخرين، كما أن أجهزة الهواتف النقالة واستخدامها أثناء القيادة في الطرق، أصبحت من أسباب حوادث الطرق اليومية. تعاون ملموس كما بدأ تعاون واضح وملموس بين الجهات المعنية عن السلامة المرورية ووزارة التعليم، لإرسال رسائل توعوية وتثقيفية للطلاب في المدارس، وتحذيرهم من السلوكيات الخاطئة في القيادة، التي تعرض حياتهم والآخرين للخطر والضرر. استهداف الشباب وقد بدا واضحا أن العديد من المؤتمرات الدولية والندوات أصبحت تركز على فئة الشباب كفئة مستهدفة من الحوادث المرورية، والسعي إلى تصنيف السلوكيات الخاطئة لدى الشباب حسب درجة خطورتها من منظور السلامة المرورية، ومدى توغلها بين الفئات العمرية المختلفة، والتوافق على أفضل الأساليب الإحصائية لإعداد تقدير كمي ونوعي لحجم السلوكيات السلبية والخاطئة لدى الشباب بمختلف أنواعها، والتعرف إلى أهم أسبابها، وأهم المقترحات والأساليب المتبعة للتعامل معها. استراتيجيات السلامة وأوصى العديد من المؤتمرات بتضمين استراتيجيات السلامة المرورية الوطنية وبرامجها وخططها التنفيذية محاور خاصة بسلامة الشباب على الطرق، وضرورة إعداد حملات توعية موازية للرقابة المرورية على الطرق تكون موجهة للفئات العمرية المختلفة خاصة للشباب وإشراكهم في تنفيذ برامج وخطط السلامة المرورية الموجهة لهم، إضافة إلى الحاجة إلى إيجاد وسائل حديثة ومبتكرة للاتصال الاجتماعي الإلكتروني الذي يستخدمه الشباب وطرق التواصل فيما بينهم كمواقع الشبكة العنكبوتية الشهيرة، كما يجب دعم مبادرات التوعية الشبابية الموجهة لهم وفيما بينهم. ودعت التوصيات إلى ضرورة دعم القدرات المحلية وتشجيع التعاون الإقليمي والدولي في مجال السلامة المرورية ونقل الخبرات والتجارب المتميزة والناجحة وأفضل التطبيقات خاصة تلك الموجهة للشباب، والاهتمام بتوفير قواعد البيانات والمعلومات والإحصاءات المرورية بشكل عام وتلك المتعلقة بالشباب بشكل خاص، واللازمة لوضع السياسات والاستراتيجيات والخطط والبرامج التنفيذية المتعلقة بالسلامة المرورية.