حاربه الكثيرون وانتقدته جماهير الدانة، رده كان في الملعب، بالنتائج والعمل الاحترافي الكبير الذي أرجع مسبباته لثقة إدارة نادي الخليج برئاسة فوزي الباشا. جلال قادري المدير الفني للفريق الأول لكرة القدم بنادي الخليج تحدث كثيراً عن فريقه منذ الإعداد المبكر وحتى الجولة السابعة التي احتل بنهايتها المركز السادس في سلم ترتيب دوري عبداللطيف جميل. قادري أكد أنه يعيش أفضل أيامه مع نادي الخليج وتعتبر تجربته الفنية مع الدانة من أنجح تجاربه. «الميدان» أجرى حوارا مع قادري ذكر فيه الكثير من التفاصيل ووجه رسالة مهمة للجماهير الخلجاوية.. فإلى الحوار: ما هو طموحك مع الفريق قبل انطلاق الموسم والأهداف التي رسمتموها للفريق؟ طموحنا قبل انطلاق الموسم كان نفس طموح الموسم السابق وهو البقاء، وهذا واقع حيث ابتعد فريق الخليج 8 سنوات على الأقل عن الدوري الممتاز ويحتاج لعمل مضاعف حتى يبدأ في المنافسة على جميع المستويات ويحتاج ليثبت نفسه من 3 إلى 4 سنوات وأحد الأهداف الرئيسية التي وضعناها هي اكتساب الخبرة الكافية وتكوين فريق من شباب النادي وان يكون الممول الأساسي للفريق الأول هو الفريق الأولمبي. وهل الخطة التي وضعت لحين انتهاء عقدك مع الخليج أم ماذا؟ بالتأكيد لا، الخطة الاستراتيجية تمتد لأربع سنوات على الأقل سواء بقي جلال قادري أو رحلت إدارة فوزي الباشا، فالخطة غير مربوطة بالأشخاص بقدر ما هي مربوطة بكيان (نادي الخليج) وتفكير فوزي الباشا في رسم خطة طويلة المدى هي أحد أسباب ما وصل إليه الفريق من عمل احترافي تصله الإشادات من كل جانب. الآن الخليج في مركز متقدم! ألم يتغير طموح قادري؟ أبداً لن يتغير أو يتبدل الطموح، فالأهداف لا ترسم حسب النتائج بل حسب الاستراتيجية وأكرر فإن استراتيجيتنا هي بناء فريق وترسيخ ثقافة لدى اللاعبين حتى تتكون لديهم جذور وبنية تحتية مميزة في الدوري الممتاز وبعدها يبدأ الفريق بالمنافسة. حدثنا عن أجواء الدانة؟ أجواء الفريق من الموسم الماضي وهي في تصاعد إيجابي مستمر وخصوصاً في الأوقات التي نتواجد فيها مع بعضنا البعض في التدريبات أو المعسكرات والعلاقة ما بين اللاعبين والإداريين والجهاز الفني مميزة جداً وهذه هي نقطة قوة الفريق الخلجاوي والتي تتمثل في تماسك الفريق حتى في حال حدوث نتائج سلبية بجانب وجود حسين الصادق الذي يقوم بعمل جبار مع الجهاز الإداري الذين وفروا لجلال قادري ظروف ممتازة بجانب تعامل اللاعبين بمستوى واحد دون تفرقة فجميع اللاعبين يلامسون نفس الاحساس والشعور، فأجواء الدانة مميزة والاحترام المتبادل بين الجميع سر كبير لن يفهمه الا المتابعون عن قرب. لكن مستوى الخليج في بداية الدوري لم يتطلع للمأمول بعد نجاح المعسكر الخارجي في أسبانيا! ما السبب؟ في الحقيقة واجهتنا عدة صعوبات في المعسكر ويكفي ان الفريق تغير بنسبة 40% بعد رحيل بعض العناصر واستقطاب آخرين بجانب غياب اللاعبين الأجانب وإصابة مسلم آل فريج في بداية المعسكر، لك أن تتخيل كيف لفريق أن يبدأ الإعداد وهو يفتقد لخط أساسي كامل (خط الدفاع) بالإضافة للحارس والحمد لله عوضنا الغيابات بتكثيف الجانب البدني وسبق ان صرحت في وسائل الإعلام ان الخليج يحتاج لأربع مباريات رسمية حتى يظهر بالمستوى الفني المطلوب. افتقد الخليج خلال ال 5 سنوات الماضية للاعب الأولمبي واليوم يتواجد علي وقاسم الأوجامي، كيف استطعت توظيفهم؟ هذا يدل على سياسة النادي المميزة، فلا يمكن ان أتقمص دور البطولة، فهناك من هم أحق بها وخصوصاً من يعمل لاستقطاب اللاعبين في الفئات السنية. في العام الماضي استقطبت إدارة النادي المدرب وليد الشتاوي والذي يعمل بشكل مميز وكان هناك تنسيق كبير بين الفريق الأول والأولمبي. الأوجامي إخوان منذ العام الماضي وهم ملتزمون معنا في المعسكرات الخارجية وكذلك علاء الحاجي والتركيز كان عليهم منذ الموسم الماضي واليوم الفرصة أصبحت مواتية لهم وخصوصاً ان الموسم الماضي كان هناك ضغطا كبيرا في المباريات وعدم ضمان البقاء حال دون مشاركتهم. أرقام تاريخية للخليج ارتبطت بجلال قادري! ماذا يعني لك ذلك؟ العمل مع نادي الخليج وسط أجواء إيجابية يتيح لك ان تقدم كل ما لديك، ولا أنسى ان إدارة النادي في مقدمتهم الرئيس فوزي الباشا وقفوا مع جلال قادري في أصعب الظروف وأعطوني الثقة المطلقة، كل ما تحقق للخليج هو ثمرة عمل متكامل (لاعبون وإدارة) ولا ننسى جمهور الدانة الذي حضر في اصعب الأوقات. وهل غياب الجمهور الخلجاوي مؤثر؟ بكل تأكيد، كرة القدم أو أي عمل بدون ضغط جماهيري لا يمكن ان تتلذذ به، فلك ان تتخيل ان تشارك في مباراة يحضرها 60 ألف متفرج!! بالتأكيد ان اللاعب سيقدم كل ما لديه بوجود الجماهير، في هذا الموسم ربما للغياب أسباب لكن نحن سبقناهم وقدمنا لهم نتائج جيدة وأعلم تماماً ان جمهور الخليج «أوفياء» وسنراهم بكل تأكيد في الجولات القادمة. جلال قادري متهم بعدم الاستقرار على تشكيلة معينة أو خطة معينة! ما هو تعليقك؟ سأبدأ من الشطر الثاني، جلال قادري منذ العام الماضي لم يغير في خطة الفريق أبداً، (2/4/4) وتتحول أثناء اللعب ل (1/3/2/4)، ولك ان تسأل اللاعبين، أما تغيير التشكيل فكل من يتابع تدريبات الخليج يدرك تماماً لماذا التغيير في التشكيل، فمن يتهمني بعدم الاستقرار غير متابع لتدريبات الفريق وظروف اللاعبين الغائبين، صدقني أنا من أكثر المدربين بحثاً عن الاستقرار لكن بعض التغييرات تكون تكتيكية حسب المنافس وهذا الموسم ومنذ الجولة الرابعة لم تتغير تشكيلة الفريق الا بظروف الإيقافات أو الإصابات. ماذا عن رحيل حمزة الدردور؟ هل هو قرار فني أم إداري؟ قرار فني 100%، ورغم تقديمه لمستويات مميزة مع الخليج الا أن طموحنا كان يتركز على لاعب هجوم (داخل المنطقة) فالدردور يفضل اللعب على الأطراف ولهذا السبب استقطبنا مروان حسين وهذا لا يقلل من حمزة الدردور. وهل استعجلتم في إبعاد مروان حسين الذي وقع مع الشرطة العراقي؟ عدم وجود مروان حسين في معسكرات الفريق أدى الى عدم تأقلمه مع اللاعبين، بجانب ان اللاعب لم يكن محظوظا وداهمته الإصابات ولهذا السبب لا يمكن ان أحكم على مستواه الفني، أما فيما يخص إصابته فلا يمكن لجلال قادري ان يحكم أو يشخص الحالة وربما حصل خطأ أو ما شابه لكن هناك جهاز طبي بإمكانك توجيه السؤال له. وماذا أضاف مصعب العتيبي للفريق؟ مصعب لاعب ممتاز وأضاف للخليج الشيء الكثير وأعطى الدانة خاصية كانت مفقودة (صانع اللعب) الذي يستطيع ان يتحكم بنسق المباراة وأعطى للفريق الكثير من الحلول، التفاصيل التي لا يعرفها الجمهور أن مصعب لاعب خلوق بجانب ما يملكه من مهارات فنية والخليج ينتظر منه الكثير بعد ان دخل أجواء الفريق. أين يجد جلال قادري ترتيبه بين المدربين؟ لا أستطيع ان أحكم على نفسي أو أختار لي مرتبة معينة، الحكم دائماً يكون للجمهور والنقاد والمحللين، وربما عدم وجودي منذ بداية الموسم وبداية الإعدادات في بعض الأندية السابقة أبعدت عني النتائج الإيجابية لكن نادي النهضة مسكت فيه زمام الأمور منذ بداية الاعداد قبل 3 مواسم تقريباً وصعدت به للممتاز وكذلك الخليج والحمدلله تم ترشيحي في الموسم السابق لجائزة أفضل مدرب في دوري جميل وهذا في حد ذاته يعتبر شرف لي، شخصياً أحاول بقدر الإمكان وفي المقام الأول ان يكون العمل هو من يتحدث عن جلال قادري ونادي الخليج وهذا ما يهمني بعيداً عن أين يكون ترتيبي بين المدربين. ألا ترى أن كثرة الصراخ والتوجيهات أثناء المباراة من دكة الاحتياط يشتت أذهان اللاعبين؟ هي ردة فعل طبيعية من لاعب أو مسؤول وخصوصاً تحدث في الوقت الأخير من المباراة لكني لا أعتبرها (تعدي) على مسؤولياتي كمدير فني بقدر ما هي حرص. ماهي رسالتك لجمهور الدانة؟ تعودنا عليكم أن تكونوا سندا لناديكم وأتمنى تواجدكم، ثقتي شخصياً بكم كبيرة وأعرف تماماً أنكم تستطيعون ان تجلبوا الفرح والنقاط لفريقكم وتواجدكم مطلب. كلمة أخيرة؟ شكراً على الاستضافة وأتمنى أني وفقت في الرد على جميع الاستفسارات والأسئلة وشكراً لكل من أعطاني الثقة وشخصياً أعتبرها من أفضل التجارب التي خضتها في عالم التدريب ومحظوظ بتواجدي في الخليج.