حافظ المنتخب السعودي على صدارة مجموعته الأولى ورفع رصيده إلى 16 نقطة بفوزه الكبير أمس على منتخب تيمور الشرقية (10/0) في إطار الجولة الخامسة من التصفيات الآسيوية التأهيلية لمونديال روسيا 2018 والتصفيات التأهيلية لنهائيات كأس أمم آسيا 2019 في الامارات العربية المتحدة.. وكما كان متوقعاً فإن الأخضر حقق فوزاً سهلاً وناصعاً على مستضيفه وقدم عرضاً بالغ الشجاعة، وظهر اللاعبون أشبه بصبة نار لهيبها غطى سماء العاصمة التيمورية ديلي، وتفوق الأخضر بقوة الارادة والإصرار والحماس وبأس اللياقة البدنية، والقدرة على سرعة التكتيك والتحول من الدفاع إلى الهجوم والعكس اضافة إلى الروح القتالية والهمة العالية، وعزيمة الإصرار وحب الوطن. وبالإمكان القول: ان المنتخبين السعودي والإماراتي ضمنا التأهل لدور ال 12 الثاني وبقي حسم المركز الأول معلقاً بلقاء الرد بين الأحمر والأخضر، ويكفي المنتخب السعودي التعادل ليبقى قابضاً على الصدارة، وأعتقد أن الأخضر يبرز معدنه الحقيقي وقت المحك والتحدي وسيبذل المستحيل للتمسك بالزعامة، فالأخضر سجل قفزة إيجابية مميزة بفوزه في خمس مباريات وتعادله مع المنتخب الفلسطيني، وأعتقد أن مدرب السعودية فان مارفيك الهولندي يسير بالاتجاه الصحيح خاصة وانه مدرب ناجح ومشهور وبإمكانه تطوير المنتخب وعليه الاستقرار في التشكيلة التي تضم عناصر شابة تخولهم للاستمرار في المشاركات الدولية. ولو عدنا لمباراة أمس نقول تسرع الأخضر في التسجيل المبكر وسوء أرضية الملعب جعل الهجمات مخنوقة لكن سرعان ما استعاد السعودي توازنه ورباطة جأشه واستطاع تسجيل أربعة أهداف في ربع الساعة الأخيرة من الشوط الأول فك بهم لحم التيموري الذي وجد نفسه يخوض حرباً أكبر منه، وحاول المنتخب التيموري في الشوط الثاني الاندفاع في مغامرة للتعديل تفوق حجمه وقدرته فتلقى مرماه ستة أهداف إضافية، لترتفع النتيجة إلى عشرة أهداف بعد مباراة كان فارسها السهلاوي حيث عزز هداف الأخضر محمد السهلاوي رصيده بخمسة أهداف أخرى جعلته ينفرد بلقب هداف العالم. وأستطيع القول دون أدنى مجاملة: ان المنتخب السعودي اعتاد أن يرى نفسه في مرآة نهائيات كأس أمم آسيا على اعتبار أنه هو من أطلق حضارة كرة القدم الآسيوية في الثمانينات والتسعينات عندما حمل الأخضر الذهبي كأس أمم آسيا ثلاث مرات أعوام 1984 بسنغافورة و1988 في قطر و1996 بالإمارات العربية، ونال لقب الوصيف ثلاث مرات أعوام 1992 باليابان و1994 بلبنان و2007 بفيتنام ومثل قارة آسيا في مونديالات نهائيات كأس العالم أربع مرات متتالية، وبدون مبالغة أقول: أنا أموت حنيناً إلى أيام عز ومجد الأخضر في السنوات الأخيرة من القرن الماضي والسنوات الأولى من القرن الحالي. ولا أخفي عليكم أخيراً انني أشعر بثقة وحماس واندفاع رجال الأخضر في غالبية مبارياتهم وقدرتهم على فعل جديد يبهج الوطن كله.