انطلق الجمعة الماضي موسم البواخر السياحية في مملكة البحرين، الذي يمتد حتى أبريل المقبل (2016) ويتوقع خلاله أن ترسو 36 باخرة، حيث استقبل ميناء خليفة بن سلمان أولى تلك البواخر (Europa 2)، وكان في استقبال السائحين الأجانب عند وصولهم مسؤولون من هيئة البحرين للسياحة والمعارض بوزارة الصناعة والتجارة والسياحة. وتم تنظيم جولة سياحية مكثفة للسياح الاجانب بمشاركة 350 من ركاب الباخرة شملت العديد من المواقع التراثية البارزة في مملكة البحرين منها باب البحرين، قلعة البحرين، جامع الفاتح، وحلبة البحرين الدولية بالإضافة إلى العديد من المواقع التراثية. وتعتبر الباخرة السياحية (Europa 2) فريدة من نوعها حيث إنها من فئة (البوتيك) خمسة نجوم، حيث من المقرر أن تعاود المجيء إلى البحرين في الثالث من أبريل القادم خلال استضافة البلاد سباقات (فورمولا 1). وقال الشيخ خالد بن حمود آل خليفة الوكيل المساعد للسياحة بوزارة الصناعة والتجارة والسياحة «بمناسبة الموسم الجديد للبواخر السياحية، استطيع التأكيد على أن الموسم يحمل للبحرين العديد من الفوائد السياحية، حيث إن المردود الاقتصادي لهذه الرحلات يؤثر بشكل إيجابي على تقدم الصناعات الحرفية المعتمدة على الأسواق الشعبية، كما أن السياح القادمين على متن هذه البواخر يتوجهون بشكل رئيس إلى الأسواق الشعبية لإثراء تجربتهم، ما يسهم بشكل كبير فيما تطلق عليه منظمة السياحة العالمية (تنمية المجتمعات من خلال السياحة». مشيراً إلى أن سوق المنامة القديم وموقع باب البحرين شهد نشاطاً ملحوظاً أمس، تعرف خلاله الزائرون على ملامح الحياة الاجتماعية والنسيج الاجتماعي لمدينة المنامة، وجال السياح في أزقة المنامة لاكتشاف التركيبة الإنسانية للمكان، بينما تقرر تنظيم رحلات لاحقة ضمن جدول متكامل للانتقال إلى أهم المحطات البحرينية التراثية والحديثة على حد سواء. ويمثل مكتب الاستعلامات الكائن في باب البحرين، بوابة الانطلاق للرحلة السياحية، الذي يشتمل على التجهيزات والمطبوعات اللازمة، لتعريف السائح بالمواقع السياحية والخدماتية، وبرامج عملها، وضمن برنامج الرحلة، تبرز دار أو متحف النفط الذي يتموضع بالقرب من أول بئر للنفط اكتشف في منطقة الخليج العربي، العام 1932. ويتحدث المتحف الذي تديره شركة نفط البحرين (بابكو)، عن مرحلة الثورة الاقتصادية التي مرت بها البحرين والمنطقة، ما جعله مقصداً لأعداد كبيرة من السياح، قدرتها مصادر ب 35 في المائة من إجمالي أعداد سياح البواخر. وبحسب المشاهدات، فإن الموقع الذي يتطلب الوصول إليه 45 دقيقة للقادمين من العاصمة، يشتمل على خرائط جغرافية، خرائط طبوغرافية، خرائط بحرية، صور تاريخية منذ اكتشاف النفط التقطها مصور بريطاني، معدات الحفر الأولى، وأجهزة الاتصال. فيما يطل موقع قلعة البحرين برأسه، كأحد أبرز المواقع الأثرية والسياحية المؤهلة والقادرة على اجتذاب السياح، ويقع الموقع على مساحة مترامية الأطراف، وبعد تسجيله ضمن قائمة التراث العالمي لدى منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، باتت أبوابه مشرعة لاستقبال الزوار على مدار 12 ساعة متصلة (من 8 صباحاً حتى 8 مساء)، ما يوفر فرصة أمام شريحة كبيرة من السياح لزيارة القلعة ومتحفها الذي يشتمل على المرافق الخدماتية بمستوى متقدم. وضمن الحديث عن المواقع السياحية المؤهلة، يستوقف السياح، مركز أحمد الفاتح الإسلامي، الذي افتتح عام 1988، وبات اليوم مقصداً لأعداد كبيرة من السياح بعد أن تم استثماره ضمن إستراتيجية الترويج لثقافة البلد وتراثه للوصول للعالمية، عبر خلق البرامج القادرة على تمديد عدد ليالي إقامة السائح في البلد، وذلك من خلال استحداث خدمات ومنشآت سياحية جنباً إلى جنب تطوير المرافق والمواقع التاريخية، بما يتوافق مع المعايير الدولية التي توفر في نهاية المطاف المتعة للسائح. سياحياً، ينظر لمركز الفاتح، بوصفه إضافة جديدة باتت تحتل مكانة بارزة على خارطة البحرين السياحية، بعد أن تنبهت الدائرة الإسلامية لذلك، حيث يمتاز المركز بمستوى متقدم من الأهلية، يشمل ذلك توفر مرشدين يتحدثون أربع لغات: انجليزية، فرنسية، ألمانية، وإيطالية، إلى جانب المطبوعات الناطقة ب 16 لغة، الأمر الذي من شأنه تحقيق فائدة كبيرة للبحرين، عبر الترويج لتراثها الديني المتسامح، وإصدار الدراسات التي من شأنها تصحيح بعض المفاهيم المغلوطة. وللحرف التقليدية، موقعها السياحي، حيث مجمع العاصمة للأسر المنتجة الكائن بمنطقة كرباباد، والذي يضم بداخله معارض لبيع منتجات الصناعات اليدوية، مثل الفخار والنسيج والسجاد والسفن. إلى عالي، حيث التلال الأثرية التي تتركز في القرية، لتشكل على امتداد رقعتها الجغرافية الكبيرة، موقعاً أثرياً. وفي سار، حيث الموقع الأثري المسجل ضمن جميع جولات أفواج السياح، ويصنف ضمن أحد أهم المواقع التاريخية التي تعود إلى حضارة دلمون. وفي منطقة الرفاع حيث قلعة الرفاع التي تكتسب أهميتها بلحاظ قيمتها السياسية والتاريخية، بوصفها بيت الشيخ سلمان الذي شُيد العام 1812م. وفيما يتعلق بالبيوت التراثية، يبرز بيت الشيخ عيسى بن علي آل خليفة، الكائن في المحرق، والذي كان في فترة الثلاثينات مقراً تدار منه دفة الحكم. كذلك، هنالك (بيت الجسرة)، الذي يشكل نموذجاً للبيوت التراثية المسجلة ضمن برنامج السياح، وخاصة سياح البواخر، بما يمتاز به من تأثيث يؤهله لاستقبال السياح، ويشمل ذلك الغرفة التي ولد فيها الأمير الراحل الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، ويكتسب قيمته بحديثه عن نمط الحياة في حقبة الثلاثينات، وما يتصل بذلك من تراث وعادات وتقاليد.