قد لا يعلم الكثير بأن ما حدث في فرنسا من عمل إرهابي كان من الممكن أن يتحول إلى مجزرة من الممكن أن تحصد آلاف الأرواح لولا عناية الله سبحانه و تعالى، وفطنة رجل أمن فرنسي مسلم اسمه زهير. وهو أحد ضباط الحرس الخاصين بمراقبة الأسوار الخارجية في ملعب باريس الذي كانت تقام فيه مباراة بين فرنسا وألمانيا بوجود قادة فرنسا السياسيين. ولا يزال اسمه الكامل غير معروف لأسباب أمنية لكي لا يتخذ أي إرهابي قرارا بالثأر منه. وزهير هذا رجل مسلم هاجر إلى فرنسا وفطنته هي وراء قيام الإرهابي بتفجير ما لديه من عبوات ناسفة خارج الملعب بالقرب من مطعم لشركة مكدونالدر. ولو استطاع الإرهابي دخول الملعب لكانت كارثة ليس بسبب قوة التفجير فقط، و لكن بسبب التدافع الذي من الممكن أن يتحول إلى مذبحة ومجزرة ضحاياها سيفوق أي عمل إرهابي سابق. و إضافة لذلك وقبل عدة أشهر، وأثناء الهجوم على صحيفة تشارلي ابيدو كان هناك ضابط مسلم اسمه أحمد مرابيط قتل في الهجوم الإرهابي في وقت كان هو من يقوم بالحراسة ومراقبة الأمن في منطقته. وأخيرا لا ننسى مطالبة الشعب الفرنسي بتتويج اللاعب العالمي من أصول عربية زيدان ليكون على قمة أي هرم سياسي واجتماعي في فرنسا. وبمعنى آخر فالمسلمون في فرنسا الكل يعرف دورهم في المجتمع الفرنسي وما قدموه من خدمات في مجالات كثيرة. وفي نفس الوقت أصبح كل مسلم في فرنسا وغيرها من الدول الأوربية بإمكانه أن يثبت نفسه ويطور مهاراته وسيكون المجتمع في صفه. وقد مرت فترات في أوروبا كان الكل يرتاح للجار والصديق المسلم خاصة في فترات الستينيات وقت ما يسمى بالمد (الهيبي) وانتشار المخدرات واليسار المتطرف في أوروبا وخاصة في فرنسا ليقوم الكثير من الفرنسيين بوضع ثقتهم في الأسرة المسلمة التي تحافظ على تقاليد وتعاليم الإسلام في تربية النشء. وبالفعل بدأ العالم يرى زيادة في أعداد المساجد والمراكز الإسلامية التي تم بناؤها في فرنسا وسط ارتياح من الشعب الفرنسي. ولكن وللأسف الشديد قام عدد قليل ممن يدعي الإسلام باستخدام العنف والإرهاب ليقوموا بتشويه سمعة الإسلام بطريقة دموية في أكثر من مرة. وبهذا أصبحنا الآن نرى يافطات تطالب بطرد المسلمين من فرنسا وكذلك تضييق الخناق على المساجد، بل وإغلاق أي مسجد تصدر منه إشارات كراهية أو تبني العنف. دعونا نكن واقعيين ونعلم بأن أعداد المسلمين يصل إلى الملايين في فرنسا وهؤلاء هم المتضررون في حياتهم اليومية خاصة ممن يحمل الجنسية الفرنسية ولا يوجد له بلد غير فرنسا. ولكن داعش والتي هي منظمة إرهابية قتلت أناسا من جميع البلاد وينتمون لكل الأديان والطوائف هي في الحقيقة اختطفت الإسلام وشوهته وفي آخر المطاف مسلمو أوروبا وغيرهم هم من سيدفع الثمن.