انعقد مؤتمر الترجمة ( تراد كول ) بجامعة غرناطة في الفترة من 1821 /5/2015م وحمل شعاره رسمًا لتمثال عبدالرحمن الداخل، وأبياتًا من الشعر العربي. وكان موضوع الملتقى التهيئة النهائية لمناقشة ومراجعة الترجمة إلى ست لغات هي : ( الإسبانية ، والإنجليزية ، والفرنسية ، والإيطالية، والروسية، والبولندية ) التي قام بها قسم الترجمة بالجامعة لنصوص شعرية من كتاب "الأندلس في القصيدة المعاصرة" جمع وتقديم الدكتور عبدالرزاق حسين، وطبع مؤسسة عبدالعزيز البابطين للإبداع الشعري بالكويت، بحضور مندوبين عن الجامعات التي اشتركت بالترجمة إلى لغاتها، وهي : ( جامعة بارد من نيويورك، وجامعة لومونوسوف من موسكو ، وجامعة لوبلين من بولندا، وجامعة جنوة من إيطاليا، وجامعة أبي بكر بلقايد من الجزائر ، ومدرسة الملك فهد العليا للترجمة من طنجة في المغرب، بالإضافة لوفود من بريطانيا، والمغرب، وكذلك جامعة الملك فهد للبترول والمعادن في السعودية التي أمثلها) فكانت هذه القصيدة: حبُّ الرُّمانِ يناجيني حبُّ الرُّمانِ يناديني حبُّ الرُّمانِ لهُ طعمٌ أزكى مِنْ فوْحِ الليمونِ أَنْدى منْ غيمٍ وسحابٍ منْ رفِّ نسيمٍ وغصونِ
يا ولدي أقبل يا ولدي صوتٌ رنّانٌ يدعوني صوتٌ في لونِ الرُّمّانِ طعمٌ كالسحر يواتيني أشهى من عسلٍ ممزوجٍ في ماءٍ من نبعِ عيونِ
يقظانٌ أسمعُ أَمْ أَنِّي في حُلُمٍ أبدو وظنونِ ؟ حُلُمٌ يدفعني كشراعٍ والدَّفَّةُ شوقي وحنيني مجدافي يعدو كي يرسو في برِّ حنانٍ وَسُكونِ الصوتُ لأمي يشبههُ في لهفةِ شوقِ المحزونِ من أينَ وأمي قد غابت من بضع مئاتٍ لسنينِ أَقْبِلْ يا ولدي يا كبدي الصوتُ يعودُ يناديني فَهَبَبْتُ أُغالبُ من نومي وفركتُ عيوني وجفوني فَصَحَتْ منْ حولي أمجادٌ راياتُ العزِّ وتمكيني وعلى فرسٍ أشهبَ تبدو فارسةٌ من أُسْدِ عرينِ نادتني أقبلْ يا ولدي بالضادِ بلفظِ موزونِ منْ مَبْسَمِها سِحْرٌ يجري كالشَّدْوِ لذيذِ ومبينِ أُمِّي يا أُمِّي يا أُمِّي أُمِّي غرناطةُ تُؤْويني ؟! يا فرحةَ قلبي يا أُمِّي قد عُدْتِ فَعَوْدُكِ يُشْجِيني صَدْرُكِ مَرساتي لرسُوّي والحضنُ مَلاذي وحُصوني يا صوتَ الَّلهفةِ يا شوقي يُطربُني صوتُكِ يُحييني
ودنوتُ دموعي تسبقني ألثمُها خدٍّا بجبينِ لكنْ فوجئتُ وفاجأني أمرٌ حَوّلني كطعينِ أمي تبدو في شكلين أَراها في عينِ يقيني فأراها كَرْمًا بعذوقٍ فيهِ منْ عنبٍ منْ تينِ وأراكِ يبابًا بلْ تيهًا كقديم مُواتِ العُرجونِ فصرختُ أُنادي وأُنادي أُمِّي يا شوقي وفُتنوني يا بحرًا من فيض حنانٍ يا صدرَ رؤومٍ وحنونِ قد صِرْتِ عقابي لصدودي وجزائي وعذابَ الهونِ بل ْكنتِ شفائي ودوائي فغدوتِ كدائي وجنوني يا شمس الدفْءِ ودفْءَ الشمسِ وكنزَ المجدِ المدفونِ يا بؤبؤَ عيني وشغافي يا لؤلؤَ صدري المكنونِ يا رحلة شوقي وعذابي يا ذكرى طيري الميمونِ قد كنتِ لنا وعدَ المحبوبِ فصرتِ وعيدَ المحزونِ قد كنتِ سهولي ورياضي فغدوتِ صعابي وحزوني قد كان القُرْبُ يؤانسني فغدوتِ ببعدِكِ تَرميني إنْ كنتُ ببيعِكِ محزونًا فأنا بالبيعِ كمغبونِ أيًّا ما كُنْتِ فأَنتِ أَنا رمانةُ قلبي وعيوني.