توقفت في الحلقة السابقة عند ذكر بعض جهود مجلس إدارة جمعية (تبيان) في دورته الثانية. واليوم أخصص كلماتي للفريق الذي حمل راية الجمعية في دورتيها الثالثة والرابعة، وعلى رأس ذلك الفريق وفي طليعته الأستاذ الدكتور/ محمد بن سريع بن عبدالله السريع الأستاذ بقسم القرآن وعلومه بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وفقه الله، حيث أخذ كتاب الجمعية وأمانتها بقوة، وصال بها وجال، وعرّف بها القاصي والداني، وأصبحت (تبيان) في عهده معرفةً لا يلحقها التنكير، ومعلماً لا تخطئه الأعين، ولم تكن تلك همته بمفرده، بل انضم إلى ذلك الخبرات العلمية والعملية والعلاقات الواسعة التي يتمتع بها نائبه، وهو الأستاذ الدكتور/ فهد بن عبدالرحمن الرومي صاحب المصنفات الواسعة الانتشار، وزاد تلك الفترة من فترات الجمعية انضمام الدكتور ناصر بن محمد العشوان الدوسري أميناً للجمعية، وهو الشاب المتوقد حماساً المتوثب أفكاراً. ولقد شارك في توسيع نطاق عمل الجمعية كوكبة من المتخصصين من مختلف الجامعات، فكانوا رسل خير للجمعية ولمجتمعاتهم، ومنهم صاحب الفضيلة الأستاذ الدكتور/ أحمد بن علي السديس عميد كلية القرآن الكريم بالجامعة الإسلامية، وأستاذ كرسي الملك عبدالله للقرآن الكريم بالجامعة الإسلامية، ورئيس لجان التحكيم في مسابقات القرآن الكريم الدولية والمحلية. والاستاذ الدكتور عيسى بن ناصر الدريبي الأستاذ بجامعة الملك سعود، ورئيس اللجنة العلمية لتبيان في الدورة الرابعة، والدكتور أحمد بن عبدالله الفريح عميد المعهد العالي للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في جامعة أم القرى، والدكتور/ ناصر بن سعود القثامي وكيل كلية الشريعة بجامعة الطائف، والدكتور فهد الوهبي عميد التعليم عن بعد بجامعة طيبة، والدكتور عبدالعزيز بن سليمان المزيني رئيس قسم القرآن وعلومه بجامعة القصيم، والأستاذ الدكتور عبدالعزيز بن محمد السحيباني الأستاذ بقسم القرآن بجامعة الإمام. ولم تكن تلك الجهود العظيمة مقصورة على هؤلاء العظام، بل اشترك في بناء هذا الصرح أعلام نبلاء ومشايخ فضلاء من خلال إشرافهم على فروع الجمعية التي بلغ عددها أكثر من عشرين فرعاً، وكل فرع منها يمثل جمعية مستقلة. ولولا ضيق المساحة هنا لضّمخت هذه الصفحات بذكرهم، وعطرت أسماعكم بأعمالهم. كانت فترة رئاسة الدكتور السريع للجمعية فترة خصبة حيث توسعت فيها فروع الجمعية وتضاعفت مطبوعاتها وتنوعت مشاركاتها وإسهاماتها، وضربت في كل محفل مبارك بسهم. حتى لقد عبر أحد الباحثين عن ذلك فقال: لقد طبعت جمعية تبيان من الكتب في تخصص الدراسات القرآنية الحديثة ما لم تطبعه الجامعات المحلية مجتمعة.! لقد لخّص صديقي وزميلي الأستاذ الدكتور عيسى الدريبي ما أنجزه أ.د محمد السريع في الجمعية بخاطرة عنون لها ب: (لقد أرحت من بعدك يا أبا معاذ).