واقع الإسكان الذي نعيشه هذه الأيام يمر بمنعطف خطير، لن أتناول تصريحات الوزير الأخيرة وما أثير حولها، ولكن سوف أتناول ماذا فعلت وزارة الإسكان منذ أن تم إنشاؤها، فقد كانت هيئة ثم تحولت إلى وزارة، ماذا قدمت؟ لا شيء فقط تصريحات ومؤتمرات تنظير ولكن على الواقع لا يوجد عمل يذكر. القضية ليست معقدة إلى هذا الحد هناك أراض تم تخصيصها بملايين الأمتار وهناك مبالغ مالية ضخمة تم وضعها أيضا لهذا الغرض، ولكن رغم كل هذه التسهيلات لم تنجح الوزارة في إسكان المواطنين، هذا الفشل المتكرر خلق نوعا من الإحباط لدى الجميع، فالمواطن لم يعد يثق في التصريحات أو الرؤيا أو الاستراتيجية التي يقولها أي وزير إسكان.. ما يبحث عنه المواطن هو السكن الحقيقي، كنت أتمنى أن أكتب هذا المقال مصورا حتى نشاهد مشاريع وزارة الإسكان محاطة بالكثبان والأتربة، الواقع لا يوجد أي فكر في تطوير هذه المساحات الشاسعة. كرة الثلج التي يدحرجها وزراء الإسكان من فترة إلى أخرى مرة بتجميع النقاط ومرة بالفكر لم تعد تجدي في تحسين صورة الوزارة، كما قلت، المواطن يبحث عن سكن حقيقي، ان شأن الوزارة في الاستراتيجية والخطط هو شأن داخلي للوزارة والمواطن لا يعنيه كثيرا هذا الكلام، متى ما استطاعت الوزارة تأمين السكن المناسب فقد حققت الرضى التام ولا حاجة لها في عقد أي مؤتمر فالجميع سوف يكونون راضين تماما بعملها وإنجازاتها. ربما هناك خلل واضح في أداء الوزارة.. أين المطورون والمنفذون لهذه للمشاريع، نحن بحاجة إلى شركات عملاقة ودولية كي تنفذ حلم المواطن في تأمين سكن. هناك مطورون محدودون بإمكانيات صغيرة ومحدودة هم من ينفذون مشاريع الوزارة.. إذا استمرت الوزارة على هذه الوتيرة لن نحصل على سكن في أي فترة حالية ولا مستقبلية، وأتساءل من هو المستفيد من تعطيل أو تأخير مشاريع الإسكان؟ إذا فرضنا حسن النية فالمستفيد الأول هم تجار العقار والذي أصبح سعر متر الأرض لدينا الأعلي عالميا، كما قلت في البداية.. القضية ليست معقدة هي فقط تحتاج اصرارا وعزيمة وعملا حقيقيا على الأرض.