أكد الامير الدكتور تركي بن محمد بن سعود وكيل وزارة الخارجية السعودية أن هناك ارتياحا لمدى التوافق والتقارب في وجهات النظر بين الدول العربية ودول أمريكا الجنوبية تجاه العديد من القضايا الدولية، مشيدا بالمواقف الايجابية لدول أمريكا الجنوبية المساندة والداعمة للقضايا العربية. وأشار الأمير تركي خلال اجتماع مجلس كبار المسؤولين في وزارات خارجية الدول العربية ودول امريكا اللاتينية إلى أن "هناك فقرات معلقة في القضايا التي يناقشها الاجتماع بين الجانبين، لذلك سنبدأ بها لمحاولة الوصول إلى توافق بشأنها لعرضها على قادة قمة الدول العربية ودول امريكا الجنوبية". من جانبها، أشارت ماريا دولاريس منسقة دول أمريكا الجنوبية، رئيسة وفد البرازيل في الاجتماع إلى النجاح الذي تم تحقيقه بين الجانبين خلال الفترة الماضية. وقالت: "حققنا خلال العشر السنوات الماضية تقدما كبيرا واستمتعنا بعلاقات من الصداقة رغم أننا بدأنا آنذاك من الصفر، ولقد ساعدتمونا بكثير من الجهود ولذلك البرازيل تقيم هذا المنتدى وتسهم بشكل كبير لإنجاحه". وأضافت دولاريس: "لدينا بعض النقاط المعلقة، ونؤكد أننا سنتمكن من التوافق حول هذه النقاط المتعلقة بأقاليمنا، ونشعر أن دولنا ستجد طريقها الصحيح والسليم إذا قامت بالتركيز على هذا التعاون". وتابعت: "أريد أن أبرز خلال هذا الاجتماع الرابع أن هذه المشاركة الفعالة تسهم في انجاح هذه القمة خاصة أن لدينا عملا كبيرا ملقى على عاتقنا". من جهته، أشاد السفير فاضل جول الأمين العام المساعد للجامعة العربية للشؤون السياسية بالجهود المبذولة في الاجتماعات التحضيرية للقمة، وقال: "إن مسودة إعلان الرياض المطروحة عليكم -والتي تم التوافق عليها خلال الاجتماع المشترك لوزراء الخارجية العرب ودول امريكا الجنوبية على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة في سبتمبر الماضي- تعكس حجم التوافق بين الجانبين حول معظم القضايا المطروحة للنقاش، مشيرا إلى أهمية حسم المواضيع مصدر الخلاف خلال الاجتماعات التحضيرية، بحيث لا يتم النقاش حولها مرة أخرى". وأضاف: "نسعى إلى التوافق حول القضايا الخلافية لنبدأ مرحلة جديدة من التعاون والعلاقات الودية القائمة على المنفعة المتبادلة والمصلحة المشتركة بين الجانبين". وصرح مدير إدارة الأمريكتين بالجامعة العربية السفير ابراهيم محيي الدين أن الاجتماع سيناقش الموضوعات المدرجة على جدول الأعمال للقمة العربية الامريكية وحسم القضايا والتوافق حول مشروع اعلان الرياض، الذي سيصدر في ختام اعمال هذه القمة، بالإضافة إلى بيان ختامي يتضمن أهم القضايا المعروضة على الاجتماع، موضحا أن مشروع جدول أعمال القمة يتضمن عددا من القضايا السياسية التي تهم الجانبين، وفي صدارتها القضية الفلسطينية، إلى جانب تطورات الاوضاع في سوريا واليمن وليبيا، والإرهاب، وتطورات المؤتمر التاسع لمراجعة معاهدة عدم الانتشار النووي، والدورة العشرين لمؤتمر أطراف اتفاقية الأممالمتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ والمقدمة من جانب بيرو، الى جانب القضايا التي يركز عليها الجانب الامريكي الجنوبي ومنها قضية جزر المالفينوس المتنازع عليها بين الارجنتين وبريطانيا. وأشاد محيي الدين بموقف دول امريكا الجنوبية ودعمها المتواصل للقضية الفلسطينية، مشيرا الى ان هذه الدول كانت سباقة الى الاعتراف بفلسطين كدولة عضو غير مراقب في الاممالمتحدة. الجدير بالذكر أن قمة الدول العربية ودول أمريكا الجنوبية بمثابة منتدى للتنسيق السياسي بين الدول العربية ودول القارة الأمريكية الجنوبية، كما أنها تساند مواقف الدول النامية داخل المحافل والمنظمات الدولية في قضايا مثل: إصلاح الأممالمتحدة، واحترام القانون الدولي، ورفض التحركات الدولية أحادية الجانب، ومساندة تبني منظمة التجارة العالمية جدول أعمال ذي طابع تنموي، وتنفيذ الأهداف الإنمائية للألفية، بالإضافة إلى المساهمة في تحقيق السلام الدولي عن طريق نزع السلاح، وهي أيضاًً تجمع دولي مهم يوفر آلية لبحث سبل التعاون والتنسيق الجنوبي - الجنوبي في مجالات الاقتصاد والثقافة والتربية والتعليم والتكنولوجيا وحماية البيئة والسياحة وغيرها من القطاعات المتعلقة بالتنمية المستدامة، والمساهمة في تحقيق السلام العالمي، لاسيما وأنه يتم على هامش أعمال القمة عقد لقاءات لرجال الأعمال من الدول الأعضاء.