تحدث المهندس محمد السويكت، رئيس المؤسسة العامة للخطوط الحديدية، قبل أيام قليلة في جدة أمام جمعية الهندسة المدنية عن واقع مشروع قطار خادم الحرمين الشريفين الذي يربط العاصمتين المقدستين بمشروع السكة الحديد بطول ما يقارب أربعمائة كيلو متر وبقطار يعمل بالطاقة الكهربائية وبسرعة ثلاثمائة كيلو متر في الساعة، علما بان هذا المشروع يربط مدينة جدة عبر مطار الملك عبدالعزيز وكذلك مدينة الملك عبدالله الاقتصادية برابغ، والوقت المتوقع للانتهاء من هذا المشروع والبدء في التشغيل سيكون بحلول نهاية العام 2016م. ولا شك أن هذا المشروع العملاق التنموي المستدام سيمثل نقلة هامة لقطاع النقل العام بالمملكة وسيفرز نتائج إيجابية كبيرة على صعيد مستويات الفرص الوظيفية والتي جاءت بحسب التصريح بأكثر من ثلاثة آلاف فرصة وظيفية، وكذلك الأثر الخدمي الذي انشئ من اجله هذا المشروع وهو خدمة المعتمرين والحجاج والذي مخطط له أن ينقل أكثر من مائة مليون راكب سنويا وكذلك الآثار الاقتصادية المتوقعة من ايرادات مصاحبة سواء أكانت مباشرة أم غير مباشرة. في واقع الأمر ان المملكة صاحبها التوفيق بحمد الله في العديد من المشاريع المستدامة والتي ساهمت بشكل كبير في رفع مستويات التنمية ويأتي على رأسها بطبيعة الحال مشروع الهيئة الملكية للجبيل وينبع، وان كان تطوير مشروع السكة الحديد ظل يتيما لعقود طويلة من الزمن رغم المطالبات الكثيرة بتوسيع شبكة السكة الحديد إلا ان أولويات المشاريع التنموية دائماً تقف عائقا أمام هذا التطوير، ومؤخرا والحمد لله تم الشروع في هذا المشروع وغيره من مشاريع تطوير السكة الحديد، وأن تصل متأخرا خير من ألا تصل أبدا، وهذا بالفعل ما نطالب به وهو التركيز ووضع الأولوية للمشاريع التنموية المستدامة، والتي تساهم بشكل فاعل في تنمية المملكة وتعزيز مستوى الخدمات وموقعها التنافسي حول المنطقة والعالم. ما نأمله في المستقبل تحديدا، ان مثل هذه المشاريع تصاحبه آثار جانبية عدة على المستوى الثقافي والاجتماعي والاقتصادي للبلد، ودائما ما تساهم مشاريع البنية التحتية في خلق فرص عدة على جميع المستويات، فنحن الآن أمام تحدٍ لوضع رؤية شاملة تتوازى مع وتتقاطع مع المشاريع العملاقة المتاحة في البلد، فعنصر التكامل ستكون له آثار بالغة في خلق مستويات نمو عالية ومستوى معيشي مرضٍ للمواطن. ختام ، يجب ألا نغفل الرؤية الاستراتيجية لخدمات النقل عبر السكة الحديد والتطوير المستمر لهذه الشبكة والخدمات المصاحبة، وألا يكون اليتم والتباطؤ هو مصير مشاريع السكة الحديد، والعمل بكل جد ليصبح النقل عبر وسيلة القطار من الوسائل المتاحة وبكل يسر أمام المواطنين والمقيمين، وجزءا لا يتجزأ من الثقافة العامة للبلد، وهذا هو الأهم.