قبل أن أنتقل إلى الحديث عن دورة جديدة لمجلس إدارة الجمعية، وعن فريق جديد تسلم إدارتها وواصل مسيرتها الطموحة، لا أنسى توجيه الشكر الجزيل والثناء العاطر على الدعم السخي من صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور سلمان بن سعود بن عبدالعزيز آل سعود عضو شرف الجمعية وعضو هيئة التدريس بقسم القرآن وعلومه بكلية أصول الدين بجامعة الإمام سابقاً، وصاحب السمو الأمير عبدالعزيز بن فهد الفيصل الفرحان آل سعود، فقد كان لهما على الجمعية أياد بيضاء، فجزاهما الله خير الجزاء. أما عن الجمعية ومجلس إدارتها الجديد الذي تشكل من خلال اختيار الجمعية العمومية له، وواصل وضع لبنات التأسيس للجمعية التي لم يتجاوز عمرها ثلاث سنوات، فقد نال شرف خدمة الجمعية في دورتها الثانية فريق متنوع الخبرات متعدد المهارات، كان على رأسه فضيلة شيخنا وأستاذنا أ.د. زاهر بن عواض الألمعي، أستاذ الدراسات العليا بقسم القرآن وعلومه وعضو مجلس الشورى سابقاً، وهو الشاعر الأديب العَلَم، الذي وضع كل خبراته وإمكاناته وعلاقاته في خدمة الجمعية، وكان نائبه في رئاسة الجمعية أ.د. عادل بن علي الشدي، أستاذ الدراسات العليا في القرآن وعلومه بجامعة الملك سعود، والأمين العام المساعد لرابطة العالم الإسلامي سابقاً، وهو المعروف بهمته العالية وعقليته التخطيطية وبصيرته الثاقبة، وسارت سفينة الجمعية بقيادة هذين الربانين الحكيمين يسندهما فريق متجانس يمثله شيخنا وأستاذنا أ.د. محمد بن عبدالرحمن الشايع أستاذ الدراسات العليا بقسم القرآن بجامعة الإمام ورئيس هيئة تحرير مجلة تبيان، والأستاذ الدكتور مساعد بن سليمان الطيار أستاذ الدراسات العليا بجامعة الملك سعود والباحث المحقق المعروف، والأستاذ الدكتور عماد بن زهير حافظ أستاذ القرآن وعلومه بالجامعة الإسلامية وإمام مسجد قباء صاحب الخلق الجميل، والأستاذ الدكتور إبراهيم بن محمد الحميضي أستاذ القرآن وعلومه بجامعة القصيم صاحب الخبرات التدريبية والمهارات التطويرية، والأستاذ الدكتور عبدالرحمن بن معاضة الشهري أستاذ القرآن وعلومه بجامعة الملك سعود والمشرف على مركز تفسير الأديب الأريب صاحب الخلق الكريم الذي ما عرفه أحد إلا أحبه، والأستاذ الدكتور سالم بن غرم الله الزهراني أستاذ القراءات بجامعة أم القرى المقرئ المعروف. وتشرفت بالاستمرار أميناً للجمعية مع هذا الفريق المتجانس الطموح الذي انتقل بالجمعية من مرحلة التأسيس إلى النضج وإيتاء الأُكُل، فقد سارت سفينة الجمعية مستعينة بربها، فأثمرت جهود هذا الفريق خطة استراتيجية محْكمة، ورؤية طموحة ورسالة واضحة، وبدأت أعداد مجلة تبيان العلمية المحكمة تصدر تباعاً، وتوالت فروع الجمعية تُفتتح واحدا تلو الآخر، وتوثقت الشراكات والتفاهمات مع المؤسسات والمراكز والجمعية، وأنتجت الجمعية - منفردة أو مشتركة- العديد من البرامج والمواد والإصدارات التي تخدم المتخصصين وحلقات التحفيظ، وتبنت الجمعية التنسيق بين الجمعيات العلمية في العلوم الشرعية، وعقدت ملتقى تنسيقياً حظي برعاية سامية ودعم سخي، وانبثقت منه مشاريع وبرامج واتفاقيات وشراكات. ولم تنس الجمعية رغم كثرة برامجها ومناشطها الجانب العلمي البحثي، فابتكرت جائزة التميز العلمي التي تمنح لأبحاث الماجستير والدكتوراة في الدراسات القرآنية، وقد بلغ عمر الجائزة تسع سنوات، وتنافس في تحصيلها المتخصصون. وطُبعت عشرات الرسائل والأبحاث العلمية، وعقدت العديد من الندوات والملتقيات العلمية.