قال المهندس علي النعيمي، وزير البترول والثروة المعدنية: إن المملكة ليست بحاجة ماسة إلى رفع الدعم المحلي عن الطاقة، رغم ما أدلى به من تصريحات أن تكلفة إنتاج برميل النفط الخام في السعودية من بين أقل التكاليف في العالم، وقال : "نحن نساعد أهلنا في معايشهم، لكن هذا ليس دعماً". وأشار المهندس النعيمي، إلى أن المرء لا يعود ويلغي المساعدة إلا إذا كانت هناك حاجة ملحة لذلك، ولحسن الحظ فإن السعودية في الوقت الحالي لا تواجه مثل هذه الحاجة الملحة. كما رفض خلال حديثه فكرة أن تكون أسعار الطاقة المحلية المنخفضة تمثل دعماً لأن البنزين والكهرباء يباعان بأسعار تزيد على تكلفة الإنتاج. وكشف الوزير - على هامش اختتام فعاليات الاجتماع الوزاري السادس للمنتدى القيادي لفصل الكربون بالرياض أمس - عن عزم الوزارة نشر خطة العمل الخاصة بالمملكة بشأن المناخ والمعروفة باسم المساهمات المحددة على المستوى الوطني الأسبوع المقبل. وتطرق المهندس النعيمي، إلى أن دول العالم لديها كميات كبيرة من الوقود الأحفوري، وأن هناك من يقول: دعونا نتخلص من الوقود الأحفوري من أجل التغيرات المناخية، ونحن نقول : هذا فكر خاطئ، فالواجب الاجتهاد وتطوير تقنيات لجعل الوقود الأحفوري صديقا للبيئة. وأضاف : "ناقش المؤتمر تجارب كل دولة في مجال الوقود الأحفوري والكربون، وأن السعودية لديها تجربة بدأت بها قبل ستة أشهر، على أن تخرج نتائجها خلال عامين إلى ثلاثة أعوام، وهذه مشاريع طويلة المدى ومردودها كبير لكن أهم ما فيها الذهاب إلى المعامل وأخذ وحجز ثاني أكسيد الكربون والغازات الأخرى وحقنها في الأرض لرفع كفاءة استخراج البترول من الأرض". وفيما يخص إمكانية تأسيس شركات لتحويل الكربون إلى مطاط ومواد خام في المرحلة المقبلة، ذكر المهندس النعيمي أن السعودية تعمل في هذا الأمر حالياً، والعمل في مراحل تجريبية حالياً، لكن الغرض منه إثبات هذه التكنولوجيا لتقليل الانبعاثات. كما شدد وزير البترول والثروة المعدنية، على أن السعودية لديها حقول يستخرج منها بنسبة 50% وأخرى بنسبة 70%، والمملكة تهدف إلى رفع استخراج البترول من الحقول التي كانت نسبة الاستخراج منها 50% إلى نسبة 70% بعد حقن الأرض بالكربون. ووصف النعيمي، مزيج الطاقة العالمي بالأمر الجيد والمستحسن، وهو آخذ في التغير والتطور، مبيناً أن الأشكال المختلفة من مصادر الطاقة المتجددة، مثل الطاقة النووية والشمسية وطاقة الرياح، يتم استخدامها بشكل متزايد باعتبارها مكملة لأنواع الوقود الأحفوري، ولا بديلا عنها. وأشار إلى أن الطبيعة أسهمت في دفع عجلة التنمية الاقتصادية عالمياً لمئات السنين، وفي تحقيق تطور هائل في شتى الدول وفي جميع مناحي الحياة بدءًا من قطاعات النقل والتعليم والرعاية الصحية، وانتهاءً بقطاع البنية التحتية، منوهاً إلى أن ذلك حدث بفضل الطاقة المستمدة من الوقود الأحفوري بأنواعه التي منّ الله بها على المملكة. وتطرق إلى أن الدول النامية في المستقبل بإمكانها الاستفادة من هذه الموارد، وأن تُسهم التقنية والابتكار في المساعدة على التقليل من أي آثار جانبية لاستخدام الموارد. وبين النعيمي أن التغير المناخي هو تحد يمكن التعامل معه من خلال الابتكار والإبداع والتقدم في مجالات التقنية والبحث، وقال: "سيكون استخدام جميع أشكال الطاقة ضروريا لتلبية احتياجات الأجيال المستقبلية ومتطلباتها"، لافتا إلى أن المنتدى القيادي لفصل الكربون يحظى بأهمية كبيرة لدى جميع دول العالم مع اتفاقنا على أن خفض الانبعاثات الضارة والتعامل مع التغير المناخي يمثلان أولويةً على المستوى العالمي. وأضاف: "جميع الدول الممثلة في المنتدى القيادي لفصل الكربون وغيرها توافق على أن تقنية استخلاص الكربون وتخزينه تمثل جزءًا بالغ الأهمية من السعي العالمي لخفض الانبعاثات المسبّبة للاحتباس الحراري، والكل متحد ومتفق على الوقوف معا وراء هذا القصد". وأبان وزير البترول أن هذا الاتفاق يتجلى ووحدة العمل من خلال الجهود الجبارة التي تبذل هنا وهناك في جميع أنحاء العالم لإجراء الأبحاث الخاصة بتقنية استخلاص الكربون وتخزينه وتطويرها وتوظيفها وإيصالها إلى جميع الجهات ذات العلاقة. وزاد بقوله: "العديد من المشروعات التجارية الضخمة والمجدية اقتصادياً والمتصلة بهذا الأمر ترى النور في مختلف أنحاء العالم، واسمحوا لي باغتنام هذه الفرصة لأثني على هذه الجهود، بما فيها الجهود التي تبذلها المملكة، التي تحقق تقدما مطردا وملموسا على أكثر من صعيد". واستطرد: نقدر الدور الكبير الذي يقوم به المنتدى القيادي لفصل الكربون في تشجيع هذه الجهود وتحفيزها، ونتطلع إلى أن نسمع خلال فعاليات اجتماعنا هذا عن تحقيق المزيد من التقدم في هذه المجالات، كما نأمل أن تواصل الحكومات التزامها المتعلق بتوظيف الكفاءات والقدرات والموارد البشرية والاستثمارات والأبحاث المتعلقة بهذا المجال. ولفت النعيمي إلى أن التقنية وبقدرة الإنسان يستطيع على التغلب على التحديات التي تبدو صعبة أو عصية على الحل، وذلك من خلال العمل التعاوني، وأن ذلك ليس بمستغرب في تاريخ الإنسان، حيث ثبت ذلك عدة مرات عبر التاريخ، مبيناً أن أحد أهم إنجازات المنتدى القيادي لفصل الكربون ما نلاحظه من تقدم في هذا المجال انطلاقا من إيماننا جميعا بأهميته وبأهمية العمل معا كشركاء وأصدقاء ومتعاونين، مؤكداً أن المنتدى القيادي لفصل الكربون يمثل جانبا مهما في إطار الجهود التي تُبذل عالميًا للاتفاق حول بنود اتفاقية الأممالمتحدة الإطارية بشأن التغيُّر المناخي. جولة على المنتدى القيادي ويبدو الأمير عبدالعزيز بن سلمان