يعد أحمد الجلبي الذي توفي صباح امس ابرز شخصية دفعت الولاياتالمتحدة إلى غزو العراق، من خلال تشجيعها على الدخول في هذه الحرب من دون توقعات حقيقية ما أدى إلى كوارث ومآس لا تحصى. واعتمدت واشنطن على معلومات قدمها الجلبي لتبرير غزوها للعراق وكان ايمانها الخاطئ به وبحزبه "المؤتمر الوطني العراقي" بان يحكم بعد سقوط النظام الا ان ذلك في النهاية جر الولاياتالمتحدة الى مستنقع استمر تسع سنوات. ولد الجلبي من عائلة بغدادية ثرية، لكنه غادر البلاد منتصف الخمسينيات وقضى معظم حياته في بريطانياوالولاياتالمتحدة حيث حصل على شهادة الدكتوراة في الرياضيات. واسس الجلبي المؤتمر الوطني العراقي مع شخصيات معارضة اخرى في مطلع التسيعنيات ونسق لاحدى الانتفاضات الكردية منتصف التسعينيات، لكنها فشلت، وتمكن من الفرار الى الولاياتالمتحدة ولم يعد الا مع الغزو الامريكي. واعربت شخصيات اميركية في ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش عن املها ان يقود الجلبي البلاد بعد سقوط نظام صدام. وكان الجلبي الشخصية المفضلة لدى واشنطن عام 2003، لكنه فقد موقعه بعد ان اكتشفت الولاياتالمتحدة ان المعلومات التي زودها اياها حول اسلحة الدمار الشامل وتنظيم القاعدة كانت كاذبة. وتعرض منزل الجلبي في مارس عام 2004، الى مداهمة من قبل الجيش الاميركي والشرطة العراقية واستولوا على وثائق واجهزة حاسوب، والتهمة الوحيدة التي اعلنت بعد هذه العملية انهم عثروا على اوراق نقدية مزورة. ولاحقت الجلبي شبهات متكررة بالفساد وأدين من قبل محكمة أردنية باختلاس أموال من بنك البتراء عام 1992، وهي قضية يدعي ان وراءها دوافع سياسية. وبعد الاجتياح، تولى الجلبي رئاسة دورية لمجلس الحكم الذي شكلته واشنطن لادارة البلاد، وعمل الجلبي رئيسا لهيئة اجتثاث البعث التي تاسست بعد الاجتياح بشكل مباشر لابعاد البعثيين عن المناصب في الدولة حتى اعفائه منها عام 2011.