نحن في فترة غير عادية من الوفاق في حروب الإنفاق من قبل عمالقة التكنولوجيا. فقط لا نتوقع من الهدوء أن يستمر. جوجل ومايكروسوفت وأمازون - ثلاثة من أكبر المشغلين في العالم لتقنيات الإنترنت - تنفق مجتمعة أكثر من 20 مليار دولار سنويا على النفقات الرأسمالية، بما في ذلك تكاليف بناء مراكز البيانات وشراء معدات الحاسوب للحفاظ على خدمات الويب العالمية على التوالي. بعد بضع سنوات من الزيادة السريعة في تلك النفقات الرأسمالية، تبدو الأرقام الآن أقل لفتا للانتباه. بشكل جماعي، الإنفاق الرأسمالي من قبل عمالقة التكنولوجيا الثلاثة ارتفع فقط بنسبة 2.4 في المائة في الأرباع الأخيرة، وذلك وفقا لتحليل البيانات المالية للشركات. وجاء ذلك بعد قفزة جماعية مقدارها 42 في المائة و89 في المائة، على التوالي، خلال السنتين الماليتين السابقتين. في أمازون، تراجعت النفقات الرأسمالية في الواقع، بنسبة 12 في المائة، في الأشهر التسعة الأولى من هذا العام مقارنة مع الإنفاق في نفس الفترة من العام الماضي. الشركات لا تكشف عادة عن مكونات النفقات الرأسمالية، ولكن كل واحدة من الشركات الثلاث الكبار قامت بتسريع الإنفاق لدعم الويب التابع لها وخدمات الهاتف الجوال ولبناء أعمال لتأجير القدرة الحاسوبية الكبيرة لشركات أخرى. وفي حين أن إنفاق أمازون يشتمل أيضا على المستودعات الضخمة للأعمال التجارية والتجارة الإلكترونية، فقد تفردت الشركة بتنمية أعمال الحوسبة السحابية لخدمات ويب أمازون بوصفها السبب الرئيسي لقفزة الإنفاق في السنوات الأخيرة. أصبحت النفقات الرأسمالية عنصرا كبيرا في مناورات شركات التكنولوجيا للتفوق الرقمي. إن التأخير حتى بمقدار جزء من الثانية في دفع أحد الإعلانات على الهواتف الجوالة، أو في إدارة توقعات مبيعات التجزئة في العطلة، من المحتمل أن يكون خسارة لأعمال عمالقة الويب. وهذا يجعل الاستثمارات في شبكات الحوسبة مجالا هاما تجب مراقبته. الإنفاق الرأسمالي في جوجل (أعني مجموعة ألفابت) هو ممتع بوجه خاص لأن النفقات هناك قد حصلت على نظرة فاحصة منذ وصول روث بورات، التنفيذية السابقة في مورجان ستانلي، إلى جوجل لتشغل منصب كبيرة الإداريين الماليين. بعض المحللين انتقدوا الشركة في العام الماضي على قيامها ببناء مراكز لخوادم الكمبيوتر مترامية الأطراف قبل أن يكون لدى جوجل استخدامات فعلية لهذه الأجهزة. لكن لاحظ ما يلي: ارتفعت النفقات الرأسمالية النقدية للشركة بنسبة 5.5 بالمائة فقط في الأشهر التسعة الأولى من عام 2015. وفي عام 2014، كانت بنسبة 49 في المائة مقارنة مع الأرقام المسجلة في العام السابق. وفي المكالمات الأخيرة بشأن الأرباح، بعث التنفيذيون في كل من الشركات رسالة مفادها أن مستويات الإنفاق "الخافتة"، حسب تعبير بورات حول الإنفاق في جوجل، لن تصبح بالضرورة نمطا سائدا. حتى في الوقت الذي تتطلع فيه بارتياب إلى كل علب ريد بول تلك الموجودة في مطابخ موظفي جوجل (التي تقدَّم للموظفين مجانا)، قالت بورات الأسبوع الماضي للمحللين إننا في عام 2016، "نرى تسارعا في الاستثمار نظرا لطبيعة الأعمال التي نقوم ببنائها". التنفيذيون في أمازون ومايكروسوفت بالمثل لم يلتزموا بإبقاء الغطاء على الإنفاق الرأسمالي. قال رئيس أمازون للعلاقات بالمستثمرين خلال مكالمة الشركة حول الأرباح الأسبوع الماضي: "معدلات النمو والهوامش وتوقيت النفقات الرأسمالية يمكن أن تشكل صعوبات". وقال كبير الإداريين الماليين في مايكروسوفت إنه من المتوقع للشركة "تسريع" الإنفاق على مراكز البيانات والمعدات الرأسمالية لشركات الحوسبة السحابية خلال الفترة المتبقية من السنة المالية المنتهية في يونيو المقبل. بالتالي فإن أسباب تباطؤ الإنفاق مؤخرا غير واضحة بعض الشيء. هل يصبح عمالقة التكنولوجيا أكثر كفاءة في كيفية إنفاق المال على التكاليف الرأسمالية، أم إنهم يتباطأون بعد أن شهدوا مرحلة من التوسع السريع لمركز البيانات؟ بغض النظر: السحابة لا تذهب إلى أي مكان، ولا حتى الهواتف الجوالة أو مقاطع الفيديو المضحكة على يوتيوب. محطات الخوادم العملاقة المذكورة لا تبني نفسها بنفسها. بالتالي فإن حدوث ارتفاع في الإنفاق الرأسمالي أمر لا مفر منه.