أوضح المستشار النفسي الاجتماعي مترك بن سلطان الخنفري ل "اليوم" أن عقوق الوالدين دليل على انحراف خطير في المجتمع عن شريعة الله التي جعلت رضا الله في رضا الوالدين وسخطه في سخطهما. وأكد أن عقوق الوالدين ينتج لعدة أسباب أهمها سوء التربية، فعندما لا يربي الوالدان أولادهما على التقوى والبر والصلة وطلب المعالي فإن ذلك سيقودهم إلى التمرد والعقوق، مشيرا الى أن الصحبة السيئة تضعف أثر التربية في الأبناء وتجرئهم على العقوق. وقال الخنفري: إن كثيرا من الأزواج إذا حصل الطلاق بينهما لا يحصل الطلاق بإحسان كما أمر الله - سبحانه وتعالى - به بل تجد كل زوج يفكر في إبعاد الأولاد عن الآخر، ومن الأسباب المؤدية إلى العقوق أيضا التفرقة بين الأبناء فهذا يورث بين الأبناء الشحناء والبغضاء فتسود بينهم روح الكراهية ويقودهم ذلك إلى بغض الوالدين وقطيعتهما. وبين الخنفري أن من سبل علاج عقوق الوالدين توعية الأبناء منذ الصغر بحق الوالدين والترغيب في برهما والترهيب في عقوقهما، وهنا يبرز دور الأسرة والمدرسة والمسجد والمجتمع، فبعض الوالدين إذا شتمه طفله وهو صغير يسكت ولا يعدل سلوكه ويتعود الطفل على رفع الصوت والشتم والخطأ بحق أمه وأبيه فتنعكس سلبا على شخصية الطفل وتنمو مع المراحل العمرية حتى يتعود على هذا الخطأ في حق والديه دون تأنيب ضمير لأنه نشأ على ذلك. من جهته قال المحامي والمحكم القضائي عبد الكريم القاضي: إنه وحسب قرار وزارة الداخلية رقم 2000 وما ورد في فقرته 11 فان الاعتداء على أحد الوالدين بالضرب من الجرائم الكبيرة الموجبة للتوقيف ما لم يحصل تنازل. وقد وجدت سوابق قضائية وصلت عقوبة العاق فيها إلى السجن 15 عاما لدى قاضي المحكمة الجزائية بالجوف الذي أصدر حكما بالسجن لمدة 15 عاما على شاب عاق لوالديه تطاول عليهما عدة مرات، وبعد ثبوت عقوقه لوالديه واعترافه بضربهما وتهديده والدته بالسكين، بالإضافة إلى تطاوله على والديه ورفع صوته في مجلس الحكم وتنكره لفضلهما. يذكر أن محاكم المملكة استقبلت خلال العام الماضي 260 دعوى قدمها أمهات وآباء يشكون عقوق بناتهم وأبنائهم. وتصدرت العاصمة الرياض قائمة المدن الأكثر دعاوى بواقع 87 قضية عقوق والدين، وجاءت مدينة الجبيل ثانية بفارق كبير بينها وبين المتصدرة بواقع 12 قضية عقوق والدين.