فيما أعلن في القاهرة عن انتشال جثث 179 من ضحايا الطائرة الروسية التي سقطت بشكل غامض، في سيناء، عقب أقل من 25 دقيقة من إقلاعها من مطار شرم الشيخ وعلى متنها 224 من الركاب والطاقم، مازال شبح سقوط الطائرة، يُخيم على العلاقات المصرية الروسية، ليُدخلها إلى نفق مظلم متوتر، إن لم يؤثر بالسلب على العلاقات السياسية القوية بين البلدين، فإنه بالتأكيد سيُرهق الاقتصاد المصري، حيثُ تُمثل السياحة الروسية ما يقرب من 35% من إجمالي السياحة الوافدة إلي مصر، وتحتل روسيا المرتبة الأولى بين الدول الأكثر ارتياداً على القاهرة وشواطئها بواقع 2.5 مليون سائح سنويًا. وفي الوقت الذي نفت فيه مصادر مصرية أن تكون الطائرة قد وقعت نتيجة حادث إرهابي، مشيرة إلى أنها سقطت فوق مدينة الحسنة بوسط سيناء نتيجة عطل فني، وأن الطائرة كانت تحلق على ارتفاع 30 ألف قدم، ما يؤكد عدم تعرضها لحادث إرهابي.. وصل، أمس، فريق تحقيق روسي إلى القاهرة، مكون من وزراء النقل والطوارئ والطيران المدني، بالإضافة إلى أطقم البحث والإنقاذ والتحقيق وعدد من المعدات الخاصة بالفرق الروسية... وقالت مصادر قضائية وحكومية في مصر، إن «المحققين المصريين والروس قد بدأوا على الفور فحص محتويات الصندوقين الأسودين للطائرة الروسية المنكوبة التي تحطمت في شبه جزيرة سيناء».. بالتوازي مع معلومات ترددت بأن «الطائرة المنكوبة تعرضت قبل سنوات لحادث بسيط في رحلة من العاصمة اللبنانية بيروت إلى القاهرة». بالسياق، وفيما أعلن تنظيم داعش مسئوليته الكاملة عن إسقاط الطائرة في معقل «ولاية سيناء» - الذراع اليمني له في مصر – بوسط سيناء، نفى خبراء ومحللون، أن يكون للتنظيم يدٌ في سقوط الطائرة، مؤكدين أن الصواريخ المحمولة على الكتف لا يمكن أن تصل لارتفاع 30 ألف قدم.. وربط جثث الضحايا بحزام الأمان يؤكد أن الطيار حذر من مشكلة فنية.وقال الخبير الأمني، خالد عكاشة، إن إعلان داعش مسئوليتها عن الحادث نوع من أنواع المتاجرة ومحاولة استثمار الحادث ونسبه إلى التنظيم، لإرباك الرأي العام المصري والروسي وجهات التحقيق، مؤكدا أنه من المبكر الحديث حول أسباب سقوط الطائرة الروسية قبل انتهاء التحقيقات. وقال عضو المجلس المصري للشئون الخارجية، السفير رخا أحمد حسن، إنه "لا يمكن لداعش أن تتسبب في سقوط الطائرة، وذلك لعدم امتلاكها صواريخ تُصيب أهدافًا على بعد 10 كيلومترات، مؤكداَ أن داعش تحاول نسب الحادث إلى نفسها كنوع من التشويش والبطولة. كان تنظيم داعش الذي تُحاربه روسيا في سوريا بمساندة عربية من جانب مصر، قد أعلن في وقتٍ سابق مسئوليته عن إسقاط الطائرة الروسية، وذلك في مقطع فيديو بثه على شبكة الإنترنت يُظهر الطائرة المنكوبة، ما اعتبره المحللون "تزييفًا للواقع"، وذلك – بحسب المحللون – لأن الفيديو مصور منذ 3 سنوات. ويتخوف اقتصاديون وسياسيون مصريون، من تأثير سقوط الطائرة الروسية على الاقتصاد المصري، فيقول رئيس حزب الجيل المصري، ناجي الشهابي، إن "الحادث جاء في وقت بدأت السياحة المصرية تتعافى ليمثل انتكاسة محتملة على تدفق السياح الروس إلى مصر، معرباً عن أمله في ألا يؤثر هذا الحادث على موسم السياحة، هذا العام.