لم يكن عام 1423/1424ه عاماً تقليدياً في حياتي، ليس لأني حصلت فيه على الدكتوراة، وليس لأني أصبحت فيه إماماً وخطيباً لجامع النور بحي الازدهار بمدينة الرياض، ولكن لأنَّ الله تعالى امتن علي بأن رُشِّحت لأكون أميناً للجنة التأسيسية للجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه، تلك الجمعية التي وُلِدت في ذلك العام، وَوُلِد معها العديد من الجمعيات؛ كجمعية السنة وعلومها، وجمعية العقيدة، والجمعية الفقهية. من قسم القرآن وعلومه بكلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية نشأت فكرة الجمعية، وعبر لجانه كتبت الأحرف الأولى من قواعدها التأسيسية. وصدر قرار مجلس جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية رقم (1384) في 10/1/1423ه بإنشاء الجمعية. تشكلت اللجنة التأسيسية للجمعية من فضيلة الأستاذ الدكتور/ عبدالله بن عبدالرحمن الشثري رئيساً، وكان حينها عميداً لكلية أصول الدين، والأستاذ الدكتور/ علي بن سليمان العبيد وكيل الرئيس العام لشؤون المسجد النبوي، وكان حينها أستاذاً في قسم القرآن وعلومه، والأستاذ الدكتور/ إبراهيم بن سعيد الدوسري، وكان حينها رئيساً لقسم القرآن وعلومه، والدكتور/ خالد بن عبدالكريم اللاحم، وكان حينها وكيلاً لقسم القرآن وعلومه، والدكتور/ عبدالله بن عبدالعزيز الحكمة آل حسين، الأستاذ المساعد في قسم القرآن وعلومه. وتشرفت بأن أكون أميناً لهذه اللجنة. وعندما يكتب المداد هذه الأسماء، وتتزين الأحرف بذكر أولئك الأعلام، يجب أن نتذكر أنهم هم الذين غرسوا البذرة الأولى، ووضعوا اللبنة الأساس لهذا الصرح المبارك "الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه" فهم شركاء بإذن الله في الأجر. كانت مهمة اللجنة الأولى هي الإعداد لانتخاب مجلس إدارة الجمعية، وتسلُّم المجلس المنتخب مهام إدارة الجمعية. وعملت اللجنة عاماً كاملاً في الإعداد لإنجاز هذه المهمة، وتسليم هذه الجمعية لمجلس إدارتها المنتخب. وفي بداية عام 1424ه كانت أول جمعية عمومية قد اجتمعت واختارت مجلس إدارة الجمعية الأول الذي تسلم قيادة الجمعية، وبدأ يمارس مهامه وصلاحياته. وكان أول مجلس إدارة للجمعية يتكون من: أ. د. عبدالله بن عبدالرحمن الشثري رئيساً، وأ. د. إبراهيم بن سعيد الدوسري نائباً للرئيس، وأ. د. زاهر بن عواض الألمعي عضواً، وأ. د. محمد بن عبدالرحمن الشايع عضواً، وأ. د. سليمان الصادق البيرة عضواً، ود. محمد بن صالح الفوزان عضواً، ود. عبدالله بن مقبل القرني عضواً، ود. خالد بن عبدالكريم اللاحم أميناً للمال،ود. العباس بن حسين الحازمي أميناً للجمعية. ورغم صعوبة المهمة، وثقل الأمانة إلا أنَّ هذا الفريق بتوفيق الله، ثم بتنوع خبراته، وتميز إمكاناته، وتعدد جامعاته تمكن من التأسيس السليم للجمعية، وبناء القاعدة الصلبة من لوائح وأنظمة وهوية، والتعريف بها في المحافل المختلفة. لقد أتاح مجال تخصص الجمعية وهو (القرآن الكريم وعلومه) الفرصة الكبيرة لها؛ لتحظى بتقدير ولاة أمر البلاد -وفقهم الله- ودعمهم وتوجيههم. لقد أتاح استقبال خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود «حفظه الله» -عندما كان أميراً لمنطقة الرياض- لمجلس إدارة الجمعية، الفرصة الكبيرة للجمعية للظفر بتوجيهاته ومرئياته، ومن تلك اللحظة بدأت رئاسته «حفظه الله» الفخرية لأعضاء شرف الجمعية، الأمر الذي مثّل نقلة كبيرة للجمعية ومكانتها ونشاطاتها. وللحديث بقية...