لكل إنسان في هذا الكون أصل وانتماء ومرجع يعود إليه وينسب له، له جذور مغروسة في أرض نما وتربى عليها وتغذى وكبر منها، أرض مهما غيرها وذهب إلى أراض مختلفة لابد وأن يحن لها ويرجع إليها ويتملكه الشوق والحنين لاستنشاق نسيمها وهوائها، وكيف وهل يوجد بديل لنسيم وتراب الوطن تلك الأرض التي ترعرع في صغره فيها وعاش طفولته وشبابه بها ولا يريد أن يقضي آخر عمره في مكان آخر غير الوطن لأن تربته لا تشتهي أن تدفن في غير ترابه حتى يندمج معه جسداً وروحاً مع تراب الوطن، الوطن هو ذلك الينبوع الصافي الذي يغدق على أبنائه بالعطاء ولا يبخل عليهم بشيء، الوطن هو من ترخص الدماء ويهون كل شيء في سبيل النضال لأجله وإعلاء رايته ولا شك أن وطننا مستهدف وكثر حوله الحاقدون بنسب ما ليس فيه وإثارة المشاكل والجدل والاتهامات حقداً وكرهاً لما من الله به علينا من الأمن والاستقرار الديني والنفسي، وحتماً قيادتنا الرشيدة تقوم بدور كبير في حفظ وصيانة هذا الوطن المعطاء ببذل الغالي والنفيس حتى ينعم الشعب بالأمان والرخاء، فقد قامت بدورها على أكمل وجه في موسم الحج وقدمت صورة مشرفة لذلك بتوفير سبل الراحة والأمان للحجاج حتى يكون الحج سهلاً وميسراً، ولكن للأسف الشديد أعداء الوطن يترصدون الزلة ويبتدعون الخطأ فعلى الرغم من الحادثة التي حدثت في الحج حادثة تدافع الحجاج في منى، الا أننا على يقين أنها كانت مقصودة من أعداء الدين والوطن لإدخال أحقادهم حتى في أقدس الشعائر الدينية لكن الله يرى ويعلم وهو الحافظ بحفظه والناصر بنصره، ولا ننسى دور أبطالنا البواسل المرابطين في حمى الوطن وحربهم مع الحوثيين حيث لا تنام أعينهم وتظل ساهرة حتى ننام نحن قريري العين، فلا بد لهم من تحية شكر وامتنان وتقدير واحترام، ولعل من أكبر النعم التي من الله بها علينا هي وجود أعظم المقدسات على أرض هذا الوطن الغالي مما يجعله في أمن وحماية مضاعفة من الله في أعالي سماه وحتماً وطن قدم لنا الكثير واحتضننا من الصغر حتى المشيب لابد أن نحميه وندافع عنه، وتحت قيادة الملك سلمان حفظه الله الذي شهد عهده القوة والمتانة والاتحاد لصفوف أبناء الوطن تحت راية الإسلام أدعو له وأقول: ياسلمان العروبة والإباء كلنا أرواحنا لك فداء تقود شعبك نحو المعالي فتأخذنا بحكمتك نحو العلياء تجود بالكرم والعطايا فينهمر منك العطاء والسخاء ولن ننسى عاصفة الحزم التي عصفت بروح العدو نحو الفناء اخلاصك للوطن مضيء كنور الشمس فأنت تقود الوطن للتقدم والنماء أدامك الله ذخراً للبلاد وانعم عليك بالصحة والهناء علم بلادنا الأخضر يرفرف في أعالي السماء حيا العلم والوطن وأرواحنا للمليك فداء