كان في منصب رفيع.. توفي خاله.. ضجت الصحف بالنعي والتعزية له.. بعد فترة وجيزة تم إعفاؤه.. توفي هو بعد شهر.. لم يحظ بتعزية حتى في تويتر. حاول أن يقنعه فقال: لو سمعت بأن كفيفا يريد عبور طريق سريع رفض أن يمسك أحد يده وأصر.. فماذا تقول؟ رد: أعمى ومكابر.. قال: هكذا هو أعمى البصيرة الذي رفض وتجنب من يدله على الحق. ظن أن ثوبه الفاخر والثمين والفريد سيستر عيبه.. ولن يمنع فضيحته.. أخطأ.. فكان مكشوفا. نادته والدته ليناولها الدواء.. فقال: أنا مشغول جدا يا أمي «شوفي الشغالة».. وعاد ليكمل قصيدته في حب الأم وبرها. بكى بين قدمي والده يقول: «آه يالقهر» فاتتني فرص مهمة.. رد والده: المشكلة في أن فرصا كثيرة فاتتك بالماضي.. ولكن المشكلة في الفرص التي ستفوتك مستقبلا حين تكرر نفس أخطائك. كان مفتونا بأخبار وكالة «يقولون» ومهووس بنقلها.. لا يفكر ولا حتى يقرأ او يتأكد.. شغلته خذ وهات.. واستقبل وأرسل.. فأقنع نفسه أنه وكالة أنباء ومصدر. كان يغرد مرارا لدي علاجات مختلفة لكل الأمراض.. تواصلوا معي على هذا الرقم الفلاني.. غاب 3 أيام عن تويتر وكانت أول تغريداته ادعوا لي بالشفاء العاجل. أزعج صاحبه بأعذاره فرد مغاضبا.. يا أخي «الظروف» ليست دوما هي سلة المهملات التي ترمي فيها إخفاقاتك.. وفشلك.. «مغلق للصيانة».. لوحة وضعها على صدره مؤقتا.. حتى يغيّر ما بداخله من النوايا غير الحسنة. والمشاعر المحتقنة. والمكنونات المسخومة.. لعله يجد الحب. حين وجده «متصلا» أدرك أن حتى الأرق له أرصفة يتمدد عليها المهملون.. أكثرَ التوجس وهو ينتظر حظه هناك.. رأف به زميله وقال: ما كتب لك سيأتيك ولو كنت أضعف الناس.. وما كتب لغيرك فلن يأتيك ولو كنت أقوى الناس.. * تباهي بما يقال عنه في أحد المجالس وشعر أنه فوق الجميع.. ذكّره صديقه أن: قيمتك لا يرفعها كثر الحديث عن نفسك.. بل يرفعها حديث غيرك عن فعلك الجميل... حريص.. قضى خمسين دقيقة يزيّن مظهره.. وحين نطق.. وحمق.. في خمس ثوان أفسده.. * دخل محل البيتزا وطلب شاورما قالوا: ما عندنا.. قال: أغبياء يريدون ان يتعبوننا مشاوير بينهم. -قال له: ما عندك زكاة مال؟.. قال: عندي.. رد: اعرف لك مستحقا مضطرا.. قال: الآن محتاجها وسأخرجها بعد أن أعود من دبي في العيد.. * قال بأسى: أحيانا في بعض المواقف.. تشعر أن بودك لو «تطيح» على وجهك بدلا من أن «يطيح» وجهك.. رد صاحبه: لا تقع أكثر من ذلك وارتفع.. * عاد للاستهزاء بالمقدس في الدين ليبرز نفسه بباطل ويشهرها بالسوء.. ليقال عنه مفكر وباحث ومتصالح.. * طَلبته والدته بأن يذهب ببعض زكاتها لفقيرة تعرفها.. عذرا أمي.. سأذهب إلى السوق فزوجتي تريد تبديل حذاء اشترته للعيد.. * أتى للمسجد بلباس لا يرتديه إلا في مطبخ بيته.. وحين أراد الذهاب إلى المقهى المعلوم.. «كشخ» ولبس زينته.. سقط في عينه.. قبل أن يسقط أمامها.. بعدما سلم من الصلاة التفت على صاحبه وفمه ينفث رائحة الدخان وقال: ذبحنا هالمقيم بالثوم ليته ما يجي المسجد ما يجوز. قال له: خذ هذه الرشوة عفوا الإكرامية لمرة واحدة واقسم لك بالله انه لا يرانا ولا يعرف أحد بذلك رد عليه: ومن أقسمت به ألن يرانا أيضا؟ جلس وحده ليحمل نفسه المثقلة.. فسقطت بعض كلماته من فمه عنوة.. حاول أن يغطي ملامح وجهه لكنه كان مكشوفا في عينيه. لم يعرف كيف يكون فارسا في الحياة.. فكان مطية.