-1-رفضتني من أحبها وقالت لي :- عد من حيث أتيت ، فأنا لا أريد أشواكا في طريقي .... امتلكني الصمت وقد كنت أمتلكه من قبل .... عدت من حيث أتيت ... عدت إلى داري ، وليس في بالي شيئاً سوى أن أشتري ممحاة ... وصلت إلى داري ولم أشترِ ممحاة ! .... -2- لن أمزق الصور !.... ولن أندم على ما فات ! ... ولن أقف أمام المرآة لأبحث في وجهي عن نبات الشوك !... كل شيء تركته كما كان ، فربما يؤلمها الندم ، وتعود إلى حكايتي الماضية ، ولا تجد نفسها غريبة عن حكاية كانت لنا !... -3- قبل أن أحبها ... كنت لا أعد الأيام ، ولا أحسب الساعات التي تمر ، لم يكن هناك شيء مميز في حياتي ، أستطيع أن أتباهى فيه أمام مستقبل أيامي . فذات يوم قررت أن أسهر ، وحين رأيت القمر ، تطهرت من سهري ونمت !.... وبعد أن أحببتها ... عرفت يقيناً أن يوم الثلاثاء يأتي بعد يوم الاثنين !...تغيرت كل أموري في الحياة ، احتوتني الكلمات بعد أن كانت متشردة في حياتي ، يجمعها المداد على صفحات أوراقي كل مساء يعضها يرى النور ، والبعض الأكثر يعتنقه الظلام في أدراج مكتبي !... وقفت أمام كلماتي كثيراً أردد قول نزار .... " أكثر ما يعذبني في اللغة.. أنها لا تكفيك .... وأكثر ما يضايقني في الكتابة أنها لا تكتبك.. " .... صدق نزار ... وكذبت أحرفي حين تجرأت لتكتب عنها !.... -4- لن أفتش في خزانة ملابسي ، لأرى ملابسي الجديدة التي ابتعتها لها ، لأبدو جميلاً ، قبل أن تغزوني الأشواك !.... ولن أشم رائحة عطري الذي اشتريته لتعبق بشذاه ... ولن أدفع مالاً لذاك العامل ليزيح الغبار عن سطح سيارتي حين أقترب موعدي معها .... ولن أعود لغرفتي مرة أخرى ، فأنا لا أحب الظلام !.... -5- سأسافر لأقبح مدينة على الخارطة ، حتى لا أتذكرها !... وسأقاطع متاجر الزهور ، حتى لا أخطئ وأنطق باسمها !... وسأترك أصدقائي خلفي ، ولن أنظر إليهم ، فليس هناك في حياتي جديدٌ أتباهى فيه على أسامعهم ! ... وسأعتزل النظر ، فالأعمى لا ير جميلاً ، وأنا أشبه الأعمى بعد فراقنا !.... -5- قالت لي :- لا أريد أشواكا في طريقي.... فعذرتها ... فأنا من كان يضع الأزهار في طريقها !.... وحين تسقط شوكة بين الأزهار ، أسبقها لأدوسها بقدمي قبل أن تدوسها !... ولا ترى دمى قدمي لأنها تعشق الأزهار الحمراء !... -6- قررت أن ترحل عن حكاياتي !.... وقررت أن أستمر على طريق كرامتي !.... فلا شيء يشبهها ككرامتي !... وإن خسرت حياتي ، لن أخسر كرامتي !... فهكذا علمني أبي !... -7- حين سقطت من حكايتي .... سقطت كل نظرات الحسد والغيرة من نظرات من يعرفني بها... وأصبحت حكايتنا فقيرة ، مشردة على الألسن ... ينصح بها من كان صديقي ، لعاشق جديد !... ويذكرها من أراد أن يبكي لفاجعة كبرى !... -8- ها أنا أفارقها ... وها هي تفارقيني .... فمن يثق بالحياة بعد فراقنا ؟!...