طالبت أخصائية التغذية سارة العيسى بوضع مناهج لثقافة الغذاء بالمدارس الحكومية؛ لرفع مستوى الوعي لدى الأطفال وخصوصا بالمراحل الأولى من الدراسة، ووضع استراتيجية حقيقية في كافة المدارس والمدن، لمكافحة السمنة. وأبانت العيسى ل"اليوم" أن هناك العديد من الإيجابيات لإدخال مناهج التغذية في المدراس وذلك لاحتواء الكثير من اخصائي التغذية كموظفين بالإضافة إلى توعية الأسر والطلبة بأهمية الثقافة الغذائية. وقالت: هناك العديد من العادات والأطعمة التي تزيد من معدلات الذكاء لدى الطلبة الصغار وهذا ما يجعل من وجود اخصائيين في المدارس أمرا ضروريا، مشيرة إلى أن العديد من الأطفال في المملكة حاليا يعانون من السمنة المبكرة. وحول أهمية التغذية لدى الاطفال بالمدارس، أفادت العيسى أن التلاميذ في العمر الدراسي يمرون بأهم مراحل حياتهم، فتوفير الغذاء المتوازن الكامل الذي يحتوي على جميع العناصر الغذائية اللازمة للنمو وتوليد الطاقة امر بالغ الاهمية للنمو بشكل صحي. إذ أن الطلاب يقضون اكثر من ثلث يومهم في المدرسة لذا يجب ان يحصل الطفل بالمدرسة على ثلث احتياجاته الغذائية اليومية في هذه الفترة الممثلة في وجبة الافطار والوجبة الخفيفة. حتى نستطيع ان نتفادى المشكلات الغذائية المتعارف عليها كفقر الدم، والسمنة والنحافة المفرطة. ولفتت إلى وجود علاقة وثيقة بين التغذية والتحصيل المدرسي للتلاميذ، حيث يؤثر نقص التغذية على التركيز والانتباه للدروس ويكون الاستيعاب ضعيفاً مما يؤثر على درجاتهم وتفوقهم، وليس هذا وحسب بل يؤثر تناول الغذاء الصحي على اعتدال المزاج، والمحافظة على نسب السكر الطبيعية في الدم، وزيادة قوة التحمل، والإمداد بالطاقة. يذكر أن عدد الوفيات بلغت بسبب أمراض السمنة في السعودية نحو 20 ألف حالة سنوياً، بينما بلغ عدد الأطفال المصابين بالسمنة في المنطقة الشرقية فقط حوالي 7 آلاف طفل، وفقاً لما ذكرته دراسة للمكتب التنفيذي لمجلس وزارة الصحة الخليجي. ووصل عدد الأطفال المصابين بالسمنة في المملكة نحو ثلاثة ملايين ونصف المليون طفل، بينما يمثل نسبة الذين يعانون من السمنة 36% في المائة من السكان في ظل حدوث إصابات بين الأطفال السعوديين بأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم والسكري وانسداد شرايين القلب بسبب السمنة المفرطة.