يحتفي العالم وخصوصاً المملكة المتحدة وأيرلندا بمناسبة مرور قرن ونصف على ميلاد شاعر أيرلندا الكبير "ويليام بتلر ييتس"، إذ ولد ييتس في دبلن في 13 يونيو 1865، وفي سن الثامنة انتقلت عائلته إلى لندن ولكنهم كانوا يمضون الصيف في سيلغو في أيرلندا. وما بين السابعة والتاسعة، عاش ييتس في قصر مارفيل الذي يملكه جده لأمه. كان ييتس يؤمن بالأشباح والجنيات ونلمس ذلك بوضوح في قصيدته "الطفل المسروق" المستندة إلى أسطورة شعبية تقول إن الجنيات يخطفن الناس ويجبرونهم على البقاء معهم. كتب ييتس الشعر وهو في الخامسة عشرة، وفي العشرين نشر قصائده في صحيفة دبلن عام 1911، وأسس مع صديقته الكاتبة المسرحية الليدي جيورجي " المسرح الأدبي الأيرلندي" و قد كتب لها ييتس مسرحية " الكونتيسة كاتلين" وهي مسرحية غاية في الوطنية الأيرلندية، بعدها أسس مسرح "آبي" الشهير في دبلن الذي لا يزال قائماً حتى اليوم. اختير ييتس كعضو في مجلس الشيوخ في أول حكومة أيرلندية من عام 1922 – 1928 حيث عمل جاهداً لإحياء التراث الثقافي الأيرلندي الغني بفنونه المعمارية وآثاره القديمة ومخطوطاته، كما ناضل ييتس من أجل حرية الفنان ضد الرقابة، وفي عام 1923 فاز ييتس بجائزة نوبل في الآداب، ليتوفى شاعر أيرلندا الكبير عام 1939 عن ثلاثة وسبعين سنة ونقل جثمانه إلى أيرلندا بعد الحرب العالمية الثانية ليدفن في كنيسة رودولف قرب مدينة سيلغو. وقد احتفى الأدباء والمثقفون بالمناسبة وأفردت صحيفة "آيريش تايمز" ملفاً عن الشاعر الكبير فكتب البروفيسور روي فورستر أستاذ التاريخ الأيرلندي في جامعة أوكسفورد متناولاً اهتمام ييتس بالسياسة وتأييده للشعب الأيرلندي كما في قصيدته "الدم و القمر" و"بيوت الأسلاف"، وقد كان ييتس يبغض العنف وفي ذلك يقول: "لقد تعلمت أن أعرف أنه لا يأتي شيء عظيم من الكراهية والمرارة". وتحدثت الشاعرة ايفان بولند أستاذة الانجليزية ومديرة برنامج الكتابة الإبداعية في جامعة سانفورد – كاليفورنيا عن كيف ساعدها ييتس لتصبح شاعرة رغم أن قرناً من الزمن يفصل بينهما فقالت : "ويبدو لي أن أكثر ما يهز المرء في تراث ييتس أن هذا الشاعر، الذي كان لديه علاقة مضطربة ومعقدة مع الديمقراطية، أنه في النهاية ترك ابتكاره العظيم متوفراً ليكتشفه أي إنسان". وكتب المحرر الأدبي "فينتان أوتول" عن السبب الذي يجعلنا لا ننسى مسرحيات الشاعر، وكتب تيرنس براون كاتب سيرة ييتس عن الشاعر وأيرلندا في زمنه. ومن قصائد الشاعر الكبير ويليام بتلر ييتس قصيدة بعنوان "عندما تهرمين": عندما تهرمينَ ويشيبُ شعركِ وتكونينَ غارقةً في النومِ، وتهزّينَ رأسكِ قربَ النارِ، خذي إليك هذا الكتابَ، واقرأي على مهلِ، واحلمي بالنظرةِ الرقيقةِ التي كانتْ لعينيكِ ذاتَ مرةٍ، ولظلالِهما العميقِ.