يرى الداعية والمفكر الإسلامي الفلسطيني خباب الحمد أنّ فلسطين أرض إسلاميَّة يمتلكها أهلها سواء أكانوا مسلمين بل حتَّى من المسيحيين بل من اليهود المنتسبين للعقيدة السامرية كما هو حالهم الآن حيث يعيشون فوق جبل من جبال نابلس، وبينهم وبين أهل فلسطين تعايش سلمي، منوهاً الى أنّه ما من أحد من أهل فلسطين يقول إنَّهم والنصارى يجب أن يخرجوا من بلادنا، لكنَّ اليهودي المحتل حينما احتل فلسطين فلقد احتل الأرض وسلب العرض حقها، فهاجر الملايين خارج فلسطين، وسلب اليهود أغلب أراضينا، وأفضلها وأكثرها ثروة زراعية وحيوانية ونفطية وصناعية واستراتيجية. ويرى الحمد أنّ هناك لبساً عند الكثير من فهم كلام ابن القيم رحمه الله حين ذكر أنّ من فوائد قصة الحديبية: (أنّ مصالحة المشركين ببعض ما فيه ضيمٌ على المسلمين جائزة للمصلحة الراجحة، ودفع ما هو شر منه، ففيه دفع أعلى المفسدتين باحتمال أدناهما)، فالأمر في قصة رسول الله وواقعة صلاح الدين مختلفة جداً، منوهاً إلى أنّ رسول الله فعل ذلك وهو يعلم أنّ الله سيوجد له فرجاً ومخرجاً وقد فتح رسول الله مكة فتحاً مظفراً، وصلاح الدين اتفق معهم على ذلك الصلح، لكنَّه استعاد تلك المدينتين، ملمحاً بأننا إذا ما قلنا بالاعتراف التام فهذا يعين التطبيع الكامل والمتطابق مع قرارات عالمية ومنظمات دولية ستشهد عليها وتلزمنا بها، لكن لو قيل يُمكن الاتفاق مع اليهودي المحتل على اتفاق دون تحديد مدة لإقامة دولة فلسطينية على حدود معينة، وذلك تكتيكياً ومرحلياً لا استراتيجيا فالأمر في ذلك مختلف وبناء عليه فيجوز ذلك، لأنّه صلح اتفاقي مرحلي، لا تطبيع نهائي حتمي. وحول ضرورة إصدار فتوى يصادق عليها كبار علماء العالم الإسلامي بالتشاور مع الساسة لأجل إيجاد مخرج شرعي يؤدي لتحقيق مصلحة للأمة، وتشير إلى الاعتراف بالكيان الصهيوني وتعدّ بمثابة هدنة طويلة الأمد، يؤكدّ الحمد أنّ الأمَّة قادرة على مواجهة الكيان الصهيوني المحتل، فإذا كانت قوى المقاومة الباسلة المجاهدة في غزَّة سطَّرت أروع الأمثلة وأنصع الأدلة على أنَّ أطهر سلاح يمكن أن نستبسل فيه للدفاع عن مقدساتنا بعد سلاح العقيدة إنّما يكون بالسلاح العسكري، فإذا كانت تلك العصائب المجاهدة قد دحرت العدو الصهيوني وأجبرته على القبول بهدنة، فإنّ الأمة قادرة على إزالته.