فيما ازداد تدفق المهاجرين الذين يعبرون أوروبا الوسطى قادمين من البلقان للتوجه أساسا إلى ألمانيا، مجددا في نهاية الأسبوع، مع اقتراب فصل الشتاء، وفقا لأرقام رسمية نشرت، أمس، اعتبرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أن الإسلام لا يشكل تهديدا في ألمانيا، على الرغم من أن أغلب طالبي اللجوء من المسلمين، فيما وصف المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأمريكية دونالد ترامب سياسة التعامل مع اللاجئين التي تنتهجها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بأنها "مجنونة". ألمانيا دولة دستورية وقالت ميركل، إن الإسلام لا يشكل تهديدا في ألمانيا، رغم أن أغلب طالبي اللجوء من المسلمين. وقالت لصحيفة "بيلد" الألمانية، أمس: "مثل هذا الشيء يجب ألا يخيف أحدا"، وأكدت أن ألمانيا دولة دستورية تتبني اقتصاد السوق الاجتماعي وحرية الدين وحرية الرأي. وتابعت: "إننا نوضح لمن يأتون إلينا من اليوم الأول: إن هنا تسري قوانين وقواعد للحياة المشتركة التي يتعين عليهم مراعاتها. ولا يمكن أن تكون ألمانيا مكانا للحماية بالنسبة لهم إلا على هذا النحو". وشددت ميركل على ضرورة أن يقبل اللاجئون وطالبو اللجوء ب"المساواة فى الحقوق بين الرجل والمرأة في ألمانيا ". وقالت ميركل: "وسيرى (اللاجئون) أن الإدارة لدينا لا تسري بالشكل الذي يمكن خلاله رشوة أحد بالمال والحصول على النتيجة المرجوة بذلك، إنني مقتنعة أن الأغلبية سوف يتعلمون احترام ذلك كله وتقديره سريعا". واستدركت ميركل بقولها، إن عمليات الترحيل لا تتم بشكل سريع على نحو كاف، وقالت: "وهذا في الواقع ليس مرضيا". وأكدت قائلة: "سوف نتخذ قرارا في هذه المسألة سريعا، وقد أسسنا أربعة مراكز إضافية لذلك من شأنها فحص ما يسمى بالحالات القديمة". وشددت على ضرورة أن تكون عمليات الترحيل "أكثر سرعة واتساقا". وذكرت ميركل أنها غير مندهشة من وجود أعضاء في حزبها المسيحي الديمقراطي لا يتفقون مع هذه السياسة، وقالت: "نحن حزب شعبي كبير يوجد به دائما العديد من التيارات"، مؤكدة في المقابل أنه يتعين عليها تمثيل كافة هذه التيارات، مضيفة أن حزبا شعبيا مثل الحزب المسيحي الديمقراطي يستطيع استيعاب مثل هذه المناقشات. "الاستطلاعات ليست معياراً" وعن تراجع شعبيتها في استطلاعات الرأي، قالت ميركل: "استطلاعات الرأي ليست معيارا بالنسبة لي... معياري هو مهمتي كمستشارة لألمانيا وهي حل المشكلات، وإنني أركز على ذلك بصورة كاملة". وأعلنت ميركل عزمها لقاء ممثلي المحليات شخصيا مرة كل شهر، وقالت: "سأعلم بهذه الطريقة الأماكن الأشد تأزما واحتياجا للمساعدة". وردا على سؤال حول ما إذا كان بإمكانها تصور استقبال لاجئين في منزلها، قالت ميركل: "رغم احترامي الكبير للأشخاص الذين يفعلون ذلك، فإنني لا يمكنني تصور فعل هذا الأمر بالنسبة لي الآن". تدفق المهاجرين وقالت الشرطة النمسوية: إن أكثر من 8500 شخص وصلوا إلى النمسا، الأحد، و3680 شخصا بين منتصف الليلة قبل الماضية، وحتى صباح أمس الإثنين. وبعيدا عن الأرقام القياسية التي سجلت في ايلول/سبتمبر، حيث تم تعداد وصول حتى 14 ألف مهاجر خلال 24 ساعة، تسجل هذه الأرقام ارتفاعا طفيفا، مقارنة مع الأسبوع الماضي، حيث بلغ عدد المهاجرين 5500 تقريبا، يوميا. وفي المجر تم إحصاء 7879 مهاجرا، الأحد، و7907 السبت، في ارتفاع مقارنة مع اليومين السابقين. ومنذ نهاية آب/أغسطس، دخل 250 ألف مهاجر إلى النمسا قبل أن يواصل غالبيتهم طريقهم إلى ألمانيا. وارتفاع عدد المهاجرين الذي سجل في مقدونيا يصادف اقتراب فصل الشتاء الذي سيجعل الرحلة البحرية بين تركيا والجزر اليونانية أكثر خطورة. سياسة لجوء مجنونة وفي مقابلة مع محطة "سي بي إس" الأمريكية التليفزيونية توقع الملياردير الأمريكي أن يؤدي استقبال مئات الآلاف من اللاجئين إلى ثورات في ألمانيا. وقال: "كنت أرى دائما أن ميركل شخصية ريادية كبيرة"، معتبرا ما تفعله ميركل الآن في ألمانيا ضربا من الجنون. وكان ترامب أعلن أنه سيعيد اللاجئين السوريين في الولاياتالمتحدة إلى بلدهم حال فوزه في الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في تشرين ثان/نوفمبر2016, كما يعتزم ترحيل نحو 11 مليون مهاجر غير شرعي في الولاياتالمتحدة، وبناء جدار على الحدود المكسيكية حال فوزه في الانتخابات.