واس - سوشي أوضح وزير الخارجية عادل بن أحمد الجبير، أن المملكة العربية السعودية تسعى لتعزيز علاقاتها مع روسيا لتتناغم مع حجم البلدين الاقتصادي ودورهما السياسي في العالم كما هو مع كل الدول في جميع أنحاء العالم، فيما قال وزير الخارجية الروسي: إن محادثات الرئيس الروسي وسمو ولي ولي العهد، ناقشت كيفية تطبيق إعلان جنيف الصادر في 30 يونيو 2012م وتم تحديد المواقف والخطوات التي يجب اتخاذها من أجل مواصلة السير بهذا الاتجاه. ونوه الجبير في الكلمة التي ألقاها، الأحد، خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في مدينة سوشي، بالاجتماع البناء والإيجابي والصريح والواضح بين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، وفخامة الرئيس فلاديمير بوتين رئيس روسيا الاتحادية. وقال الجبير: تم توضيح موقف المملكة فيما يتعلق بالعمليات العسكرية الروسية في سوريا وقلق المملكة بأن تفسر هذه العمليات بأنها تحالف مع إيران وحزب الله وبشار، مشيراً إلى أنه تم التأكيد بأن هدف العمليات الروسية هو محاربة داعش الإرهابي. وأكد أن موقف المملكة تجاه الأزمة في سوريا وتجاه بشار الأسد بالتحديد لن يتغير. وقال: نعتقد أن الحل الأفضل في سوريا هو حل سياسي مبني على مبادئ تفاهم (جنيف 1) الذي يدعو إلى تأسيس سلطة انتقالية من النظام والمعارضة تقوم بإدارة شؤون البلاد وتحضير البلاد لانتخابات جديدة ووضع دستور جديد وتنحي بشار الأسد، لكي يكون لسوريا مستقبل جديد من دون أي دور لبشار الأسد. لا دور لبشار وأوضح أن موقف المملكة هو الإصرار على عدم وجود أي دور لبشار الأسد في مستقبل سوريا والاستمرار في تقديم الدعم للمعارضة السورية المعتدلة, مشيراً إلى أنه تم بحث أفكار جديدة بين الطرفين حيال كيفية تفعيل وتطبيق مبادرة مبادئ (جنيف 1) وإيجاد آلية للوصول للهدف المشترك بين الطرفين الذي يتمثل في دولة سوريا موحدة تعيش فيها جميع مكوناتها بحقوق مكفولة لها وبمساواة، مشيراً إلى أن وزير الخارجية الروسي أوضح أن الرئيس الروسي وسمو ولي ولي العهد اتفقا على أن يكون هناك تكثيف في التشاور والزيارات المتبادلة بين المسؤولين في الحكومتين في القطاعات المختلفة من أجل تكثيف التشاور والتنسيق في الأمور ذات الاهتمام بين البلدين. من جهته، أوضح وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أن لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، ناقش العلاقات الثنائية بين البلدين بما في ذلك ما تم الاتفاق عليه خلال زيارة سموه الماضية في يونيو الماضي، حيث تم الاستخلاص لوجود فرص جيدة في مختلف المجالات مثل الاقتصاد والاستثمارات والتعاون العسكري الفني وتم تحديد الخطوط التي سيتم تطبيقها لاحقاً. وقال لافروف: إنه تم التركيز على مناقشة الأوضاع في سوريا وحولها ونحن نتعاون مع المملكة العربية السعودية بشكل مكثف فيما يخص الأزمة في سوريا, مؤكداً أن الرئيس الروسي تفهم ما يثير قلق المملكة من الأحداث في سوريا وتم التحقق على التطابق الكامل للأهداف التي حددتها كل من المملكة وروسيا في سوريا. وأضاف أن الرئيس الروسي أكد أن القوات الروسية تعمل فقط لمحاربة داعش وجبهة النصرة وغيرها من المنظمات الإرهابية، وأنه يجب أن تنتصر للسلام المدني في سوريا وإطلاق العملية السياسية بأسرع وقت ممكن. وأوضح لافروف أن محادثات الرئيس الروسي وسمو ولي ولي العهد ناقشت كيفية تطبيق إعلان جنيف الصادر في 30 يونيو 2012م وتم تحديد المواقف والخطوات التي يجب اتخاذها من أجل مواصلة السير بهذا الاتجاه، وقال : " تم تكليفي أنا بصفتي وزير الخارجية وزميلي وزير الخارجية عادل الجبير تكثيف الاتصالات بين وزارتي الخارجية ونفس الشيء بخصوص وزارتي الدفاع والمخابرات في البلدين من أجل محاربة الإرهاب ". إطلاق حوار سوري وفي جوابه عن سؤال حول مناقشة إمكانية جهود المملكة العربية السعودية فيما يخص إقامة اتصالات بين روسيا والمعارضة السورية المعتدلة ونفس الشيء بخصوص مصر ؟ قال وزير الخارجية الروسي: إن هناك اتصالات بيننا وبين المملكة العربية السعودية ومصر وغيرهما من دول المنطقة ودول العالم التي لها تأثير وهذه الاتصالات لا تنقطع، ولدينا هدف واحد هو تضافر جهود جميع قوى المعارضة السورية من أجل تبني الحوار من جميع السوريين واحترام بنود إعلان جنيف الصادر 30 يونيو 2012 ونسعى إلى تشكيل قاعدة موحدة تضمن وحدة سوريا واحترام جميع حقوق السوريين وأردف وزير الخارجية الروسي قائلاً: نحن ندرك ما يثير القلق السعودي فيما يخص الضربات الجوية الروسية ضد الأهداف في سوريا، وروسيا مستعدة لإقامة علاقات أكثر بين المخابرات ووزارتي الدفاع في البلدين، وهذا ما لاقى ترحيباً من قبل سمو ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، مشيراً إلى أن روسيا لا تريد أن تكون المملكة في شكوك من الأهداف التي يصيبها سلاح الجو الروسي، مؤكداً أنه تم التوصل إلى تفاهم ما يساعد ذلك المضي قدماً في الطريق السياسي والعسكري. مكافحة الإرهاب ومحاربته وحول سؤال، هل تمت مناقشة تكثيف النشاط السعودي فيما يخص مكافحة الإرهاب، وفي ضوء مشاركة المملكة في العملية العسكرية في اليمن، وماذا يفكرون بشأن الضربات العسكرية ضد الإرهابيين في سوريا ؟ قال الجبير : المملكة في مقدمة الدول في مكافحة الإرهاب ومحاربته ومكافحة تمويله ومواجهة الفكر المتطرف، وكانت من أول الدول التي هاجمها الإرهاب وسقط شهداء كثر منها نتيجة الهجمات الإرهابية التي تمت في المملكة سواءً من تنظيم القاعدة أو تنظيم داعش مؤخراً، والمملكة كانت من أول الدول التي طالبت بتشكيل تحالف دولي لمواجهة الإرهاب وكانت من أول الدول التي انضمت للتحالف الدولي الذي تم تشكيله لمواجهة داعش في سوريا وفي العراق، وكانت من أول الدول التي شاركت في هذا التحالف بطائراتها العسكرية ولا زالت تشارك في هذا التحالف. وفيما يتعلق باليمن، قال الجبير: إن المملكة ملتزمة بايجاد حل سياسي في اليمن مبني على قرار مجلس الأمن 2216 وتبذل كل ما في جهدها لمساعدة الشعب اليمني الشقيق ونأمل بعد أن قبلت الجهات اليمنية المختلفة قرار مجلس الأمن 2216 أن يؤدي ذلك إلى استئناف العملية السلمية في اليمن واستعادة الأمن والاستقرار في اليمن، بإذن الله. موقف مبدئي وحول سؤال بخصوص موقف موسكو من بشار الأسد موقف مبدئي ألم يتغير خصوصاً أن الأسرة الدولية تلح على ضرورة رحيل الأسد؟ قال وزير الخارجية الروسي: بطبيعة الحال نعرف الموقف السعودي بهذا الخصوص وهذا ما أكدوه لنا ونحن أكدنا لهم موقفنا وهو معروف، أهم شيء بالنسبة لنا ألا يكون هناك أي مانع للتقدم في اتجاه إيجاد الحل والإطلاق الفوري للعملية السياسية وقال: يجب أن يضمن هذا الحل حقوق جميع السوريين, وبطبيعة الحال لم يعد بإمكاننا حسم جميع المشاكل من خلال لقاء واحد بين الرئيس الروسي وولي ولي العهد السعودي، ولكننا نؤكد لكم أنه بعد أصبح بإمكاننا المضي قدماً تجاه العملية السياسية.