فشل الجمهوريون في الكونغرس الأميركي، الخميس، في اختيار زعيم جديد لكتلتهم النيابية بعد انسحاب كيفن ماكارثي مساعد الزعيم السابق عند فشله في حل الأزمة الداخلية للحزب. وصرح ماكارثي، أنه "بات من الواضح في الأسابيع الأخيرة أن كتلتنا تعاني من انقسام عميق ولابد أن تتحد وراء زعيم (...) نحن على الأرجح بحاجة إلى وجه جديد". وكان ماكارثي مساعد الرئيس السابق للمجلس جون باينر والمرشح الأوفر حظا لتولي المنصب الذي يعد الشخصية الثالثة في الولاياتالمتحدة بعد رئيس البلاد ونائبه. وكان باينر أعلن في سبتمبر، أنه سيتقاعد في نهاية أكتوبر الحالي لكنه سيواصل تولي مهامه حتى انتخاب خلف له. وفشل كل من باينر وماكارثي في حشد ما يكفي من أصوات حزب الشاي، الجناح المتشدد للجمهوريين وبقية نواب الكتلة الذين يشار إليهم ب"التقليديين". وعقد النواب الجمهوريون ال247 اجتماعا مغلقا ،ظهر الخميس، لانتخاب زعيم جديد عندما أعلن ماكارثي انسحابه. وإذا كان ماكارثي سيحصل على الغالبية بسهولة في الاقتراع الداخلي إلا أنه لم يشأ أن يغامر بأن يتم انتخابه رئيسا للمجلس بفارق ضئيل أو حتى أن يمنى بخسارة في التصويت العام للمجلس، بمشاركة الجمهوريين والديموقراطيين. وهذا التصويت مقرر مبدئيا في 29 أكتوبر. وبعد انتهاء الاجتماع أعرب الجمهوريون عن مفاجأتهم وخيبة أملهم. إلا أن المحافظين في الحزب اعتبروا انسحاب ماكارثي النتيجة المنطقية لوضعه كخلف لباينر. وصرح النائب الجمهوري المعتدل تشارلي دينت لصحافيين "لا بد من تهميش أعضاء المجموعة التي ترفض كل شيء". وبات الحزب يبحث عن مسؤول توافقي إذ ليس هناك أي مرشح يفرض نفسه بينما يتم تداول بضعة أسماء. وسارع بول راين المرشح لمنصب نائب رئيس الجمهورية انتخابات 2012 والذي تتوافر فيه الشروط المطلوبة إلى إعلان عدم اهتمامه بالمنصب ولو أن عددا من النواب سعى إلى إقناعه بالعدول عن موقفه. وقال النائب الجمهوري هال رودجرز لوكالة فرانس برس: "هناك على الأرجح العديد من الضغوط عليه". وصرح ماكارثي في مقابلة مع صحيفة "بوليتيكو" متحدثا عن الحزب الجمهوري، "أحيانا لا بد من بلوغ القاع قبل الصعود مجددا. هذا يمنحنا انطلاقة جدا". وعلق جوش ايرنست المتحدث باسم البيت الأبيض "هناك أقلية من السياسيين الجمهوريين المحافظين الذين يضعون ايديولوجيتهم المتطرفة فوق كل شيء". وتعكس هذه الفوضى الضغوط العامة داخل الحزب الجمهوري. وفي حملة الانتخابات التمهيدية للرئاسة داخل الحزب طغى مرشحون مستجدون يعدون بتنشيط الطبقة السياسية مثل الملياردير دونالد ترامب والطبيب السابق بن كارسن على المرشحين "التقليديين". والأزمة داخل الحزب ليست سياسية فحسب. إذ أمام الكونغرس مهلة حتى الخامس من نوفمبر، لرفع سقف الدين الفدرالي وتفادي التخلف عن السداد.