أوضح الداعية الإسلامى الدكتور أحمد ترك مدير عام بحوث الدعوة ووكيل وزارة الأوقاف المصرية أن الأزهر الشريف يؤدى دوره فى خروج طوائف دعوية من علماء الأزهر الشريف التى تستهدف الجماعات الشبابية وتستهدف المسلمين، أى أنه يصل إلى كل مكان ليتواصل معهم وتوضيح صحيح الدين بلا إفراط وبلا تفريط. مشيرا إلى أن هناك العديد من الأسباب التي أدت إلى ظهور الالحاد سواء نفسية أو اجتماعية بغرض التمرد على الدين أو بغرض الشهرة، ومن بين الأسباب أيضا التقلبات السياسية وسوء ممارستها وخاصة فى فترة الإخوان، وما نشر عن استخدام الجهاد والقتل والتكفير وظهور عناصر سيئة على شكل مشايخ يشوهون صورة الدين فى عيون الكثير من الشباب، بجانب أناس فاعلين ومنظمات عالمية تدعم هذا الأمر. مبينا أن من أفضل الناس يوم القيامة أحسنهم أخلاقًا وأنه يجب أن نتلمس خطى النبى ونسير على نهجه كما حذر من الظلم وأن الظالم مطرود من رحمة الله. وضرورة التحلي ببعض الصفات مثل كظم الغيظ حيث إنها من أفضل العبادات. وفى إطار هذا الموضوع كان لنا الحوار التالي: في البداية سألناه عن خطة تطوير الخطاب الديني ومواجهة التطرف الفكري؟ الخطة الدعوية تمر ب3 مستويات خلال 3 سنوات لمواجهة التطرف الفكرى الذى يستهدف الشباب من قوى خفية والتشدد الدينى الذى يستهدف المجتمع. المرحلة الأولى تبدأ من الآن ولمدة ستة أشهر قادمة يتم إعداد بحثين خلالها يتناولان قضية التكفير فى المجتمع وأسبابه والشبهات المثارة حياله، والحلول الموضعية لمواجهته، ويتم إعداد بحث آخر يتناول قضية الإلحاد بين الشباب ودوافعه وطُرق المعالجة، وإنشاء إدارة جديدة تابعة للإدارة العامة لبحوث الدعوة وتتولى بحث طُرق وأساليب تطوير الخطاب الدينى فى الفترة القادمة، وتقوم برصد حالة الخطاب فى المساجد والفضائيات وساحات الدعوة فى تقرير شهرى لإطلاع وزير الأوقاف عليه وتقديم الاقتراحات تجاه حالة الدعوة والحالة الدينية. وأما المرحلة الثانية: مدتها عام فيتم خلالها صياغة 4 بحوث عن التكفير والإلحاد والأخلاق وحق الوطن فى الإسلام، وتصدر إدارة بحوث الدعوة نشرتين عن الفتاوى التى تتلقاها إدارة الفتوى، ويتم تدشين خط ساخن بالوزارة للرد على فتاوى الجمهور مع تدوين كل الفتاوى ونشرها ضمن نشرات الدين والحياة، وهى الإصدار الدينى الأشهر فى تاريخ الدعوة والأوقاف بمصر، بواقع نشرة كل ستة أشهر، وإيفاد الدعاة وطلبة العلم والدارسين لتعميم الفائدة على المجتمع من خلالهم. وتأتى المرحلة الثالثة والأخيرة من الخطة الدعوية، حيث تبدأ بإصدار 12 بحثا من إدارة النشر و6 نشرات عن الفتاوى التى تتلقاها إدارة الفتوى وإصدار 3 بحوث وخطط لتطوير القطاع الدينى بالوزارة على مستوى الدعوة وشؤون القرآن والمسابقات العالمية والمحلية وخطط تدريب القيادات. القضايا الفكرية ما هو دور الأزهر في التصدي لكل من يتعرض بسوء للإسلام والمسلمين؟ للأزهر الشريف دور كبير فى التصدى لكل من يتعرض بسوء للإسلام والمسلمين، فكما وقف الأزهر بأجنحته الثلاثة وبمكوناته من هيئة كبار علماء ومجمع البحوث الإسلامية والجامعة طوال الفترة الماضية شامخا حصنا حصينا ودرعا واقية لدين الله وللأمة، دون أن يخاف فى الله لومة لائم ولعل دوره فى القضاء على الفكر التكفيرى خير دليل. وسيقف الأزهر الآن للتصدى لظاهرة الإلحاد وخير دليل على ذلك قيام الإمام الأكبر بتشكيل لجنة من علماء الأزهر للرد على من ينكرون عذاب القبر، فهذا جميعه يحسب للأزهر، وأنه دائما له دور في كل القضايا الفكرية المطروحة على الساحة. الموعظة الحسنة كيف يواجه الأزهر الشريف مثل هذه الأفكار العلمانية والبهائية؟ لا شك أن هذه الأفكار المنحرفة مثل العلمانية والبهائية لها أسبابها فى الظهور؛ لذلك لا بد من مواجهة الأسباب أولاً، ومما لا شك فيه أن هذه الأفكار قد تمثل خطورة على المجتمع وتصيبه بالشبهات والتشوهات والتخبط فى الأفكار لدى المواطن البسيط، والثقة كاملة في أن الأزهر الشريف قادر على مواجهة هذه التيارات والأفكار، فهو يؤدى دوره على أكمل وجه فى حدود الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة وما يحقق الصالح العام للوطن. وبالفعل بدأ الأزهر الشريف يؤدى دوره فى خروج طوائف دعوية من علماء الأزهر الشريف التى تستهدف الجماعات الشبابية وتستهدف المسلمين، أى أنه يصل إلى كل مكان ليتواصل معهم وتوضيح صحيح الدين بلا إفراط وبلا تفريط؛ لأننا نرى فى الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف القدرة على مواجهة هذه الأفكار، أما إذا تركناها لمن ليس لهم علم فإن الأمر قد يتفاقم، وأعتقد أن بهذا الشكل يمكن أن تنحصر هذه الأفكار المنحرفة أو تتضاءل أو يتم تحجيمها، وهذا هو دورنا؛ لأننا فى اشتباك حقيقى ثقافى واجتماعى مع هذه الأفكار المنحرفة منها والمتطرفة، التى تختلف عن طبيعة عقيدتنا بلا شك ولكننا نستطيع أن نرد عليها ولكن بالحكمة والموعظة الحسنة، كما علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالأزهر الشريف يؤدى دوره الدينى والوطنى على أكمل وجه. ويجب أن تكون المرجعية الرئيسة للإسلام المعتدل والوسطى هى الأزهر الشريف، الذى لا ينتمى لأى حزب وينحصر دوره فى تدريس العلوم الدينية على مختلف المذاهب ولا يتعصب لمذهب معين ولكن دوره عرض المذاهب المختلفة، كما يقوم بدور دعوي بالتعاون مع مساجد وزارة الأوقاف، وهذا دور قومى وطنى للإسلام والمسلمين فى حدود الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة عملاً بقوله تعالى: (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ). أهمية الأخلاق ما درجات الإيمان من وجهة نظرك؟ إن للإيمان درجات، أولاها منزلة اليقين وهو الإيمان بالغيب وأن نؤمن بالله وملائكته وكتبه وبالقدر خيره وشره، وبعد ذلك تأتى المنزلة الأخرى المسماة بعين اليقين وهي أن يرى الإنسان الغيبيات، وهذه لا توجد للمسلم إلا بعد وفاته، وأن المنزلة الثالثة هي منزلة حق اليقين فيرى أهل الجنة (الجنة)، ويرى أهل النار (النار) وأعظم هذه المنزلة أن ترى وجه الله الكريم. وعلى أهمية الأخلاق وأن من أفضل الناس يوم القيامة أحسنهم أخلاقًا، وأنه يجب أن نتلمس خطى النبى ونسير على نهجه كما حذر من الظلم وأن الظالم مطرود من رحمة الله. وضرورة التحلي ببعض الصفات مثل كظم الغيظ حيث انها من أفضل العبادات، وتأتي في المرتبة الثانية بعدها مرتبة العافين عن الناس مصداقا لقوله تعالى: (فمن عفا وأصلح فأجره على الله)، وتأتى في المرتبة الثالثة عبادة الإحسان وضرب لنا الرسول الكريم أروع المثل في أكثر من موقف، ومنه حينما جاء ابن عبدالله بن سلول رأس المنافقين يطلب من الرسول أن يعطيه ثيابه ليكفن بها والده حتى يرحمه الله وطلب من الرسول كذلك أن يصلى عليه. وفى قلب كل إنسان الإيمان واليقين بوجود خالق لهذا الكون لكن الإلحاد بشكل عام حالة من حالات التمرد على المبادئ وعلى اليقين فهو شكل من أشكال تمرد النفس البشرية، فنحن مسلمون موحدون ولا يجوز التعصب لأى فئة أياً كانت، ثم إن المتفق عليه فى صحيح الدين أكثر بكثير من المختلف عليه؛ لذلك لا بد أن نعود إلى المعنى الحقيقى لإيماننا بالله عز وجل. حد الحرابة ما توصيف الإرهاب في الشرع؟ بشكل عام من يرهب الناس فى أعراضهم أو أموالهم أو فى طرقهم ويقتل ويدمر فهو محارب وينبغى أن يطبق عليه حد الحرابة؛ استناداً لقوله تعالى (إِنمَا جَزَاء الذِينَ يحَارِبونَ اللهَ وَرَسولَهُ وَيسعونَ فِي الأَرضِ فَسَادًا أَن يقَتلُوا أَو يصلبوا أَو تُقَطَّعَ أَيْدِيهِم وَأَرجلُهم مِن خِلَافٍ أَو ينفَوا مِنَ الْأَرضِ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزي فِي الدُنيَا وَلَهم فِي الْآخِرَةِ عَذَاب عَظِيم). التسامح والعفو ما تعليقك على التجديد في الخطاب الديني؟ إن الخطاب الديني حاليا لا بد أن يكون خطابا وطنيا، وخطابا يبين التسامح والعفو الذي مارسه رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أعدائه ومع المنافقين، فقد زار ابن سلول رأس النفاق وهو في مرض موته وكفنه عندما مات، ولما قال عمر يا رسول الله أتفعل به هذا وهو منافق؟ فقال صلى الله عليه وسلم لقد خيرت فيه فاخترت ولو علمت أن الله يغفر له اذا زدت عن السبعين لزدت، وذلك إشارة إلى قوله تعالى: (استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم). والخطاب الديني في الوقت الحالي لا بد أن يركز على الترغيب في وحدة الصف ومحاربة الشقاق ونبذ المهاترات السياسية. وبالفعل يوجد تجديد فى الخطاب الدينى ومحاولة من الأزهر للوصول إلى عقول كل الناس خاصة فى ظل العصر الذى نعيشه وما يوجد فيه من مستحدثات، ويوجد حاليا مشروع لتأهيل بعض شيوخ الأزهر ليكونوا دعاة يمتلكون فكر الإمام الغزالى مع طلاقة وسلاسة وبساطة الشيخ محمد الشعراوى؛ حتى نستطيع أن نقف بالناس على صحيح الدين دون أن تتلاعب بعقولهم أى طائفة، فلا بد أن يتسم الخطاب الدينى بالوضوح وأن يتبع النهج الوسطى المتسامح. العصر الحديث ما الفرق بين النظرية العلمية والحقائق العلمية؟ يوجد فرق بين النظرية العلمية والحقائق العلمية، فالحقيقة العلمية لا جدال فيها؛ لأنها أصبحت حقيقة ورأياً عاماً، ومثال على ذلك الدورة الدموية والذرة فلا أحد ينكر وجودهما، ويمكن الربط بين القرآن وبين الحقائق العلمية، وذلك لا يكون لإثبات مسايرة القرآن للعلم أو إثبات أن القرآن سابق للعلم ولكن حتى نسبح لله وتنطق قلوبنا قبل ألسنتنا ب«سبحان الله»؛ ولذلك يقول الله سبحانه وتعالى (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّه الحَقّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ). لكن الربط غير المحكم بين نظرية علمية لا تحتمل اليقين وبين القرآن مرفوض، فليس كل رأى علمى نبحث له عن نص فى القرآن يتماشى معه لمجرد إثبات أن القرآن سبق العلم، فماذا نفعل عند إثبات خطأ النظرية العلمية هل سيكون وقتها القرآن به خطأ؛ لذلك لا بد أن نتحرى الدقة جيداً فى هذا الأمر؛ لأنه أمر شديد الخطورة، وأعلم جيداً الحماس الذى قد يوجد عند البعض فى هذا الشأن ولكنى أدعوهم إلى تحرى الدقة حتى لا يضروا بالقرآن وبالإسلام. علماء النفس كيف ترى ظاهرة الإلحاد التي انتشرت خلال الفترة الماضية؟ ظاهرة انتشرت بقوة خلال الشهور الماضية وبدأت تغزو الجامعات، وأعدت وزارة الأوقاف خطة لمواجهة الملحدين وغزوهم بشكل مباشر، ولما بدأت المعركة مع الشباب لزم الأمر وضع خطة مضادة ليست دينية فحسب وإنما لجأنا للعقل أيضا وتم التعاون بين وزارتي الأوقاف والشباب للمشاركة فى تلك الخطة، والتى من شأنها القضاء على الإلحاد، واستعانت الأوقاف بعدد من علماء النفس والاجتماع لعمل ورقة تقوم على معرفة هذه الظاهرة ودوافع وجودها ورصد البؤر المنتشرة بها. صورة الدين ما أسباب انتشار ظاهرة الإلحاد؟ هناك العديد من الأسباب التي أدت إلى ظهور الالحاد سواء نفسية أو اجتماعية بغرض التمرد على الدين أو بغرض الشهرة، ومن بين الأسباب أيضا التقلبات السياسية وسوء ممارستها وخاصة فى فترة الإخوان، وما نشر عن استخدام الجهاد والقتل والتكفير وظهور عناصر سيئة على شكل مشايخ يشوهون صورة الدين فى عيون الكثير من الشباب بجانب أناس فاعلين ومنظمات عالمية تدعم هذا الأمر. حملة وقائية ما الخطة الموجودة لمواجهة الإلحاد وكيف يتم تفعيلها؟ تضمنت الخطة هدفين: مواجهة ظاهرة الإلحاد من خلال توعية الشباب بخطورة الإلحاد على العقيدة والأخلاق والانتماء الوطني. والآخر: معالجة شبهات الملحدين نفسيًا وإيمانيًا واجتماعيًا من خلال فريق عمل متكامل في كل التخصصات المعنية. وسوف تفعل بعدة خطوات منها: جمع ودراسة كل شبهات الملحدين والقيام بتفنيدها والرد عليها، ثم تلقي التدريب اللازم على أيدي أساتذة متخصصين في علم النفس والاجتماع والعقيدة الإسلامية الصحيحة لفريق العمل الشبابي قبل بدء المهام الموكلة إليه، وتدريب مجموعة من شباب الجامعات والشباب العائدين من تجربة الإلحاد وتأهيلهم للمشاركة في مواجهة الظاهرة. الشيخ أحمد ترك يتحدث ل «اليوم»