حفلت قاعة عبدالله الشيخ في جمعية الثقافة والفنون بالدمام بحشد من المثقفين ومحبي الشعر الذين تنادوا لينصتوا لتجربة الشاعر العماني المبدع «سماء عيسى» صاحب الأكثر من عشرة كتب، معظمها شعرا منها «مناحَة لعابدات الفرفارة» و«دم العاشق» و«ولقد نظرتك هالة من نور». وقدم سماء نصاً شعرياً متميزاً أخاذا بالطفولة ومشرقاً بالحكايات كما قال مدير الأمسية الشاعر "غسان الخنيزي" الذي أضاف معرفا بالشاعر "نتاجه الأدبي يعكس ثراءه الثقافي والروحي، وأدبه الجم واحتفاءه بالجميع، فهو مثال للمثقف الحاضر والفاعل، يمشي بخفة وتواضع على نعومة الأرض لأنه ابن المكان وابن التراب الذي نبت منه". ويعتبر "سماء عيسى" الأب الروحي ورائدا لقصيدة النثر في عُمان التي بدأ كتابتها في السبعينات، وهو أول من كتب قصيدة النثر في عمان. مع موسيقى تنداح رقراقة من عود الموسيقار سليمان الجهام، قرأ الشاعر شهادته عن الشعر قال فيها: "يبدأ الشعر مظلماً مجهولاً حزيناً وخجولا، لأنه يقف أمام غموض الكون وأمام حركة الإنسان في سيره.. الشعر هو ما يخصب الحركة بماء الروح ويكتب خلودها.. يحمل الشاعر دوماً على كاهله عبء اغترابه وصمته ووجعه.. يعيش وفق علاقة سرية يعقدها مع الكلمات والأشياء.. يأتي الشاعر من تراث مضى، لكن ليستشرف الأفق القادم." ثم قرأ الشاعر خمسة نصوص مختارة من مجموعته (قيد الإصدار) "لا تفارق الأشجار مواطنها الأولى" منها قصيدته "المهاجر". وفي الجولة الثانية قرأ الشاعر من مجموعته "ولقد نظرتك هالة من نور" عدة قصائد منها هذا المقطع: "وقالت أمي قبل موتها، بعد أن تأخذني إلى القبر، ارحل عن هذه المدينة ولا تعد إليها.. أمامك صحراء من الجوع وسماء من العطش، لكن لا منزل لك في أرض لا أم لك فيها". وتحدث الشاعر عن ليلى فخرو فذكر أنهما تربيا وترعرعا في نفس الحارة، وأنه كتب لها مجموعة شعرية بعنوان "أغنية حب إلى ليلى فخرو" وهي على فراش المرض قبيل وفاتها في عام 2006. واختتم الشاعر الأمسية بقراءة جزء من نص مسرحي له قال فيه: "اخلعوا حلل الموتى، البسوا حلل الطفولة اعشقوا الغيم فقد يسقط مطراً ابيض على أرض الرماد".