قتل 17 سوريا بينهم امرأة وخمسة اطفال غرقا امس، عندما انقلب مركبهم في المياه التركية اثناء محاولته الوصول الى اليونان، وفق وكالة انباء "دوغان" التركية. وقالت الوكالة إن حرس الحدود الاتراك انتشلوا الجثث من المركب الخشبي الذي غادر بودروم التركية باتجاه جزيرة ليروس اليونانية. ولم يتمكن المهاجرون من الخروج من قاع المركب حيث حاصرتهم المياه. وتمكن 20 مهاجرا آخرون كانوا على سطح المركب من السباحة الى الشاطئ يرتدون سترات نجاة، على ما افادت الوكالة. ونقل الناجون الى مشرحة بودروم للتعرف الى جثث اقاربهم. وتشهد تركيا حاليا ارتفاعا لعدد اللاجئين الذين يستقلون زوارق متهالكة للوصول بحرا الى الاتحاد الاوروبي، من اجل حياة افضل. ويفر اغلبهم من الحرب والبؤس في سوريا وافغانستان وباكستان وافريقيا. وذكرت الوكالة أن القارب الذي يبلغ طوله ثمانية أمتار انطلق من قرية جوموشلوك وتم العثور على كل من كانوا على متنه. وهذه المنطقة جزء من شبه جزيرة بورضروم وهي وجهة يقصدها السياح والتي جرفت الأمواج إليها جثة الطفل السوري ايلان كردي مما أثار موجة غضب دولية. وتقول المنظمة الدولية للهجرة إن عددا قياسيا بلغ 300 ألف أو أكثر من المهاجرين من سوريا ودول أخرى وصلوا الى اليونان ينطلق معظمهم من ساحل بحر إيجه في تركيا. وقال نائب رئيس وزراء تركيا نعمان كورتولموش إن قوات خفر السواحل أنقذت اكثر من 53 ألف مهاجر لكن 274 لقوا حتفهم في المياه التركية ولم يحدد إطارا زمنيا. تحرك متأخر وفي سياق متصل، قال مفوض الأممالمتحدة السامي لشؤون اللاجئين أنطونيو جوتيريس السبت إن العالم انتظر وقتا أطول من اللازم كي يرد على أزمة اللاجئين التي نجمت عن الحروب في سوريا، ومناطق أخرى، على الرغم من أن الدول الغنية فهمت الآن على ما يبدو حجم المشكلة. وقال جوتيريس في مقابلة مع رويترز على هامش الاجتماع السنوي لزعماء العالم في الجمعية العامة للأمم المتحدة: للأسف لا يلاحظ الأغنياء وجود الفقراء إلا بعد أن يدخل الفقراء باحات الأغنياء. لم يكن هناك إدراك في العالم المتقدم لمدى خطورة هذه الأزمة إلا بعد أن شهدنا دخول هذه الحركة الضخمة أوروبا. "لو كان لدينا في الماضي دعم ضخم أكبر لتلك الدول في العالم النامي التي تستقبلهم وتحميهم لما حدث هذا". وأثار الوصول المفاجئ لعشرات الآلاف من اللاجئين من سوريا والعراق وأفغانستان ومناطق أخرى إلى أوروبا بعد أن تخلى كثيرون منهم عن مخيمات اللاجئين في تركيا أو الأردن أو لبنان خلافا حادا بين دول الاتحاد الأوروبي بشأن كيفية استيعابهم. وفي حين أظهرت حكومات مثل ألمانيا ترحيبا أكبر فقد قاومت دول أوروبا الشرقية خططا لتخصيص حصص لتوزيع اللاجئين. ويناضل لبنانوتركياوالأردن منذ سنوات لاستيعاب ملايين النازحين من الحرب الأهلية الدائرة في سوريا منذ أربع سنوات ونصف. وقال جوتيريس إن"اللاجئين يعيشون على نحو أسوأ وأسوأ". ارتفاع التكلفة على صعيد اخر، قال وزير المالية النمساوي في تصريحات نشرت الأحد إن ارتفاع تكلفة رعاية المهاجرين قد يفسد خطط الميزانية لبعض الحكومات الأوروبية وإن على بروكسل أن تدرس استثناء مثل ذلك الإنفاق من قواعد العجز في الاتحاد الأوروبي. وقال هانز يورج شيلينج في مقابلة مع صحيفة فيلت آم زونتاج الألمانية "التكاليف قصيرة المدى مرتفعة لكن يمكن التنبؤ بها. السؤال الأهم يتعلق بالتأثيرات طويلة المدى". وأضاف إن لاجئين كثيرين سيبقون في أوروبا مما يعني أن على الحكومات بناء مزيد من المنازل والمدارس. وقال الوزير "أشك في أن الميزانيات الجاري إعدادها حاليا ستكون كافية". ويقول بعض الاقتصاديين إن زيادة عدد اللاجئين سيقوي الطلب المحلي مما سيرفع حصيلة الضرائب. لكن شيلينج قال "ينبغي أن نأخذ في الحسبان أن دفعة النمو هذه ممولة بمزيد من الإنفاق ومزيد من الديون".