رحم الله شهداء حادثة تدافع حجاج منى. عزاؤنا لذويهم. حادثة أدمت قلوبنا. ضيوف بيت الله. ضيوفنا حكومة وشعبا. نفرح بكون الحجاج بخير في مناسك الحج. سعادتهم فرح لنا وراحة. تسهيل عبادتهم شرف ومجد نحمله. خلاف ذلك نتركه للذين يرون الإنجازات السعودية في المشاعر المقدسة وخزا وألما يعصف بنفسيّاتهم المريضة. من نعم الله على بلدنا الطاهر أن جعلنا في خدمة ضيوفه. وعبر القرون نفتخر بهذا جيلا بعد آخر. ثم جاء الله بالملك عبدالعزيز آل سعود، طيب الله ثراه. جاء خيرا وبركة ونصرا للمسلمين. جاء خادما لبيته العتيق. جاء الله به وذريته لرعاية مصالح الحجاج. عطاء لا يتوقف، ونفتخر. سعود، فيصل، خالد، فهد، عبدالله، رحمهم الله. ملوك مضوا إلى ربهم. وصلت الرّاية خادم الحرمين سلمان بن عبدالعزيز آل سعود. ملوك تنافسوا على توسعة المشاعر المقدسة. وصلت إلى ما وصلت اليه. الهدف استيعاب (خمسة ملايين) حاج في السنوات القادمة. تركوا للآخرين نباحا لا يخيف قافلة الخير والعطاء. ملوك يفتخرون بخدمة حجاج بيت الله. وآخرون جل هدفهم التنغيص على حجاج بيت الله. ملوك طوروا بعون الله ثم بالهمّة والجهد والعزيمة والمال والرجال المشاعر المقدسة للمسلمين عامة. هدفهم تمكين العدد الأكبر من المسلمين للحج. ملوك تشرفوا بحمل لقب خادم الحرمين. هذا تأكيد لإيمانهم بدورهم في خدمة ضيوف الرحمن قولا وفعلا. أكثر من (100) ألف رجل أمن لهذا العام، يحملون أمانة خدمة الحجاج. كل شعب المملكة مسرور بهذا التوجه النبيل والكريم. التقت أهداف الحكومة والشعب وتوجهاتهم وشعاراتهم لخدمة البيت الحرام والمسجد النبوي. لخدمة الحاج والزائر والمعتمر. المسلمون من جميع أنحاء العالم يقدرون هذا الدور. يثمنون الأفعال التي تنفذها المملكة حكومة وشعبا. وهي أعمال نفاخر بها الأمم ونفاخر بها الأجيال. وتظل طهران استثناء يبحث عن الشر. تأتي جموع المسلمين عبر المنافذ البحرية والبرية والجوية وسط اهتمام وترحيب وأمن وأمان. هذا أقل الواجبات. تقربا إلى الله، المطّلع والحكيم والبصير والمدبّر. البعض يغيظه هذا التكريم الربّاني. تأتي رموز طهران نابحة طامعة. هدفهم تحويل الحج إلى فوضى. هدفهم جعل الحجاج أداة لأطماعهم الدنيوية. بالمقارنة تظهر الحقائق. هذه الدول الإسلامية جميعها تشكر وتقدر للمملكة مواقفها مع الحجاج والمعتمرين والزوار. لكن يأتي الصوت النشاز من طهران كعادتها عبر التاريخ مع العرب. لم يغير إسلامهم من نواياهم. لم يغير من اتجاهاتهم تجاه العرب. تصريحات مسئولي طهران تؤكد خبث النوايا ضد المملكة والعرب. تعمل طهران عكس تيار موقف العالم الإسلامي. أصبحت مهمة طهران التقليل من شأن نجاحات المملكة وشعبها. نفوسهم تنضح بالغيظ والعداء. سعيهم لا يتوقف لتحقيق الانكسار ونشر الشر بين المسلمين. إيران الخميني لم تتوقف منذ أن جاء به الغرب محمولا من باريس على متن طائرتهم الفرنسية. جيء بهم لتكون رسالتهم إعلان العداوة لحكام هذا البلد الطاهر وشعبه الوفي ونحر الأمة العربية. عبر تاريخ طهران البغيض كل أعمالهم نقاط سوداء في كل موسم حج منذ قدوم الخميني وزمرته. يرفعون شعارات مذهبية. يحللون لأنفسهم ما يحرمونه على الآخر. لو أن كل مذهب إسلامي رفع شعاراته في المشاعر المقدسة، لتحولت إلى فوضى وساحات مجازر لا حدود لها. هل هذا ما تسعى لتحقيقه طهران؟! أليس فيكم رجل رشيد؟! لن أتحدث عن مواقفهم السوداء في عام (1987). عداء سافر. عقليات مريضة تقود فئات تشبعت بسموم مرضهم. حقائق التاريخ لا تتغير مع طهران ذات التوجهات العرقية. العرق الفارسي عبر التاريخ يكره العرق العربي وكل شيء عربي. حتى الإسلام يريدونه وفق مقاسات فتنهم وتوجهاتهم. زادوا مساحة الشقاق بين المسلمين. حتى المشاعر المقدسة لا يعطونها حقها من القدسية والاحترام. هذه أحداث (1990). هذه أيضا أحداث (1998) تسند توجهاتهم الخبيثة. في كل موسم حج تثير طهران الكثير من الفوضى في المشاعر المقدسة. وسط استنكار المسلمين عامة. وضعت طهران نفسها في خندق واحد مع أعداء العرب. ما تتبنّاه طهران عن حادثة تدافع حجاج منى يؤكد أن هدفهم البحث عن الشر. هذا ديدنهم عبر التاريخ. تقول العرب: ذنب الكلب لا يستقيم إلا بكسره. انجازات المملكة في المشاعر المقدسة لم تترك لطهران غير نباح ألم كسر الذنب الذي تحمل.