أكتب عن شر طهران كنظام سياسي واهم. الكتابة ليست عن شعوب إيران. بين العرب وبينهم علاقات تاريخية. بين الجميع تبادل مصالح ومحبّة. أكتب عن نظام طهران صاحب جنون الوهم. نظام أوجد الفرقة وعمّقها. نظام يتعمّد التضليل والخداع. يعتبرونه دهاء فارسيا. أعتبره خسّة ونذالة فارسية. بالتأكيد لا أكتب عن شعوب إيران العريقة. لا أكتب عن مذهب أو طائفة دينية. ليس هناك لغز محيّر. لا أقصد بمقالاتي أبعادا تفوح منها رائحة الطائفية والعنصرية. أتحدث عن نظام سياسي يحمل أجندة خفيّة، وأخرى مُعلنة. هدف طهران السهل تفتيت المجتمع العربي. أصبحت وظيفة طهران تحفيز السنّة والشيعة نحو الرّدى والكره. حديثي عن نظام طهران شعور بالمسئولية. الشر والبغضاء والوهم مهنتهم. الدفاع عن قيم التعايش والتسامح جزء من أمن وانتماء الفرد. ▪▪ أصبحت الأمراض الطائفية ظاهرة تنتشر بين جميع الأطراف. تتغلغل في عقول العامّة بفعل فاعل. تغذيها طهران بمعلومات فاسدة. ترسل لهم رسائل خبيثة حاقدة ومحرّضة ومهلكة. نتاجها عمليات معقدة من الكره والبغضاء والتفاعلات السلبية. نتائجها لم تكن مألوفة. لم تكن معروفة. لم تكن منتشرة. أكتب عن شرور نظام طهران بهدف حماية عامة الشيعة والسنة من الوقوع في الزلل المحذور. بهدف التوعية والتحذير والحذر والحماية. طهران الفارسية تبذر وتشتل الكره والفرقة. تعمل لتشجيع الشر عبر وسائل متعددة. استغلال حاجة النّاس المدخل الرئيس. من خلال حاجات النّاس تعبر طهران بشعاراتها الحدود. تغزو عقولا لا تستند إلى يقين يحميها. تستغل حاجات النّاس الوطنية. إن لم تجدها تبحث عن حاجات النّاس الدينيّة. إن لم تجدها تبحث عن حاجات النّاس الاقتصادية. إن لم تجدها تبحث عن حاجات النّاس للكرامة والاحترام والتقدير. هناك ألف حاجة وحاجة للنّاس. حاجات يمكن للشر تحريكها. يمكن إثارتها واستغلالها لتحقيق الصدع في المجتمعات وبين النّاس الآمنين. طهران تعرف ما تريد. مرسوم لها الدور مسبقا. نظام قادم من الغرب بكل صنوف الغدر والبغضاء. لم أفهم أن يأتي الخميني إلى طهران من فرنسا. أتى محمولا على متن طائرة فرنسية، تحميها دولة. هل لأن نظام الشاه أسوأ للغرب؟! الموضوع أكبر. هي المؤامرات والملفات المخفيّة. الأحداث تأتي لتكشف لنا بعض المستور. كان الخميني عبر تاريخ حياته يكتب ويتحدث عن (نظام الفقيه). كان يروج له في محاضراته وندواته وكتبه وأشرطة الكاسيت. ماذا يعني توجه الخميني هذا للغرب الصهيوني؟! كان يعني كنزا لا يقدر بثمن. نظام الفقيه الكنز الذي يبحث عنه الغرب فوجده في الخميني. اليوم أصبح نظام الفقيه حقيقة مفروضة من الخميني في الدستور الإيراني. وحتى تكتمل قصة الغرب الصهيوني وطهران الفارسية جاءوا بنظام (الخلافة) ليواجه نظام (الفقيه). هكذا هي القصة نعيشها اليوم بكامل نتنها البغيض. ليس حبّا من طهران إعلان احتضانها لميليشيات الشيعة، وتحفيزهم واقناعهم لتبنّي نظام ولاية الفقيه. لكنه حب في السيطرة وجعل العرب، سنّة وشيعة، في حرب جاهلية دائمة لا تبقي ولا تذر. هكذا تم التخطيط من قبل الصفوية الفارسية والصهيونية العالمية. أن يكون نظام الخليفة للمذهب السني، ونظام الفقيه للمذهب الشيعي. هذا ينطح هذا. هي الحرب الطائفية لصالح الغرب الصهيوني، على حساب وحدة العرب وتطلعاتهم. أرواح العرب بكل طوائفهم ضحية سياسة طهران. حرب قذرة لا يخسر الغرب الصهيوني جنديا واحدا، لكنهم يكسبون المال ببيع أدوات القتل والتدمير على الإخوة الأعداء. كل الأطراف المتطرفة، سنّة وشيعة، ضحية استغلال حاجات. أصبحت الحاجات الدينية محور الشر الذي يدفع الجميع ثمنه دما عربيّا غاليا دون شفقة. في مرحلة من تخطيط النظام الفارسي الصهيوني تم تشكيل توجهات النّاس. زرعوا مواقف مسبقة في عقولهم. أصبحت الأمة متعطشة لإشباع رغباتها الدينية المتأججة شوقا للاستشهاد من أجلها. نجحوا في استدعاء التاريخ وأحداثه ورموزه وأمراضه. جعلوا من هذه الأحداث التاريخية فرنا يشوي الجميع. مقالاتي عن نظام طهران لا تطال الشيعة كمذهب في أي مكان. الشيعة بيننا. نعيش معهم على أرض وطن واحد، ومصير واحد. نعمل كزملاء في خدمة الوطن. مقاعد دراسية واحدة. صداقات مستمرة. تعامل في الأسواق والمحلات التجارية. الإخوة الشيعة في المملكة أبرياء من كل تهمة خبيثة. هناك متطرفون يمثلون وكلاء الشر. يجب الوقوف، بحزم ودون شفقة، في وجه كل متطرف وعميل وخائن من كل الأطراف. أكاديمي- جامعة الملك فيصل