دق الاتفاق جرس الإنذار لمارد الدمام في دوري الدرجة الأولى بخماسية تتطلب وضع حلول عاجلة لفريق النهضة الذي انتقل منه ما يقارب 11 لاعبا مع نهاية الموسم الفائت دون أن يدعم صفوفه بما يوازي طموحات أبناء النادي حتى في البقاء في الأولى بعد أن جزم الجميع بأن منافسته للعودة لدوري جميل أصبحت شبه مستحيلة رغم أننا في بداية الموسم. والاستسلام لهذه الحالة المحبطة قد يكلف الفريق الصراع من أجل البقاء بعد أن كان في المواسم الثلاثة الماضية طرفا في المنافسة للصعود وزيارة دوري الكبار. يحتاج النهضة لاستنهاض الهمم وانتفاضة حقيقية في الروح المعنوية أولا واستشعار الخطر المحدق بالفريق ثانيا والعمل على ترتيب الأوراق ثالثا في بناء فريق جديد يكون دعامة حقيقية لمستقبل أفضل بدل الدوران في حلقة مفرغة. وأولى الخطوات التصحيحية التي يجب اتخاذها في هذه المرحلة هو المصارحة داخل البيت النهضاوي وعدم الاعتماد على شخص واحد هو الشيخ فيصل الشهيل الذي قدم الغالي والنفيس لمارد الدمام لأكثر من ربع قرن، والاتكالية السلبية عليه في كل ما يخص نهضتهم مالا ودعما ومساندة دون أن يحركوا ساكنا في الاعتماد على أنفسهم لرفع سمعة ناديهم. والذي أعرفه ويعرفه كل نهضاوي أن الشهيل فتح لهم المجال للعمل الجماعي المبني على تصحيح الأوضاع بعد أن خسر الفريق فرصة الصعود لجميل في الموسم الماضي بتخلف بنقطة واحدة عن الصاعد الوحدة. سياسة النهضاويين بترك الجمل بما حمل على الشهيل خصوصا في الجانب المادي كسل غير مبرر، فالرجل قدم الملايين، حتى أن الخزينة النهضاوية تعبت من عطاياه وهو لم يتعب، ولكن اليد الواحدة لا تصفق في كثير من الأحيان. الزمن تغير ولا بد أن يغير النهضاويون من طريقة عملهم لاسيما أولئك المقتدرون ماديا التاركون العبء على رئيسهم دون أن يحركوا جيوبهم أو عقولهم أو يبذلوا أقل القليل لناديهم. وعلى المستوى الإداري وهو الجانب الأهم في عملية التصحيح ينبغي الاستفادة من موقع النادي الذي يمتلك منشأة قادرة على جلب ملايين الريالات لخزينة النادي شريطة أن تتوافر الأفكار لاستثمار الموقع الذي يغبطهم الكثير لكونه نهضاويا. نعم.. رب ضارة نافعة، وخماسية الاتفاق في بداية الدوري يجب أن تشعر النهضاويين بضرورة العمل على كافة الأصعدة، وأن يتخذوا منها محطة انطلاقة لعمل جاد مثمر يعيد لهم الحيوية من جديد في مضامير عدة نتائجية وفنية واستثمارية تساعد رجل العطاء في ناديهم فيصل الشهيل الذي قدم لهم كل شيء وترك لهم صلاحية العمل والتخطيط والتصرف. لا نريد النهضة أن يعود لحقبة الدرجة الثانية وهو يمتلك مقومات التواجد بين الكبار بما يملكه من إمكانيات وتاريخ. ليس من المعقول أن يظلم رجل واحد بتحمل كل هذا العبء الكبير، وليس من المعقول أن لا تتحرك الهمم والعقول لناد له تاريخ عريق مثل النهضة. أعيدوا صياغة ناديكم من جديد، فالتعثر ليس نهاية المطاف، والنهوض بعد السقوط يحتاج لهمة مؤمنة بالتطوير ومتفائلة بالنجاح.