تعالت بعض الأصوات النصراوية منذ بداية إعداد الفريق للموسم الحالي ساخطة على نهج الإدارة وسياستها في تسيير الفريق بالصورة التي ترضي طموحهم كعشّاق، يهمهم تفوق فريقهم وإكمال مسيرة النجاح وحصد البطولات التي بدأها منذ موسم 2013 - 2014. وطفت على السطح عبارة (أنا خائف) بعد البداية المتعثرة وخسارة الفريق لأربع نقاط مهمة من أندية ليست منافسة مع الاحترام والتقدير لها، وظهور الفريق بمستوى هزيل، غير قادر على تقديم ما يشفع له بموسم حافل بالنجاح. الجماهير النصراوية بدت متذمرة ومتوجسة من السقوط السريع بعد تخبط المدرب وعدم قدرته على قيادة كوكبة النجوم التي يضمها الفريق، والإصابات المتلاحقة لأبرز نجومه، وخسارته لآخر بطولتين خاضهما أمام الهلال. على الرغم من التحركات الإدارية الواسعة لترميم نقص الفريق واحتياجه، إلا أنها ما زالت غير راضية وتطمح بالمزيد، كإبعاد المدرب المتخبط، والمدافع البحريني محمد حسين الذي جددت الإدارة الثقة به مؤخرا، وتغيير منهجية التعامل مع بعض اللاعبين الذين تمادوا في الدلع واللامبالاة. وأكثر ما يجعل الجماهير النصراوية متوجسة هو غياب الروح عند اللاعبين، والتي شكلت العنصر الأهم في حسم الكثير من المباريات المفصلية للفريق خلال الموسمين الماضيين. لا أحد ينكر النقص الكبير والمؤثر الذي يعاني منه الفريق بغياب أهم ركائزه كحسين عبدالغني وإبراهيم غالب وأحمد الفريدي وحسن الراهب ونايف هزازي، إلا أن المدرب لم يُظهر الكفاءة المقنعة في توظيف قدرات وإمكانات اللاعبين بالشكل الذي يخدم الفريق. وما يحدث للفريق من هبوط حاد في أدائه يعكس الحال الفني الذي يتعامل معه داسيلفا وعدم اكتراثه للارتقاء بواقع الفريق لمواصلة مسلسل الصحوة التي استبشرت بها الجماهير خلال الموسمين الماضيين، وحقق خلالهما ثلاث بطولات وكان منافسا قويا في البقية. وكان ل (أنا خائف) دلالتها الكبيرة من خلال هجر الجماهير المدرجات والمتابعة من على بُعد، بعد ما كانت العلامة الفارقة في المواسم الماضية حتى حققت لقب أفضل جماهير في العالم. وهنا، سؤال يسوق نفسه في هذا المقام، هل يحق لجماهير النصر الخوف على فريقها بعد كل ما سبق ذكره، أم أن خوفها في غير محله وليس هناك ما يبرره كون الفريق في بداية الموسم ولديه الكثير ليقدمه في الاستحقاقات القادمة؟! وهل كل ما قام به الأمير فيصل بن تركي من عمل يُختزل في بداية متعثرة قد تتعدل في قادم الجولات من عمر الموسم؟! وهل يجوز لنا أن نطلق على موقف الجماهير (حتى الآن) «جحود ونكران لرجل ضحّى بالكثير من المال والجهد والوقت لإسعادهم»؟! حالة الإحباط تسود الموقف الأصفر والسبب الأول هي الجماهير التي لم تحاول الوثوق بفريقها ومدربه ومن خلفهما الإدارة، وتعرف جيدا أن الرئيس قدم ويقدم الغالي والنفيس من أجلها. هل يقول الأمير فيصل بن تركي شكرا لجماهير النصر على جحودها ونكرانها لكل ما قدمه لها؟ (إني خائف)!!.