واصلت القوات الموالية للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا والمدعومة من التحالف العربي امس التقدم في مناطق يسيطر عليها الحوثيون في اليوم الثاني من هجوم واسع يهدف في النهاية الى استعادة العاصمة صنعاء التي سقطت بأيدي المتمردين منذ سنة، وقصف طيران التحالف امس الاثنين قاعدة الديلمي الجوية ومعسكر الصيانة شمال صنعاء، وواصلت المقاومة الشعبية في خليج عدن استعداداتها لاسترداد مضيق باب المندب من قبضة مسلحي الحوثي وقوات الرئيس المخلوع على عبد الله صالح. تعليق أوسلو وكشف القيادي البارز في حركة فتح الدكتور نبيل شعث عن ان القيادة الفلسطينية قررت وقف تطبيق بنود من اتفاقية أوسلو أسوة باسرائيل. وقال ان هذا التوجه سوف يعلن عنه الرئيس عباس في كلمته التي سيلقيها امام الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الشهر في نيويورك، مضيفاً: نحن سنكون في حل من جزئيات أساسية في اتفاقية أوسلو كما تفعل اسرائيل فهي لم تطبق إلا ما يحلو لها ووفق مصالحها ونحن سنفعل ذلك أيضا». بدوره، أكد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، إجراء الرئيس محمود عباس والقيادة الفلسطينية اتصالات مكثفة على كافة المستويات لمنع تمرير مخطط حكومة دولة الاحتلال الإجرامي بحق المسجد الأقصى المبارك. وقال عريقات: «أن هذه الاعتداءات الاسرائيلية في القدس والمسجد الأقصى هي ضمن مخطط اسرائيلي يهدف لاستمرار تهويد القدس وتمرير التقسيم الزماني والمكاني له، مضيفاً: «بالأمس أجرينا اتصالات مكثفة حتى ساعات الفجر مع الأشقاء العرب مثل الأردن والمغرب ومع أمين جامعة الدول العربية نبيل العربي ومنظمة التعاون الإسلامي والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدةالأمريكية لمنع حكومة دولة الاحتلال من تمرير مخططاتها في القدس ومقدساتها. وأشار عريقات إلى دعوة وزارة الخارجية الفلسطينية إلى عقد قمة لمنظمة التعاون الإسلامي، مشدداً على ضرورة أن يكون الحراك العربي والإسلامي على مستوى الجريمة التي تحاول حكومة الاحتلال القيام بها بحق المسجد الأقصى المبارك. وقال عريقات: «بدأت دولة الاحتلال تنفيذ مخططها الاستفزازي والإجرامي في القدس ومقدساتها، بعد الانتصار الذي حققناه في الأممالمتحدة ورفع العلم الفلسطيني أمام مقرها، داعياً دول العالم أجمع لإدراك ضرورة التدخل الفوري لإلزام اسرائيل بالكف عن ممارساتها وتجفيف مستنقع الاحتلال الاسرائيلي الذي هو منبع الشر في المنطقة، مضيفاً: «من يدعي محاربة الإرهاب والتطرف عليه تجفيف مستنقع الاحتلال». غارات وفي التفاصيل، قال سكان محليون لوكالة الأنباء الالمانية إن دوي انفجارات عنيفة هزت صنعاء جراء القصف. وفي محافظة البيضاء (168كم) جنوب شرق العاصمة صنعاء أفاد سكان محليون بأن حوالي خمس غارات لطائرات التحالف استهدفت معسكرا ومواقع اللواء 26 حرس جمهوري المتمركزة بمديرية السوادية التي يسيطر عليها الحوثيون وقوات صالح، واستهدفت غارات أخرى مواقع وآليات للحوثيين وقوات صالح بمنطقة "عقبة ثرة" بمديرية مكيراس. هجوم مأرب وقالت مصادر عسكرية موالية لحكومة الرئيس عبدربه منصور هادي إن الهجوم الذي اطلق الاحد في محافظة مأرب، يجري على ثلاثة محاور تقع في شمال غرب هذه المنطقة الصحراوية باتجاه صنعاء. وتقع محافظة مأرب النفطية في وسط اليمن شرق صنعاء. وهي ترتدي اهمية استراتيجية كبيرة لاستعادة العاصمة. وقال مصدر عسكري لوكالة فرانس برس إن "الهدف هو قطع طريق امداد الحوثيين". وتحاول القوات الموالية للحكومة اليمنية التقدم انطلاقا من العبر البلدة غير البعيدة عن الحدود مع السعودية، باتجاه اربع مناطق تقع في شمال غرب محافظة مأرب باتجاه صنعاء. واضافت مصادر عسكرية ان هذه المناطق هي قطاعا صرواح وجدعان ومفرقا الجوف وحريت. لكن هذا التقدم يصطدم ببعض المقاومة على ما يبدو بعد اعلان مقتل جندي اماراتي في العمليات. وقالت قيادة الجيش الاماراتي في بيان بثته وكالة انباء الامارات إن "قواتنا المسلحة شنت عمليات ناجحة حققت من خلالها تقدما على الأرض في مأرب ودحرت ميليشيات الحوثيين الانقلابية في نطاق العمليات العسكرية التي تقوم بها قوات التحالف العربي". وأضافت إنه "خلال هذه العمليات استشهد أحد جنودنا البواسل اثناء مشاركته مع قوات التحالف العربي للوقوف الى جانب الحكومة الشرعية في اليمن". والامارات من الدول الرئيسية المشاركة في هذا التحالف. وقد خسرت 52 جنديا بصاروخ اطلق في الرابع من ايلول/سبتمبر في وسط اليمن. وقتل سبعة جنود اماراتيين قبل ذلك في عمليات اخرى، وبذلك ترتفع حصيلة الجنود الاماراتيين القتلى في اليمن الى ستين على الاقل. وكان عشرة جنود سعوديين وخمسة بحرينيين قتلوا في هجوم الرابع من ايلول/سبتمبر الذي كان الاعنف ضد قوات التحالف منذ بداية الحملة على اليمن في 26 آذار/مارس. غارات مركزة وبالتزامن مع الهجوم البري، ركز التحالف غاراته على المنطقة الجنوبية من محافظة مأرب حيث يتمتع الحوثيون بوجود قوي. وقالت المصادر العسكرية اليمنية إن ثلاثة مواقع لتجمع المتمردين استهدفت الاحد. واضافت ان الغارات استهدفت خصوصا محيط العين ومحيط بيحان على حدود محافظة شبوة جنوب اليمن، التي تمت استعادتها من المتمردين في تموز/يوليو. وتابعت ان الغارات الجوية تهدف الى الاعداد لوصول قوات التحالف البرية الى هذه المناطق من اجل "تطهيرها" من كل وجود للمتمردين. ونقلت الجزيرة عن المتحدث باسم التحالف العميد أحمد عسيري إن العملية التي بدأت الأحد في مأرب تسير وفق ما هو مخطط لها، مشيرا إلى أنه تم تحديد جدول زمني لها. ونفى عسيري أن تكون العملية سُمّيت "ثأر مأرب" انتقاما للقصف الصاروخي الذي استهدف مؤخرا قاعدة عسكرية في مأرب، وأسفر عن مقتل ستين جنديا من الإمارات والبحرين والسعودية. وقال المتحدث العسكري إن التحالف لا يتصرف من منطق الثأر في اليمن، وإنما غايته دعم الحكومة الشرعية في اليمن، وتحرير اليمنيين من سطوة المليشيات المسلحة. كما أكد عسيري أن التحالف حريص على حماية أرواح المدنيين، مشيرا إلى أن العمليات الجوية تتم وفق معلومات استخبارية وبأسلحة موجهة لضرب الأهداف العسكرية دون غيرها.